داود كتاب - عمان نت تفضح ممارسات شركات فلاتر المياه

2007/02/13
التاريخ : 13/02/2007

بالرغم من عملي لفترة طويلة كمسئول ومشرف تحقيقات صحفية إلا أنني ومن خلال الإشراف على تحقيق الزميل وديع العبسي حول المخلفات الطبية في اليمن وجدت نفسي أمام منهج مغاير لما اعتدنا عليه في الصحافة العربية عامة واليمنية بشكل خاص، وهو ما يتطلب المزيد من الجهد والوقت والصبر والمخاطرة، وفي ذات الوقت يتطلب الاستعداد النفسي لتقبل الكثير من المفاجآت غير السارة، وهذه بالطبع سمة التحقيقات الاستقصائية.

وخلال مراحل العمل على هذا التحقيق بذل الزميل وديع العبسي جهداً كبيراً ومتواصلاً لأكثر من شهرين في المرحلة الأولى، التي واجه خلالها صعوبات وعراقيل كبيرة، أبرزها عدم توفر البيانات والإحصائيات الدقيقة حول موضوع التحقيق، إضافة إلى عدم السماح له في بعض المستشفيات بالاستفسار أو إجراء مقابلات مع المعنيين ومتابعة حركة المخلفات الطبية داخل المستشفيات، ويبدو أن هذه الإشكاليات لا توجد إلا في اليمن للكثير من العوامل والأسباب التي لا يسمح المجال لذكرها هنا، ومع ذلك وبالكثير من الجهد والمتابعة والإصرار والبحث عن بدائل تغلب الزميل وديع على تلك المشاكل، وجمع كم هائل من التقارير والمعلومات والآراء لمختصين وأصحاب علاقة ومتضررين أيضاً.

وفي المرحلة الثانية وهي مرحلة كتابة التقرير واجهت الزميل وديع إشكالية من نوع آخر تتمثل في تركيز التحقيق بشكل أدق، ومن خلال التواصل المستمر واللقاءات المباشرة بيننا ساعدت الزميل وديع على التخلص من بعض المعلومات غير المهمة، وتقسيم التحقيق إلى جزأين، الأول خاص بحركة المخلفات داخل المستشفيات وأساليب جمعها والتعامل معها والتجارب السابقة للتخلص منها بواسطة محارق قديمة توقفت عن العمل قبل سنوات طويلة، أما الجزء الآخر فخصص للمرحلة النهائية من عملية التخلص من هذه النفايات التي تجمع وتنقل إلى “مقلب” يستقبل كل زبالة العاصمة اليمنية صنعاء بما فيها الطبية، وما لكل ذلك من أخطار بيئية وصحية، وخلال ثلاث إلى أربع مرات من المراجعة في هذه المرحلة استطعنا استكمال التحقيق من خلال تغطية بعض جوانب النقص التي كانت تظهر لنا في كل مرة حتى وصل إلى صيغته النهائية.