عن أريج

أريج: استراتيجية (2022 – 2024)

أريج.. أبوابٌ مشرعةٌ للتعاون 

الأثر المنشود

تعزيز العمل الصحفي الاستقصائي عبر ترسيخ مبدأ المساءلة الفردية والمؤسساتية ضمن سياق سياسي واجتماعي وحقوقي، ولعب دور “السلطة الرابعة” في العالم العربي، وسط تدفق المعلومات المغلوطة والمضللة.

 

الأثر المتوسط

تعزيز ودعم قدرات مجتمع من الصحفيات والصحفيين الاستقصائيين ومدققي/ات المعلومات؛ لإنتاج ونشر/بث مضامين استقصائية، تلتزم المعايير العالمية في تدقيق المعلومات وكذلك الأخلاقيات المهنية وأقصى درجات الجودة في المضمون والشكل.

 

الخلفية

منذ عام 2005، تعمل أريج عبر مسارات مختلفة في الوطن العربي؛ سعياً لمد الجسور بين الصحافيات والصحافيين الاستقصائيين، وتدعيم أرضية العمل الاستقصائي من خلال تقديم ومواكبة أحدث المناهج في عالم التدريب لمختلف مراحل إنتاج التحقيق، سواء في التحضير والبحث والوصول إلى المعلومات، أو اتِّباعِ أفضل الطرق؛ للحفاظ على سلامة وأمن الصحفي/ة ومصادره وعائلته، والتعامل مع المتغيرات السياسية والتكنولوجية المتجددة، خلال وبعد العمل على التحقيق الاستقصائي، كما اختارت أن تدعم أيضا مجتمع مدققي/ات المعلومات، وتفتح الباب لحماية مطلقي الصفارة أينما وجدوا.

أمام كل التحديات المتصاعدة، وأمام العمل الصحفي في العالم عامة والعالم العربي خاصة، تؤمن أريج بأن التشبيك هو العنصر الرئيس في الحماية والتقدم؛ لذا تعمل أريج بسياسة الأبواب المُشرَعَةِ على المستقبل؛ لتذليل كل العقبات أمام عملية التواصل بين داخل وخارج البيت الأريجي الذي يضم كوكبة كبيرة من الاستقصائيين والمحررين والمشرفين والمدربين ومدققي المعلومات والقانونيين، الذين نؤمن لهم/ن كل الوسائل المتاحة للتدريب والتواصل والابتكار مع محيطٍ متسارع النمو، ومع اتِّخاذ وسائل السلامة الصحافية الشخصية والرقمية والنفسية والقانونية والمهنية كافة في رحلة نشر المعلومة.

تحتاج أريج إلى توسيع الآفاق، واستثمار جميع الجهود؛ لمواجهة التحديات الفريدة في رحلة الكشف عن المعلومة الموثقة، وفي سبيل ذلك، تسعى أريج إلى توسيع دائرة الشركاء والداعمين؛ لتعزيز البنية التحتية المعرفية، التي تدعم -من خلالها- الصحافيات والصحافيين ومدققي المعلومات في المنطقة، لاسيما أولئك المنخرطون في العمل الاستقصائي، الذي يقود إلى محاسبة أصحاب النفوذ والسلطة.

 

التحديات

إن بيئة العمل الصعبة المحيطة بالعمل الصحفي الاستقصائي في الوطن العربي، والتي تشمل الافتقار للشفافية الحكومية، والرقابة الذاتية، إضافة إلى غياب عنصر الخبرة والتمويل؛ كلها عوامل أدت إلى خلق بيئة إعلامية ضعيفة وغير فعالة.

فبالنظر إلى مؤشر حرية الصحافة في العالم لعام 2022، الذي أصدرته منظمة مراسلون بلا حدود، يصنف بيئة العمل الصحفي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بأنها تتجه من سيء إلى أسوء؛ حيث تمثل الصراعات والحركات الاحتجاجية والاستبداد المتزايد في المنطقة، تحديات وتهديدات متزايدة؛ تتعلق بسلامة الصحفيين الجسدية؛ وتعيق قدرتهم/ن على إنجاز العمل الصحفي الاستقصائي؛ حيث إن طريق الوصول إلى المعلومة، محفوف بالمخاطر والتهديدات، التي دفع أريجيون وأريجيات ثمناً لها؛ في سبيل النهوض بالمجتمع الإعلامي -سواء توقيفاً أو اعتقالاً أو سفراً خارج أوطانهم/ن أو تهديدا وملاحقة أو إيقافا لعملهم/ن.

