"أريج-6" يلتئم في الأردن لمناقشة تحديات الإعلام في المرحلة الانتقالية

2013/10/10
التاريخ : 10/10/2013

عمان – تعقد شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (أريج) مؤتمرها السنوي السادس في عمان بين 6 و 8 كانون اول (ديسمبر) 2013 تحت شعار “دور الإعلاميين العرب في المرحلة الانتقالية: من حليف للسلطة إلى رقيب عليها”.

يشارك في المؤتمر أزيد من 300 إعلامي من غالبية الدول العربية وخبراء أجانب في حقل الاستقصاء، الذي تجذّر في الديمقراطيات الغربية خلال العقود الستة الماضية، مدعوما بضمانات  سياسية وقانونية وحاضنة مجتمعية إلى جانب دعم مؤسساتي يقدر دور الإعلام في كشف المستور لمصلحة المنفعة العامة والحاكمية الراشدة.

تعقد هذه التظاهرة العربية بإبعاد دولية بعد قرابة ثلاثة أعوام على تراجع الحريات السياسية والإعلامية في غالبية دول التحول العربي رغم الإطاحة بأنظمة شمولية بدءا بزين الدين عابدين بن علي/ تونس وحسني مبارك/ مصر مطلع 2011 ووسط سيطرة حال من الإحباط على الشارع العربي الذي ما انفك يطالب بالكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد وتحسين اوضاعه المعيشية.

على هامش المؤتمر، ستطلق الشبكة أول دليل أكاديمي تفاعلي عربي لتدريس مادة صحافة الإستقصاء في كليات الإعلام العربية. يندرج الدليل في إطار ثلاث ساعات فصلية معتمدة ضمن برنامج  بكالوريوس الإعلام والاتصال، وأشرف على بنائه د. مارك هنتر؛ مؤلف دليل أريج الإرشادي “على درب الحقيقة”، الذي ساعد مئات الإعلاميين العرب على إنجاز تحقيقات في العمق بالاستناد إلى فرضية قابلة للاثبات، التعديل أو التغيير.

ساند د. هنتر عشرات الصحافيين والأكاديميين والباحثين والمحامين العرب في دول انتشار الشبكة؛ الأردن، سورية، مصر، فلسطين، لبنان، البحرين، تونس، العراق واليمن. بالتزامن، يطلق أول دليل خاص بالعربية لمدربي أريج في المنطقة لتوحيد طريقة نقل الخبرة بالإعتماد على تمارين تفاعلية استقيت من تحقيقات أريجية وغربية. ألف هذا الدليل الصحافي البريطاني المخضرم كيث ستافورد، كبير مدربي مؤسسة تومسون رويترز بالتعاون مع زملاء عرب.

عن شعار المؤتمر، تقول الزميلة رنا الصباغ مديرة أريج التنفيذية – إن الإعلام العربي “بشقيه التقليدي والجديد يواجه تحديات مهنية وقانونية وثقافية عميقة، كشفتها المرحلة الإنتقالية وسط تراجع ثقة الشارع في دور السلطة الرابعة. فغالبية وسائل الإعلام اليوم تعيش بين فك السلطة وكماشة قوى نافذة في المجتمعات؛ بما فيها أحزاب المعارضة التي وصلت للحكم والحرس القديم الذي يعمل جاهدا لاسترجاع النفوذ. وفي الوسط قلة من الإعلاميين المتمسكين بأخلاقيات المهنة وضرورة الاستقلال لخدمة الشعب”.

وترى الصباغ أن “الخاسر الأكبر لهذه التجاذبات هو الوطن والمواطن وقيم السلطة الرابعة وأخلاقياتها، ذلك أن الإعلام تحول إلى أداة طيعة لممارسة التعبئة السياسية واستقطاب المواطنين وفق توجهاتهم الفكرية وانتماءاتهم الدينية بالاعتماد على تغييب الحقائق  والتشهير والتخندق وبث روح الفتنة وشيطنة الآخر والحقد والكراهية والعدمية”.

لذلك فإن الصحافة الإستقصائية تشكل مفتاحا أساسيا لتميز المنتج الإعلامي وأصالته وفرصة ذهبية لإعادة الاعتبار لمهنة المتاعب وتعزيز مسار الانتقال، على ما تضيف الصباغ، لافتة إلى أن مؤتمر أريج السادس يوفّر منصّة مهمة لتبادل الأفكار والخبرات.

ينتظم “الأريجيون” وضيوفهم في 50 فعالية بين ورش عمل، طاولات مستديرة ومحاضرات مكثفة، صمّمت لصقل مهارات المشاركين وتوطين صحافة الإستقصاء الممنهجة، فضلا عن قراءة التجارب والخبرات بين الشرق والغرب. فالإستقصاء لم يعد حكرا على الغرب وحده، منذ انطلقت شرارته في أمريكا مطلع القرن الماضي.

