سعد حتر - آلاف الأطفال والنساء "المعلقات" ضحية سوء إدارة قسم التبليغ في المحاكم الشرعية

2009/08/9
التاريخ : 09/08/2009

مجدولين علاّن نجحت في نبش المسكوت عنه، وساهمت في إحداث تغيير في المجتمع نحو الأفضل في قضيّة تهم قطاع واسع من الناس، سيما المرأة والطفل – فئتان ترزحان تحت قيود العرف، بعض التشريعات وسطوة الرجل. “آلاف النساء المعلقات ضحية سوء إدارة قسم التبليغ في المحاكم الشرعية”: فرضية حملت نكهة مختلفة، وولجت صميم عمل الصحافة الاستقصائية: البحث عن الأخطاء والتجاوزات في مرافق وإدارات تهم شريحة واسعة من المجتمع. الهدف الأسمى تحقّق بردود فعل غير مباشرة، تمثلت بجولة ميدانية لسماحة قاضي القضاة الشيخ أحمد هليل في محكمة عمان الشرعية، ليعلن من هناك عن خطط لتطوير التشريعات ويدعو الموظفين لتسهيل إجراءات التقاضي وتبليغ الأحكام، والتي كانت جزءا من تذمر غالبية النساء في التحقيق. مجدولين حفظت درسها جيدا ونفذت واجباتها بدقّة. حتى صياغة آخر جملة في التحقيق، ظلّت الصحافية المبتدئة نشيطة ومثابرة وشغلّت عين الرقيب في جمع المعلومات ومعاينة المواقع. استخدمت مجدولين علاّن مختلف الأساليب المشروعة في جمع المعلومات واصطياد الحقائق، من بينها مقابلات شخصية في الميدان، استبيانات، استطلاعات ونبش في تقارير مستقلة تلقي الضوء على سجل عمل المحاكم الشرعية. في مقدمة تلك الوثائق، تقارير صادرة عن المركز الوطني لحقوق الانسان منذ عام 2006. مجدولين وأنا اجتمعنا أسبوعيا على مدار عدّة أشهر نسقنا خلالها كيفية بناء الاستبيانات والفئات المستهدفة من الاستبيان: نساء (مراجعات للمحاكم الشرعية) وكوادر قسم التبليغ في المحاكم. هذه الآلية ساعدت على جمع الكثير من الحقائق التي كانت مخفية، وبالتالي شكّلت إضافة نوعية ساعدت على إخراج التحقيق في إطار متكامل. لأن هذا الموضوع حسّاس لجهة أصبع الاتهام إلى التقصير وسوء استخدام السلطة في هيئة إدارية تابعة للقضاء، تطلب الأمر إجراء سلسلة تعديلات، بتوصية من محامي أريج أيمن ابو شرخ، حتى يكون صالحا للنشر. مع ذلك، اعتذرت وسيلة إعلام رسمية عن نشره بسبب تضمنه انتقادات، على لسان نساء متضررات وأطفال، لهيئة حكومية. قرّرت أريج نشر التحقيق في صحيفة “الغد” حتى يصل إلى أوسع شريحة من القرّاء. وأفردت له الغد صفحة كاملة. استخلصت مجدولين من هذا العمل الشاق أن المثابرة، تضييق زاوية البحث والعنوان وتحديد البوصلة سيقودون حتما إلى تحقيق مختلف يعلق الجرس ويحمل في طياته بذور التغيير. وهذا ما حصل. باتت مجدولين على قناعة بأن الإعلام قادر على التغيير من خلال نقد الواقع بنزاهة دون مآرب شخصية. متشجعة بالرضى النفسي والتغيير الذي أحدثه تقريرها الموسع الأول، تستعد السيدة علان الآن لخوض تجربة جديدة في معترك التحقيقات الاستقصائية.