“أمان 360” مشروع جديد لسلامة الصحفيين الاستقصائيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. والمشروع عبارة عن شراكة بين يونسكو وأريج، بتمويل من برنامج التمويل المشترك لحرية التعبير وسلامة الصحفيين من يونسكو، وجزء من مشروع يحمل عنوان: “تعزيز سلامة الصحفيين في أفريقيا والمنطقة العربية” الممول من الدنمارك. وينفّذ المشروع بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحفيين.
في المتوسط، يُقتل صحفي كل خمسة أيام لنشره معلومات صحافية. لذا فإن تعزيز مفهوم سلامة الصحفيين والصحفيات ومحاربة إفلات من يهاجمونهم/ن من العقاب ركيزتان أساسيان في دعم يونسكو لحرية الصحافة على جميع المنصات الإعلامية، وهي أولوية لأريج والاتحاد الدولي للصحفيين أيضا.
يهدف مشروع “أمان 360” لخلق وتعزيز أساسٍ واعٍ لسلامة الصحفيين والصحفيات في الوسط الصحفي الاستقصائي في العالم العربي، لضمان استمرار الصحافة الحرة، ولعب الصحفيين والصحفيات الاستقصائيين دورهم في المراقبة ومحاسبة المسؤولين.
يقدم هذا المشروع نهجًا شموليًا ومبتكرًا لتعزيز سلامة الصحفيين والصحفيات الاستقصائيين العرب والشركاء الإعلاميين والمنظمات والجهات المعنية الأخرى ذات الصلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع التركيز على الجزائر والعراق وموريتانيا وفلسطين وتونس واليمن.
سيتم وضع المبادئ التوجيهية وأفضل الممارسات وتطويرها للمنطقة العربية بما يتماشى مع المعايير الدولية. كما سيتم إنشاء عيادات فردية شاملة لتغطية خمسة مجالات رئيسية؛ التطوير المادي والرقمي والنفسي والاجتماعي والقانوني والوظيفي. وسيتم تنظيم ورشات تدريبية وندوات رقمية عبر الإنترنت للصحفيين/ات الاستقصائيين/ات والمحررين/ات والمدربين/ات والإعلاميين/ات من ذوي الصلة والمؤسسات الإعلامية التي تدعم بيئة الصحافة الاستقصائية. وسيتم العمل على توفير خدمة الخط الساخن التجريبية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع للرد على أي طلب عاجل من الصحفيين والصحفيات الاستقصائيين الذين شاركوا في عيادات السلامة والورشات الخاصة بالسلامة البدنية والذين يعملون مع أريج على التحقيقات خلال فترة المشروع.
صمم “أمان 360” على أساس الحاجة المتزايدة للمهارات والمعرفة لإجراء تقييمات المخاطر والإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية، بالإضافة إلى التخطيط للتخفيف من حدة الوضع الراهن لتعزيز بيئة إعلامية آمنة. خلال الخمسة عشر عامًا الماضية، اعتبر الاتحاد الدولي للصحفيين منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أخطر 10 مرات في العالم على سلامة الصحفيين والصحفيات، بسبب عدد من قتلوا أو أصيبوا أو أجبروا على الفرار من ديارهم ودولهم. تعتبر المنطقة أيضًا من بين أسوأ المناطق في توفير الضمانات القانونية والتنظيمية للصحافة المستقلة لتتمكن من الازدهار. كما يواجه الصحفيون/ات ووسائل الإعلام الملاحقة القضائية والسجن والإغلاق والحجب أو التجويع في السوق المحلية بسبب تقاريرهم المهمة/النقدية. وفاقمت جائحة كوفيد 19 الأزمات التي يواجهها الصحفيون/ات ووسائل الإعلام على مستوى العالم وخاصة في المنطقة.
