عمان – عقدت شبكة أريج ورشة عمل متقدمة في عمّان حول أدوات تقصّي قضايا ملّحة ذات صلة بالبيئة والانتهاكات بحقّها، وذلك بمشاركة 12 صحافياً وصحافية من الأردن، فلسطين، مصر وتونس.
تمحورت عناوين جلسات التدريب – على مدى أربعة أيام- حول صقل مهارات المشاركين وصولا إلى انتاج تحقيقات استقصائية متخصّصة في كشف الإساءات ضد البيئة، رسم السياق المنهجي الأساسي وبناء هيكلية التحقيق في قضايا البيئة، إلى جانب إجراء تحقيقات حول التغير المناخي والانحباس الحراري. كما اطلع المشاركون في الورشة- التي نظّمتها شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية بالتعاون مع مؤسسة فريدرش ايبيرت الألمانية – على كيفية السرد القصصي في العمق على نحو مترابط.
خلال الورشة، استعرض وزيرا الطاقة والثروة المعدنية الأسبق مالك الكباريتي والبيئة الأسبق د. ياسين خياط خلاصتي تجربتيهما في مواجهة التلوث الصناعي والتحديّات التي تعصف بالبيئة، كما نبّها المشاركين إلى الثغرات التي يستغّلها مخالفون لكسب منافع شخصية على حساب سلامة البيئة.
ويقول مدير برامج الطاقة والمناخ في مؤسسة فريدرش ايبيرت الألمانية حمزة بني ياسين إن هذه الورشة استهدفت “تدريب مجموعة من الصحفيين العرب على أدوات صحافة الاستقصاء فيما يتصل بقضايا البيئة، وصقل مهاراتهم في تسليط الضوء على هذه القضايا في بلدانهم”. ويشرح بني ياسين بأن “توفير بيئة نظيفة ومستدامة يقع في صلب العدالة بين أفراد المجتمع، وبالتأكيد يعود بالنفع على جميع مكوناته كافة”، لافتا إلى أن “فريدرش ايبيرت – كمؤسسة- ملتزمة بمبادئ العدالة الاجتماعية. وتدير هذه المؤسسة “برنامجا إقليميا لسياسات الطاقة والمناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك من وحي إيمانها بالدور الكبير الذي يقوم به الصحفيون في نشر الثقافة والوعي وبناء مجتمع واعي”، حسبما يضيف.
شارك في التدريب الصحفي الاستقصائي الأمريكي مارك شابيرو المتخصص في تقصّي قضايا بيئية والحائز على جوائز دولية عديدة. وصدر لهذا الرائد في حقل الاستقصاء عدّة كتب متخصصة في الشأن البيئي. ودرّب إلى جانب شابيرو المهندس بشار زيتون المتخصّص في علوم البيئة والتنمية المستدامة.
عن هذه الورشة يقول الصحفي الفلسطيني محمد أبو شحمة أنها أضافت له “الكثير من المعلومات حول قضايا البيئة”، لافتا إلى أن مضامين الورشة وتنوعها “فاقت توقعاتي من حيث المادة المقدمة والمدربون”.
وتقول الزميلة منى أبو حمّور من جريدة الغد الأردنية إن الورشة “ساعدتني في الوقوف على أرضية صلبة فيما يتعلق بالتحقيق الاستقصائي، لا سيما أنها المرة الأولى التي أتلقّى تدريبا في الصحافة الاستقصائية”. وتضيف أبو حمّور أنها تعرفت إلى “المصادر بأنواعها وامتلكت أدوات تدعيم فرضيتي بقاعدة بيانات، وبالتالي زادت معرفتي في الإعلام البيئي وأهميته”.
على مدى عشر سنوات، درّبت (أريج) 2097 صحفيا/ة، أستاذ/ة إعلام وطالبا/ة، كما شاركت في تأسيس وحدات استقصاء بغرف الأخبار في الأردن، تونس، فلسطين، اليمن، مصر ولبنان. وأسهمت الشبكة في إطلاق ست هيئات استقصائية محلية في العراق، اليمن، تونس، فلسطين وسوريا، وأشرفت على بث/ نشر 459 تحقيقا استقصائيا عبر فضائيات عربية ودولية مثل “بي.بي. سي”، “الجزيرة الإنجليزية”، “دويتشه فيله” بالعربي و”العربي الجديد”.
Leave a Reply