عمان – 15 مايو/ أيار 2014- اختتمت في عمان ورشة تدريبية حول أسس الصحافة الاستقصائية بمشاركة 19 صحافياً من ثمان دول عربية، اطلعوا على منهجية شبكة أريج “إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية” في حقل الاستقصاء والتزموا بإنجاز تحقيقات في العمق بإشراف الشبكة بما يخدم المجتمعات وتفعيل مبدأي المساءلة والشفافية.
على مدى خمسة أيام، نقل المدربون خلاصة مركّزة من مهارات الصحافة الاستقصائية، بدءاً من بلورة الأفكار على شكل فرضيات، وصولاً إلى إنجاز التحقيق بأفضل المعايير المهنية.
وشرح المدربون لصحافيين ميدانيين من فلسطين، لبنان، سورية، مصر، اليمن، البحرين، تونس والأردن آليات بناء الفرضيات، جمع المعلومات والتقصي بإلاستناد إلى دليل أريج الإرشادي: “على درب الحقيقة”؛ أول مادة تدريب تفاعلي تدشنها الشبكة بعد انطلاقها مطلع 2006.
كما شملت التدريبات التي انتهت يوم الثلاثاء الضوابط القانونية التي تحصن الصحافي لدى إنجاز تحقيقات استقصائية، فضلاً عن تطويع التكنولوجيا في خدمة الصحافي المتقصي.
وينتظر من الزملاء المشاركين، العمل على إنجاز تحقيقات استقصائية أتفق عليها تتماشى مع معايير أريج ومنهجيتها، في البلدان مجال نشاطها؛ الأردن، لبنان، فلسطين، سوريا، تونس، العراق، البحرين، مصر واليمن.
وقالت الصحافية التونسية رحمة الباهي “ساهمت الورشة في إثراء معرفتي بفنون العمل الاستقصائي، وأماطت اللثام عن كيفية إنجاز تحقيق صحافي استقصائي من ولادته كفكرة وصولاً إلى إنجازه متكاملاً”. واعتبرت الباهي أن “المعرفة القانونية التي تزودت بها، كانت ذات أهمية خاصة، أوضحت كيفية تفادي المخاطر القانونية أثناء العمل المهني الاستقصائي”.
وشاطرها في الرأي الصحافي اليمني محمد الأحمدي، الذي دعا إلى “تعظيم الإستفادة من الخبرات التي كونتها أريج على مدى السنين، ونشرها لأكبر قدر من صحافيي الميدان العرب الذين يواجهون عقبات واسعة جراء عدم تسلحهم بالمهارات اللازمة، ما ينعكس على المنتج الإعلامي بصورته النهائية”.
ووصفت الصحافية الفلسطينية شروق الجاغوب، فعاليات الورشة بـ”المتكاملة” تنير الطريق أمام الصحافيين العرب في معترك العمل الميداني على ما يحمله من محاذير خاصة في إنجاز تحقيق استقصائي متكامل، ويساعد الصحافي في تسهيل عمله وسط الصعوبات التي تعتري ذلك في الميدان.
الزميلة علياء ابو شهبة من صحيفة روز اليوسف المصرية، أكدت أن “الورشة تناولت جميع محاور العمل الاستقصائي إضافة للإحاطة بالقضايا القانونية وأخلاقيات العمل المهني، وضرورة توخي الدقة في العمل”.
أما إسلام الزيني الإعلامي في التلفزيون البحريني، فأشار إلى “ضرورة البناء على جهود شبكة أريج في تطوير مهارات الإعلاميين العرب لكشف مواطن الفساد، نشر الحقيقة وتعميق الشفافية”.
يشار إلى أن أريج دربت منذ تأسيسها عام 2006 قرابة 1200 صحافي ميداني عربي، وأهّلت 30 مشرفًا ومدربًا، و100 من أساتذة الإعلام في جامعات عربية. وأشرفت على إنجاز نحو 200 تحقيق استقصائي في مختلف وسائل الإعلام. وساهمت في تأسيس وحدات استقصاء في عدة وسائل إعلام في الأردن، فلسطين، مصر، لبنان واليمن.
وشارك في التدريب مديرة أريج التنفيذية رنا الصباغ، عضو مجلس إدارة أريج الإعلامية الدنماركية بيا ثوردسون، المستشار في الشبكة سعد حتر، الخبير القانوني في قضايا النشر محمد قطيشات ومدربا استخدام تكنولوجيا المعلومات في الإعلام ثامر العوايشة ورعد نشيوات.