بدأت أريج، بالاشتراك مع الاتحاد الدولي للصحفيين، الخطوة الأولى لتعزيز بيئة إعلامية آمنة من خلال إطلاق دورة تدريبية شاملة باللغة العربية حول السلامة في 5 مارس/آذار 2021 من قبل مدرب السلامة عبد الله مكسور على أكاديمية أريج، يتعلم فيها الصحفيون/ات على وتيرتهم الخاصة. عالجت الدورة التدريبية من خلال إحدى عشرة جلسة تحديات جديدة في العمل الصحفي الميداني خلال الجائحة، قدمت الجلسات مبادئ السلامة المهنية للصحفيين/ات، والإجراءات التي يجب على الصحفيين/ات اتباعها قبل وأثناء وبعد مهامهم. وتناولت مهارات التخطيط المسبق للتكليف، وقياس المخاطر، وآليات المواجهة، واختيار مواقع التكليف والتواصل مع المؤسسات الإعلامية، والتعامل مع نقاط التفتيش، والاختطاف بجميع أشكاله، وتغطية المظاهرات والتجمعات، ومهارات التنقل في مناطق النزاع. أصبحت هذه الدورة التدريبية شرطًا أساسيًا اعتبارًا من مارس/آذار 2021 لجميع الصحفيين/ات الاستقصائيين/ات العرب الراغبين في العمل مع أريج. وتقدم لهم عند الانتهاء من الدورة شهادة مشاركة. ومنذ إطلاقها، استفاد أكثر من 400 صحفي وصحفيةً من الدورة.
أخذت يونسكو زمام المبادرة في تنسيق وتطوير وتنفيذ خطة عمل الأمم المتحدة بشأن سلامة الصحفيين ومسألة الإفلات من العقاب بصفتها الوكالة المفوضة داخل الأمم المتحدة لتعزيز حرية التعبير والصحافة، من خلال العمل بشكل وثيق مع الجهات الفاعلة، والأطراف المؤثرين، وأصحاب المصلحة، بما في ذلك الدول الأعضاء ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والأوساط الأكاديمية والعاملين في مجال الإعلام. في السنوات الماضية، أنتجت يونسكو عددًا من الموارد لتعزيز سلامة الصحفيين، بما في ذلك تطوير دورة مفتوحة عبر الإنترنت (MOOC) مؤخرًا بالتعاون مع المؤسسة الإعلامية الدولية للمرأة ومركز نايت في جامعة تكساس, بعنوان “كيفية تقديم التقارير بأمان: استراتيجيات للصحفيين وحلفائهم”، بالإضافة إلى عقد ندوات رقمية عبر الإنترنت، ونشر ملخصات حول التهديدات المحددة التي تواجه الصحفيين، من المظاهرات إلى الأوبئة – بما في ذلك كوفيد-19، وتغطية الانتخابات، وغيرها. عملت المنظمة أيضًا مع مجموعات أخرى مسؤولة عن توفير بيئة أكثر أمانًا للصحفيين، بما في ذلك ضباط الأمن والقضاة والمدعون العامون، من خلال حملات المناصرة وبناء القدرات. يمكن الوصول إلى جميع المواد والموارد المتاحة هنا.
أريج هي الشبكة الرائدة لتعميم جهود الصحافة الاستقصائية الإقليمية منذ 15 عامًا. منذ عام 2006، عززت أريج ثقافة الصحافة الاستقصائية للصحفيين العرب في 16 دولة مختلفة، وتسعى الآن جاهدة لتعميق ودعم النظام البيئي للصحافة الاستقصائية المسؤولة في العالم العربي. كمؤسسة تدريبية، قامت أريج بتدريب أكثر من 3500 صحفي ودعم إنتاج أكثر من 650 تحقيقًا.
الاتحاد الدولي للصحفيين (IFJ) هو أكبر منظمة صحفية في العالم تمثل 600,000 إعلامي/ة من خلال نقابات وجمعيات الصحفيين الوطنية في 146 دولة مختلفة. لأكثر من 90 عامًا، عمل الاتحاد الدولي للصحفيين على تحسين حقوق الصحفيين وظروف عملهم من خلال بناء منظمات تمثيلية قوية لهم قادرة على القيام بحملات نيابة عن أعضائها والدفاع عن حقوقهم ورفع المعايير المهنية.
تابعونا على وسم #أمان360
