عماد عمر-المرض تحت ألوان زاهية

2015/10/20
التاريخ : 20/10/2015

تضمن العمل في التحقيق زيارة ميدانية إلى أحد المصانع غير الرسمية (مصانع بير السلم كما تعرف في مصر) يعمل في انتاج مستحضرات التجميل رخيصة الثمن دون معرفة أو إهتمام بالمواصفات القياسية. وكان نقل تفاصيل الصورة داخل هذا المصنع من أهم ما حرصت على أن تقدمه معدة التحقيق للقاريء باعتباره مكانا مغلقا أمام العامة وليس من السهل على غير العاملين به دخوله. وكشفت التفاصيل إلى أي مدى تغيب فكرة اﻻلتزام بمواصفات قياسية للمنتج أو مراعاة اجراءات الأمن الصناعي للمنشأة وللعاملين بها.
وواجه التحقيق صعوبة أيضا في العثور على ضحايا لديهن استعداد لكشف مدى ما أصابهن من ضرر مع التصريح بأسمائهن أو كشف هويتهن. وكان البديل اللجوء إلى عمل استبيان بين مستهلكي طلاء الأظافر وأيضا لدى صالونات التجميل بغرض قياس حجم اﻻقبال على استخدامه.
وإلى جانب السعي لكشف المخالفات، واجهت معدة التحقيق صعوبة في الحصول على المستندات المرجعية الرسمية مثل المواصفات القياسية ذات الأهمية الحاسمة في بيان مدى مخالفة منتجات مصانع بير السلم من خلال مقارنتها بتلك المواصفات. واحتاج الأمر زيارات مكوكية للعديد من الجهات المسؤولة لأجل الحصول على تلك المواصفات مما يبرز إحدى صعوبات العمل الصحفي اﻻستقصائي في مصر.
وبعد اجراء التحاليل لبيان المواد الضارة في طلاء الأظافر المنتج في مصنع “بير السلم” ومدى مخالفته للمواصفات القياسية كان ﻻبد من كشف الآلية التي يمكن بها لهذه المصانع اﻻستمرار في العمل وسط الكتل السكنية سواء في القاهرة أو خارجها رغم حملات الملاحقة الأمنية. وكشف التحقيق ثغرات القانون التي تسمح لمثل هؤﻻء المخالفين بالإفلات من يد العدالة وبالتالي سلط الضوء على ضرورة الحاجة لتغيير تشريعي لسد تلك الثغرات.