” “طبخ” تحقيق حول انعدام النظافة في حمامات المدارس الحكومية في الأردن * معد التحقيق: صلاح العبّادي من جريدة الرأي * الفرضية: “قصور صيانة دورات المياه في المدارس الحكومية وتدني مستويات التثقيف الصحي يؤثر على قدرة التركيز ويساعد على انتشار العدوى والأمراض” وتيرة العمل وآلياته: منذ بدأ بإعداد هذا التحقيق المهم بالنسبة لشريحة واسعة من الأردنيين (أكثر من مليون طفل على مقاعد الدراسية)، أبدى الزميل صلاح العبادي التزاما بجمع المعلومات، البحث عن المصادر ونبش التفاصيل الدقيقة المخفية عن الجمهور. انتهج العبادي وتيرة عمل سريعة ومباشرة، ونفذ سلسلة جولات ميدانية في عشرات المدارس في عدّة مناطق، ليخلص بمادة دسمة معززّة بصور ومعطيات، نشرت في صحيفة “الرأي” يوم الخميس (19/6/2009). اجتمعت مع العبادي عشر مرّات على الأقل، نسقنا خلالها كيفية استنباط الأسئلة والبحث عن مصادر (متاحة ومغلقة) مع التأكيد على التوازن في نقل المعلومة من مختلف المصادر. سعى الصحافي الشاب لإثبات الفرضية لجهة العلاقة الطردية بين “وساخة الحمامات” وانتقال أوبئة معدية مثل الكبد الوبائي بنوعيه “أ” و “ب” وحصر البول. في السياق، استأنس الكاتب بآراء أطباء أكدوا وجود مثل هذا الرابط، لكن ليس قبل أن يجمع معلومات تؤكد بالصورة والكلمة وجود قصور حكومي أفضى إلى سوء نظافة الحمامات في غالبية المدارس. أثناء جمع المعلومات وكتابة التحقيق، لاحظت تطورا ملحوظا في مستوى كتابة العبّادي، رغم قصر فترة مزاولاته للإعلام. وشعرت بالارتياح، بعد عدّة نصائح ومساهمة في بناء الهيكلية، لنظافة الجمل وتربيطها ضمن نسق حرفي. علم كاتب التحقيق لاحقا بعد نشر التقرير، أن وزير والتعليم العالي والتربية والتعليم، عقد اجتماعات مع المسؤولين عن الوضع الصحي والبيئي والإداري داخل وزارة التربية، من أجل معالجة هذه المشكلة، التي لم تكن لتطفو لولا “نبش” العبادي في المدارس. استفاد العبادي من هذه التجربة، كما علمت منه، في تجهيز وكتابة تحقيقات على نسق آلية “أريج”. وقد انتهى للتو من كتابة تحقيق بعنوان “الزيادة السكانية تصيب منظومة التأمين الصحي بالاعتلال”. بالنسبة لصلاح عبادي، أبدى هذا الصحافي التزاما تاما في متابعة التحقيق والمصادر حتى اكتمال المعلومات اللازمة لكتابة النص. ننصح المهتمين بكتابة تحقيقات استقصائية العمل بمنهجية وحزم وسرعة في جمع المعلومات. عليهم أيضا التحلّي بالصبر وسعة الصدر لتقبل الملاحظات والنصائح سواء في لملمة المعلومات أو في بناء التحقيق. وفي الختام، لا يجب أن نيأس حين نصطدم بأي عقبة، بل نواصل الجهد حتى النهاية.