عمان، 22 أيار/مايو: اختتمت مساء أمس السبت ورشة عمل متقدمة حول تقصي الانتهاكات البيئية، شارك بها 16 صحافياً من مصر والأردن، تونس والبحرين وفلسطين، نظمتها شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (أريج) في العاصمة الأردنية عمان.
تأتي هذه الورشة ضمن منحة مالية مدتها عام ونصف حصلت عليها “أريج” من سفارة مملكة هولندا في عمان، لتعزيز مهارات الصحافيين الذين أنجزوا تحقيقات مع أريج خلال السنوات العشرة الماضية من عمر الشبكة، بهدف مراكمة خبراتهم ومهاراتهم لخدمة “السلطة الرابعة”.
درّب في هذه الورشة الصحفي الاستقصائي الأمريكي مارك شابيرو المتخصص في تقصي القضايا البيئية وحائز على جوائز دولية عديدة، وصدر له عدة كتب مختصة بالشأن البيئي، كما شاركه التدريب المهندس بشار زيتون وهو متخصص في علوم البيئة والتمنية المستدامة.
وركزت الورشة ومدتها 5 أيام على تنمية مهارت الصحافيين لإنتاج تحقيقات استقصائية تختص بالمشاكل البيئية والآثار البيئية الناجمة عن الأنشطة التجارية والصناعية ضمن خمسة محاور: “مصانع الأسمنت ومشاريع استخراج النفط والغاز والتكسير الهيدروليكي، إضافة إلى تحديات التعامل مع ملفات الأغذية المعدلة وراثيا والتغير المناخي”.
كما تلقى المشاركون كذلك تدريباً عملياً على طريقة إنتاج التحقيقات من خلال مصادر البيانات المتاحة التي تمّكن الصحفيين من الحصول على معلومات موثقة ومفصلة من خلال الإطلاع على تجربة أريج في إنتاج تحقيقات عابرة للحدود، حيث كانت سلسلسة “أوراق بنما” أحدها.
يقول الزميل محمد علي الصفار من صحيفة الوسط البحرينية : “إن الورشة كانت شاملة إلى حد كبيرجداً، و ساعدتني على الإلمام بالقضايا البيئية وكيفية تناولها بشكل علمي، ودفعتني لتوسيع رؤيتي حول كيفية اختيار التحقيقات البيئية التي تهم الناس”.
وتقول الصحافية مريم خضراوي من وكالة تونس إفريقيا للانباء ( TAP)، أن الورشة رغم أنها كانت الأولى المتخصصة في البيئة، ولكنها علمتنا الكثير عن طريقة التعامل مع موضوعات لم تألف صحافتنا العربية التعامل معها ولا مع البيانات العلمية التي تتعلق بها”. وتضيف: “يمكنني القول أنها ساعدتنا على اختصارالطريق للدخول إلى قضايا مختلفة وجديدة مثل موضوع التغير المناخي، وأعطتنا أفكاراً جديدة، ومكنتنا من فهم أن مواضيع الاستقصاءات البيئية بإمكانها أن تكون شيقة جداً و تجلب القراء وهي ذات أهمية لكل الناس”.
من جهة أخرى، أضاف الزميل فراس الطويل من شبكة أجيال الإذاعية في فلسطين، أنها “كانت خمسة أيام رائعة، تغيرت نظرتي لكثير من القضايا البيئية، فبات بإمكاني اليوم معالجة أي موضوع من منظور مختلف، خصوصاً بعد امتلاك التقنيات والأساليب التي تساعد في بناء قصة قوية ومؤثرة”. وقال: “كتب في الماضي قرابة 20 تقريراً متصلاً بقضايا البيئة، ولو اتيحت لي الفرصة للكتابة عنها مجدداً، سأتناولها بطريقة مختلفة”.
وقال: “تعلمنا في الورشة كيف نبسّط الموضوعات العلمية البحتة ونحولها الى مادة صحفية مفيدة وشيقة للجمهور، ويعود في الفضل في ذلك للصحفي مارك شابيرو الذي شاركنا خبرته الواسعة”.
الزميل حسان عيادي من صحيفة “المغرب” التونسية اعتبر أن “الورشة كانت مفيدة وذات قيمة مضافة، واقترح أن تكون حافزاً لإنشاء بنك معطيات خاص بشبكة أريج، يتضمن كل المعلومات ومصادر المعلومات الخاصة بالبيئة”.
واعتبرت الصحافية الفلسطينية ربى عنبتاوي من مجلة آفاق البيئة والتنمية، أن الورشة كانت إضافة مهمة لكل صحفي متخصص بالقضايا البيئية والعلمية كونها تتطرق إلى المبادئ الأساسية والمشهد المتغير للصحافة البيئية حول العالم، إضافة إلى كيفية البحث كصحفي عن أفكار لتحقيقات بيئية جيدة عبر الاعتماد على الأدبيات العلمية لاكتشاف مكمن التحديات. وعلى الصعيد الشخصي فقد أشارت عنبتاوي، إلى أن الورشة ساهمت في صقل خبرتها في العمل الصحفي البيئي المتخصص عبر الاطلاع على أعمال صحفي بيئي عالمي، وتتبع منهجيته في التحقيق من ملاحظة المشكلة والإحاطة بها من الجوانب العلمية والقانونية والإنسانية والاقتصادية، في رحلة مثيرة من العمل الحثيث والدقيق للخروج بتحقيق بيئي نوعي يحشد الرأي العام ويساهم في تغيير السياسات. مؤكدةً أن معالجتها لتحقيقها البيئي الجديد سيكون أكثر عمقاً وشمولية من حيث المقاربة مع مشاكل بيئية عالمية وكيف تم التعاطي معها.
يُشار إلى أن شبكة أريج دربت منذ نشأتها في أواخرعام 2005 ما يزيد عن 1700 صحافي وأستاذ إعلام وطالب جامعي. وساهمت في تأسيس وحدات استقصاء في عدة وسائط إعلام في الأردن، فلسطين، مصر، لبنان واليمن، كما أشرفت على نشر/ بث قرابة 300 تحقيق استقصائي. كما تستخدم عدة كليات إعلام مساق “أريج” المبني على منهجيتها الميدانية في تدريس ثلاث ساعات معتمدة لطلبة البكالوريوس.
Leave a Reply