امضى معد التقرير حسن دوحان اكثر من عام وهو يعمل على هذا التحقيق ( غزة مقبرة الاطفال الخدج) وتم تغيير الفرضية وكثير من محاور التحقيق، اكثر من مرة طوال هذه المدة، من خلال شبكة الاتصال والتواصل مع المشرفين الرئيسيين في مقر اريج في الاردن، ورام الله ومع دوحان في غزة.
موضع دوحان كان صعبا في البداية كونه حمل عناوين ومواضيع متعددة عن نقص الدواء في غزة بشكل عام، ثم بدأنا الحديث عن تكثيف الموضوع كيف يكون اكثر سهولة على القارىء، وهو ما تم من خلال التعاون والتنسيق مع زملاء في مقر اريج في الاردن، ووافق دوحان على اعادة صياغة الفرضية مرة اخرى، وتكثيفها لتشمل نقص ابرة الخدج ( موضوع التحقيق).
بادر دوحان في بداية الامر، وقبل الوصول الى الفرضية الجديدة، بان قام بنشر الموضوع عن الدواء بشكل عام في صحيفة الحياة الجديدة، دون علم ودون موافقة مسبقة من اريج، رغم ان الموضوع كان لا يزال مثار بحث من الناحية المهنية.
تقبل دوحان الانتقاد على هذا الامر، ومن ثم تم اعادة صياغة فرضية جديدة حول جزئية من الموضوع العام.
واضافة الى اهمية التحقيق الذي اضاف اضاءة جديدة على المعاناة التي يعانيها سكان قطاع غزة اثر الحصار الاسرائيلي، مع انه كان بالإمكانية توسيعه ليشمل مفاهيم المحسوبية حتى في العلاج، الا انه بين من الناحية المهنية امور تتعلق بالية اعداد التحقيقات الاستقصائية:
– المثابرة والصبر : حيث تميز معد التقرير حسن دوحان بالمثابرة لإنجاز التحقيق، رغم الملاحظات المتكررة على عدة مسودات وتعديلات على التحقيق.
– قبول الانتقادات ومناقشتها وصولا الى الاقتناع بها، او الاقناع، وهو ما اثبته دوحان من تقبله لمختلف الاراء، واصراره على انجاز التحقيق.
– بين هذا التحقيق اهمية الاعداد الاولي قبل الاقلاع، بمعنى، اهمية تشديد الفرضية ووضع محاورها مسبقا، استنادا الى بحث مسبق، يسهل عملية الاقلاع وانجاز التحقيق في الزمن المفترض.
– ضرورة التشبيك من الناحية الإشرافية على التحقيق، وتبادل الآراء، حول أي تحقيق يتم اجراءه، بكل ود وحب وايجابية.
حسام عزالدين: احد المشرفين على التحقيق