عمّان/ الأردن – شهد ملتقى أريج الثاني عشر في يومه الثاني 21 ورشة تدريب وجلسة حوارية حول رقمنة الإعلام وتحصين المجتمع ضد اقتحامات المنصّات الإلكترونية واستغلال بياناتها وخوارزمياتها في التأثير سياسيا على توجهات الرأي العام.
الصحافية البريطانية كارول كادولادر أضاءت على تحايل شركات تواصل اجتماعي للتأثير في الانتخابات عبر إساءة توظيف ملايين البيانات الخاصّة بالمستخدمين في انتهاك لحقوق الإنسان. وقالت حائزة الجوائز العالمية: “لو كنت بموضع مالك وإدارة (فيسبوك) لهدمت شركتي بالفأس واتجهت إلى الصحراء، فالبيانات حق إنساني وليست سلعة”. وشرحت كادولادر طريقة عملها في كشف ما سمّيت بفضيحة “كامبريدج أناليتيكا”؛ وهي فرع أمريكي لشركة “أس سي أل سوشيال ليمتد” البريطانية الخاصّة، اقتحمت خصوصية ملايين المستخدمين عبر تحليل توجهات ناخبين والتنبؤ بسلوكاتهم من أجل دعم مرشحين سياسيين. وتشتمل عمليات التحايل الرقمية الترويج لأخبار ملفقّة لتشويه صورة مرشحين في الحملات الانتخابية.
وقدّمت كادولادر نصائح للأريجيين حول كيفية حماية بياناتهم وتحصين المجتمعات ضد “الغزوات” الرقمية العابرة القارات.
في يومه الثاني، شهد ملتقى أريج-2019 جلسة حوارية بمشاركة 14 طالب\ة في كليات الصحافة والإعلام في الأردن وفلسطين. إذ شاركت رئيس مجلس إدارة الشبكة الدكتورة ياسمين دبوس في طاولة مستديرة ناقش خلالها أساتذة في كليات الإعلام التحدّيات التي تواجه اعتماد هذا المساق وآفاق تأثيره على الحقل الأكاديمي. وكانت دبوس من أوائل من درّسوا أحدث حزمة من مساقات (أريج) في جامعات لبنان، وذلك ضمن استراتيجية الشبكة لإدخال التحقيقات الاستقصائية في المرحلة الجامعية والدراسات العليا.
وتضمّنت جلسات اليوم شروحا حول معالجة البيانات وتحليل الأرقام فضلا عن توظيف الذكاء الاصطناعي في الاستقصاء بما يعزّز قدرة الصحفيين على فرز الأخبار الملفقة والاستفادة من المصادر المفتوحة.
وفي جلسة موازية برعاية أكاديمية دويتشه فيلله، قدّم الاستشاري في معالجة آثار الصدمات النفسية د. خالد ناصر نصائح للصحفيين حول وسائل تحصين أنفسهم- على مستوى الفرد والمجموعات – ضد الصدمات وحالات عدم الاستقرار وصولا إلى تعزيز صمودهم في البيئات المضطربة غير المستقرة. وشرح ناصر الفروق بين التوتر والصدمة النفسية الناجمة عن التعرض لمواقف مرعبة في الميدان، لافتا إلى “أن التوتر ما بعد الصدمة يفقد الشخص لذّة العمل، أما الصدمة فتفقده لذّة الحياة”.
وأضاءت ورشة “الأخلاقيات في صحافة البيانات” على قدسية الالتزام بهذه المعايير في هذه الصناعة التي تزداد صعوبة في عالم رقمي ومعولم. وتعرّف المشاركون في الورشة – التي رعتها شبكة الصحافة الأخلاقية – على قواعد الشفافية، الدقّة، الإنصاف، الإنسانية والحيدة في جميع أشكال الإعلام. كما اطلعوا على التحديات التي ترافق انتاج التحقيقات المعتمد على البيانات.
وفي يومه الثالث والأخير، سيشهد ملتقى أريج يوم الأحد 20 ورشة تدريب ومحاضرة قبل أن يتوج بحفل توزيع جوائز الشبكة على الفائزين عن أفضل تحقيقات استقصائية عام 2019 بثلاث فئات ؛ الوسائط المتعددة (مضمار أريج)، الوسائط المتعددة (الفئة المفتوحة)، مرئي قصير (أريج).
تتلقى (أريج) جلّ تمويلها من المنظمة السويدية للتعاون الدولي (سيدا)، برنامج الشراكة الدنماركية العربية (DAPP)، منظمة دعم الإعلام الدولي (IMS) الدنماركية، مؤسسات المجتمع المفتوح (OSF) و وزارة الخارجية النرويجية(NORAD) .
ويشمل سجل شركاء ملتقى (أريج) لهذا العام هيئات ومنظمات دولية؛ الوكالة الفرنسية لتطوير الإعلام (CFI)، مشروع فيسبوك للصحافة، السفارة السويدية في عمان، مؤسسة فريدريش ناومان الألمانية، مبادرة جوجل للأخبار (Google News Initiative)، المعهد النرويجي للصحفيين، البنك الأردني الكويتي، المعهد السويدي، المنظمة النرويجية للإعلام (SKUP)، مشروع التحقيقات الصحفية لمكافحة الفساد والجريمة المنظمة (OCCRP)، شبكة الصحافة الأخلاقية (EJN)، موقع حبر الإخباري، سفارة هولندا في عمان، شبكة ماري كولفن الصحفية، أكاديمية دويتشه فيله الألمانية،منظمة النساء في الإعلام (Women In New)،المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، التعاوني الألماني، شبكة الصحافيين الدولية (ICFJ)، الشبكة العالمية لصحافة الاستقصاء (GIJN)، الخطوط الملكية الأردنية، المنظمة الدولية للنساء في الإعلام، مركز السياسة الدولية (CIP) ، السفارة الفرنسية في عمان، شبكة سي إن إن العربية، برنامج المساعدة لضمان أمان الصحفيين (Security Assistance Monitor). كما يشمل هيئات روري بيك تراست، فرونتلاين فريلانس ريجستر، شركة كرييتف كونتاكت(Creative Contact) للتسويق.
Leave a Reply