واجهت شبكة أريج بكثير من العقلانية جميع الحملات المشبوهة التي استهدفتها. قهرت أريج التحديات من خلال التشبيك مع فرقٍ صحافية تعمل حول العالم على دراسة تسريبات وكشف وثائق تتعلق بالأعمال الإجرامية والفساد المنظَّم، تلك الجسور الدولية ساهمت بشكل مباشر وفعال في تطوير أساليب التحقيق الصحفي في المجتمع الأريجي وحمايته.

 

فرصة جديدة

تستند أريج إلى أرضية صلبة لترسيخ ثقافة المساءلة، وحمل لواء الصحافة الاستقصائية في المنطقة العربية، وقد أينعت الجهود خلال العقد ونصف العقد المنصرم من خلال برامج تدريبية احترافية، وشراكات عالمية استراتيجية؛ للدفع قدماً في نمو المجتمع الأريجي وحمايته وتعزيز أدواته ومهاراته؛ لتطوير واقع الصحافة الاستقصائية وتدقيق المعلومات؛ للوصول إلى ضمان الاستدامة والمساءلة الذي نرجوه جميعاً.

يتخذ فريق أريج على عاتقه نشر المعارف الاستقصائية وأفضل الأدوات الحديثة، عبر البرامج التدريبية التي شملت أكثر من أربعة آلاف وخمسمئة صحفي ومحرر ومدقق معلومات وأكاديمي، على امتداد أكثر من ست عشرة دولة عربية، فضلاً عن تقديم الدعم والتمويل وتدقيق المعلومات والمراجعة القانونية لأكثر من سبعمئة وخمسين تحقيقاً لصحافيات وصحفيين، بعد تدريبهم ضمن المجتمع الأريجي، وهذا الواقع يوازيه نشاطٌ عبر أكاديمية أريج (منصة تعلم آمنة عن بعد) تسهم في تدريب نحو عشرة آلاف زميل/ة كل عام.

حبلٌ سريٌّ يربط المجتمع الأريجي برحم الشبكة الأم، حيث يحتلُّ هؤلاء الصحافيات والصحفيون ومدققو المعلومات -أبناء الشبكة- مكاناً كبيراً ومكانة تتزايد كلَّ يوم، في ظل تنامي الصعاب التي نذلِّلها معاً على طريق الصحافة الاستقصائية العربية. وهذا ما يفرض على أريج مضاعفة جهودها والعمل الحثيث لتقديم المزيد والمختلف، سواء على صعيد التدريب، أو التشبيك المباشر والدعم بأشكاله كافة، لصحفيين ومدققي معلومات يؤرخون الزمان لمكانٍ تعصفُ به الأزمات من كل اتجاه، ذلك المكان هو الفضاء الذي تمتد به غرَفُ بيت أريج الكبير.

بلغة الأرقام نشير إلى أكثر من 150 صحفيا/ة ضمن مجتمع الشبكة، قام كل واحد منهم بإنجاز أكثر من تحقيقين استقصائيين (اثنين) على الأقل، بينما يصل العدد إلى عشرة تحقيقات لبعض الصحفيين خلال العشر سنوات الماضية، كل تلك التحقيقات التي تنتجها أريج تمتد لتشمل عدة موضوعات، تتنوع وتختلف في العناوين والمسارات، لتغطي موضوعات تتصل بشكل مباشر بقضايا المجتمع المحلية؛ كالتهريب عبر الحدود، والفساد، والصحة، والبيئة، وتغير المناخ، والهجرة، وحقوق المرأة، والسلامة العامة، وحقوق الإنسان. لاقت العديد من تلك التحقيقات قبولاً لدى الجمهور المتابع، وحازت جوائز إقليمية وعالمية، فضلاً عن أنَّها وجدت طريقاً إلى منصات إعلامية كبيرة، والإشارة هنا إلى محطات البث الإقليمية والدولية مثل “إن بي سي” و”واشنطن بوست” و”بي بي سي”، و”فرانس 24″، وشبكة الجزيرة، وصحيفة ليبرسيون وغيرها.

