كانت التجربة الأولى لكلينا في الاشراف و تنفيذ تحقيق صحافي، كانت مغامرة جديدة و تتسم بالتحدي. العمل كفريق فيه تحدي، والعمل ضمن معايير أريج هو تحدي اخر ولكنا قبلناه جملة وتفصيلا. اختار الفريق العمل على تحقيق له أغراض بيئية وصحية وهو هل حرق صور الأشعة يهدّد صحة مواطني شقبا غرب رام الله ويلوث بيئتهم ؟. الموضوع كان جديدا في فلسطين والفرضية كان من الصعب إثباتها علميا.
المشرفة تابعت الصحافي عبر عدة لقاءات مباشرة منذ نقاش الفرضية وعبر البريد الالكتروني والمكالمات الهاتفية وكانت تقرأ التحقيق في كل مرحلة وتضع تعليقاتها عليه بالاضافة الى تعزيز الحماس لدى الصحافي وتذكيره المستمر بمعايير أريج في التحقيقات الصحافية حتى توصل الصحافي لاثبات فرضيته
واظب الصحافي منتصر حمدان على مدى عشرة أشهر على جمع المعلومات وتحليلها، جمع الكثير من الوثائق والمعلومات وعمل الكثير من المقابلات.
لا أنكر القول أن في مرحلة معينة أصبح الصحافي منتصر مهووسا بسير التحقيق واستحوذ إثبات الفرضية على تفكيره اليومي،أذكر أنه أراد الحصول على وثيقة مهمة من وزارة الصحة الفلسطينية وكان يتصل بي باستمرار حتى أنه تحدث إلي في إحدى المرات في العاشرة ليلا ليخبرني أنه منع من تصوير نسخة منها. كان هوس الصحافي منصبا في البحث عن الحقيقة ولهفته على إثبات صحة فرضيته.
كالعادة يجمع الصحافي معلومات ووثائق كثيرة ويكون من اىلصعب أن يتخلى عنها ولكن كون أريج قد ححدت سلفا عدد الكلمات كانت المشرفة دائما تذكره بأن عليه الا يسهب وأن يفعل ما تقوله المدرسة السويدية بالكتابة (أقتل أحباءك) بمعنى تخلص من العبارات الزائدة حتى لو كانت عزيزة عليك
ولكن تعب الفريق زال وحلت محله البهجة حين نشر التحقيق صبيحة يوم26/4/2010 على صفحة كاملة في الحياة الجديدة بعنوان عريض معزّزا بصور، كان حصيلة عشرة أشهر من العمل والمتابعة.
كانت النهاية، ولكنها البداية لسلسلة لا تنتهي من البحث لرؤية الضوء في آخر النفق
ما هي ردود الفعل التي احدثها التحقيق؟
حاولت الاتصال بمنتصر عدة مرات ولم أصل اليه (لديه معلومات دقيقة عن ردود الفعل التي أفضل أن تتلقيها منه)
و خلال عملية البحث دوما سترافق الفريق روح أريج وتعاليمها.
أما عن الدروس المستفادة هي أن يتم وضع تاريخ لتسليم التقرير بعد اختيار الفرضية مباشرة حتى لا تطول العملية ويفقد الفريق حماسه. كما أنه من الأفضل عند الاقدام على اختيار موضوع علمي يحتاج لأدوات علمية كمختبرات الخ لاثبات فرضيته أن يتأكد الفريق من أن أدوات الاثبات موجودة ومتوفرة بالفعل قبل التقدم في التحقيق لأنه في حالة التحقيق الذي مررنا به لم تتوفر مختبرات وطنية لفحص غاز الديوكسين في الهواء المنبعث من حرق صور الأشعة وهذ صعب اثبات الفرضية.