سعد حتر - تضارب في الآراء حول دستورية وقانونية (الكازينو)

2011/03/23
التاريخ : 23/03/2011

سعد حتر. لمست لدى الزميلة ساندرا حدّاد مثابرة استثنائية وإصرارا على إنجاز التحقيق المكلفة به، رغم العقبات وإحجام غالبية المصادر عن الإفصاح. وفوق ذلك اصطدمت برفض اثنين من أهم المصادر للحديث عن تفاصيل صفقة بناء كازينو في البحر الميت. فالمصدر الرئيس- أو المتسبب طبقا لمنهجية عمل أريج- المستثمر العراقي بريطاني الجنسية ظل دائم الغياب عن الصورة فيما امتنع وزير السياحة والآثار في ذلك الوقت -2007- أسامة الدبّاس عن الإدلاء بأي تصريحات للصحافة. (وظل صامتا حتى بق البحصة في مؤتمر صحافي في السلط في 23 حزيران/ يونيو 2011). في ذلك المؤتمر رفض الدباس أن يكون كبش فداء ووجه علامات الاستفهام إلى دوري رئيس الديوان الملك في تلك الحقبة باسم عوض الله ومدير المخابرات العامة السابق الفريق المتقاعد محمد الذهبي. أما المصادر القضائية والرسمية التي وافقت على الإدلاء بتصريحات، فتحدثت فيما يشبه الشيفرة ورفض أكثرهم الإفصاح عن هويته للقراء. من هنا تعمّقت تعقيدات القصة وطالت مدة البحث والتقصي. وزاد في التعقيد أن صحيفة العرب اليوم وغيرها من وسائط الإعلام سرّبت سابقا العديد من أخبار السبق الصحافي حول هذه الصفقة. على أن ساندرا واصلت البحث والتقصي دون كلل. مرت لحظات شعرت فيها الزميلة حداّد بعبء المهمة وفكرت في التراجع. لكن عزيمتها كانت أقوى من شح المعلومات وغياب المصادر. لفتت الصحافية نظري لجهة قدرتها على ترتيب أفكارها، ربط المعطيات، تسجيل الوقائع ولملمة الوثائق. وبالتالي شكّلت عشرات الوثائق- بما فيها الاتفاقية الأصلية خريف 2007 والمعدلة في ربيع 2008 – القاعدة الصلبة التي بنت عليها تقريرها. أتطلع للعمل مع الزميلة حدّاد مرة جديدة وأنا واثق من قدرتها على جمع المعلومات، نبش الوثائق وصياغة تحقيق استقصائي متكامل بهدف التأثير إيجابيا في المجتمع.