 

نهجنا

الاستثمار في الإنسان منهجٌ التزَمت به أريج، وآلية عملٍ أطلَقَتها في صورة تطوير الصحفيات والصحفيين ومدققي/ات المعلومات في عدة ميادين، تدريباً ومساعدةً ودعماً دائماً مستمراً؛ لترسيخ ثقافة الاستدامة في الصحافة الاستقصائية بالمنطقة العربية. وهذا بالضبط ما دفعنا لإصدار أوَّل منهجٍ أكاديمي جامعي مستقل باللغة العربية، تقودُ تدريسه ونقل معارفه مجموعةٌ من الأكاديميين المُدرَّبين، في أكثر من 75 كلية/جامعة على امتداد الوطن العربي.

ليأتي إنشاء أكاديمية أريج عام 2020، حصيلةً طبيعية لكل تلك المسارات التأهيلية، وخطَّ دفاعٍ أوَّل لمواجهة التحديات المختلفة، حيث يشكل موقع الأكاديمية بيئة آمنة للتعلم الإلكتروني، ومساحة لتنظيم ورشات العمل والندوات الحية والمسجَّلة. بالإضافة إلى إطلاق وحدة أبحاث البيانات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ بهدف تقديم الدعم المباشر للتحقيقات المتخصصة في”تتبع المال والفساد”، وبالتوازي مع ذلك؛ تمَّ العمل على توفير البيانات كمصدر مفتوح من خلال “ألف أريج” بالتعاون مع “مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد”. وإيماناً من الشبكة بضرورة التميُّز، أدخلت عناصر الوسائط المتعددة التفاعلية في مختلف التحقيقات.

أطلقت أريج عام 2020 الشبكة العربية لمدققي المعلومات؛ لتدعم مجتمع مدققي المعلومات، وتوفر الموارد والدعم للتدقيق والتحقق، والتثبت، ودعم الابتكار لأدوات تحقق باللغة العربية، وأطلقت عام 2021 أول منصة باللغة العربية لمطلقي الصفارة، وعام 2022 بدأت العمل على استراتيجية أريج للذكاء الاصطناعي، ضمن منظومة أخلاقية واضحة، وسياق ديمقراطي مسؤول.

أريج هي الشبكة التعاونية الرائدة عبر الحدود في المنطقة، وهي توفّر فرصًا غير مسبوقة للتواصل لمجتمعها، من خلال تسهيل التعاون عبر القارات، وتربط الصحفيين بعضهم بعضا، وكذلك بالشراكات والمنصات الإعلامية، وتوفر فرصًا استثنائية في التعلم والتدريب، وذلك من خلال شبكة كبيرة من المتخصصين في مجال الإعلام والعاملين في الصحافة الاستقصائية والمنظمات العالمية التي ترعاها، والجامعات والمنظمات الإعلامية الدولية والإقليمية. وشاركت أريج في جميع مشاريع الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين العابرة للحدود (أوراق بنما، أوراق الجنة، ملفات فنس ووثائق بندورا).

 

احتياجاتنا

لضمان الاستمرارية بالعطاء؛ تعتمد أريج على مجموعة أساسية من الشراكات المتنوعة مع مؤسسات مانحة، تدعم في معظمها نطاق عمل ومشاريع محدّدة؛ الأمر الذي يساعد أريج في بناء سجل حافل من التأثير، ويؤدي لاتِّساع نطاق عمل أريج؛ لذا نمد أيدينا لشركاء يدركون أهمية ذلك، ويملكون الأدوات المناسبة لمساعدتنا في تحقيق التغيير الذي نسعى إليه.

هل تريد أن تكون طرفاً أساسياً في دعم تحقيقات استقصائية مؤثرة؟ أبوابنا مفتوحة أمامك للانضمام في شراكةٍ استراتيجية مع أريج، التي ندرك يقيناً كم منطقتنا اليوم بحاجة إليها، أكثر من أيِّ وقتٍ مضى.

للشكاوى، يمكن التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني hr@arij.net. في حال فضلت عدم الكشف عن هويتك، يمكنك إرسال الشكوى عبر منصة عين أريج.

للتواصل

روان الضامن
المديرة العامّة لأريج
info@arij.net

 

للمزيد حول أريج (باللغة الإنجليزية): 

 

مقابلة (2019) – المؤسسة المشاركة والمديرة التنفيذية لأريج (2006 – 2019) رنا صباغ
مقابلة (2020) – المديرة العامة لأريج (2020 – الآن) روان الضامن
مقابلة (2022) – المديرة العامة لأريج (2020 – الآن) روان الضامن