تلي حفل الإفتتاح جلسة حوارية تحت عنوان تذبذبات الإعلام – نجاحات وهفوات المرحلة الانتقالية، بإدارة الزميل يسري فودة الصحفي الرائد في مجال الاستقصاء المتلفز ومحرر ومقدم برنامج “آخر كلام” على فضائية (أون تي في) المصرية. يشاركه في الجلسة كبار الإعلاميين من البحرين، سورية، تونس والأردن.

وستعقد ورشات عمل متخصصة بإشراف مدربين عرب وأجانب، مثل المدرب الروماني بول رادو المتخصص في مواضيع  تعقّب المال والجريمة المنظمة، الذي سيزود المتدربين بأحدث تقنيات تتبع المال، وكيفية الوصول لكبريات قواعد البيانات الدولية في سياق تعقب الفاسدين، ممن يهربون أموالهم للخارج ويخفونها في حسابات سرية  في جزر “النعيم الضريبي”. ويشرح رادو أيضا كيفية الوصول لوثائق تكشف عن ثرواتهم وما اختلسوه من دولهم.

وثمّة ورش عمل متخصصة حول ضمان سلامة الصحافيين من مخاطر العمل في مناطق توتر سياسي وأمني وتحصين غرف التحرير من الاختراقات الإلكترونية واستخدامات الكومبيوتر في العمل الصحفي، كيفية الاستغلال الأمثل لمحرك البحث العملاق غوغل بما يمكّن من نبش المعلومات أو الحصول على البيانات الرسمية بفاعلية أكبر.

من بين ضيوف المؤتمر الصحافي والاكاديمي المخضرم الامريكي برانت هيوستن، رئيس مجلس إدارة شبكة الاخبار الاستقصائية التي تضم اكثر من 60 مركز غير ربحي ينتج تحقيقات استقصائية مستقلة؛ وتيم سباستيان، عضو مجلس إدارة شبكة أريج الحائز على جوائز عالمية عن تجربته الغنية مع هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية (البي بي سي)، حيث اسس وأدار برنامج “هاردتوك” أو “الكلام القاسي” لمدة ست سنوات. ويرأس سباستيان حاليا برنامج المناظرات العربية الجديدة. ويشارك أيضا وادوي بلانيل، رئيسومؤسس “ميديابار” – اول صحيفة الكترونية في فرنسا تخلو من الإعلانات وتعتمد على اشتراكات مواطنين كما أن أخبارها قائمة على الصحافة الاستقصائية إضافة إلى ويفوز بيدار أحد كبار الصحافيين والمعلقين الأتراك، الذى أقيل هذا الصيف من منصبه كمراقب جودة لتظلمات القراء Ombudsman  فيصحيفة  “صباح” لمدة تسع سنوات بعد أن حجبت المؤسسة مقالي رأي تناول فيهما احتجاجات “جزي” وعلاقات الإعلام والسلطة وتغييب الرأي الآخر؛ ونيلس هانسون، عضو مجلس إدارة شبكة أريج ومحرر أشهر برنامج صحافي استقصائي تلفزيوني اسبوعي في السويد؛ وجوليان شير، كبير محرري البرنامج الاستقصائي الذي يعرضه التلفزيون الكندي CBSومؤلف كتب تناولت الاتجار بالبشر واستغلال اليافعين في الدعارة.

ويوفر الملتقى فرصة نادرة للزملاء الأريجيين لتبادل الخبرات مع المشاركين وعرض تحقيقاتهم الاستقصائية التي كشفت قضايا مهمة وأدت في العديد من الحالات إلى تعديل القوانين والتعليمات لتخفيف معاناة الناس.

وفي ختام المؤتمر يرعى رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري حفل توزيع جوائز أريج عن أفضل التحقيقات الإستقصائية لعام 2013 في حقول الإعلام المكتوب، الإذاعة والتلفزة.

يشار أخيرا إلى أن أريج  تعد شبكة الدعم الإعلامي الوحيدة في المنطقة، المتخصصة في إنجاز تحقيقات استقصائية معمقة، بمنهجية متطورة، في تسع دول عربية. ودرّبت منذ نشأتها عام 2005 نحو 30 مشرفا، والعديد من أساتذة الإعلام في جامعات عربية، إضافة إلى 300 صحفي ميداني، كما أشرفت على إنجاز أكثر من 150 تحقيقا استقصائيا في مختلف وسائل الإعلام.


تليقاتكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *