الشامي: تحديد الأهداف، التحضير والإستعداد، خطوات أوصلتني إلى "بي بي سي"

أحمد الشامي، صحفي مصري حائز عدة جوائز عالمية في التحقيقات الاستقصائية، وحاصل على زمالة في الإعلام الجديد من الولايات المتحدة الأميركية.

انضم الشامي مؤخرا إلى فريق قسم الوثائقيات العربية بهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي – لندن) بمنصب “كبير الصحفيين الاستقصائيين”.

عمل الشامي مدربا ومشرفا في مجال الصحافة الاستقصائية في مشروع “سوريا بعمق” بالتعاون مع شبكة أريج ومؤسسة الجارديان ومؤسسة دعم الإعلام (IMS)، لتدريب الصحفيين السوريين على التحقيقات الاستقصائية التلفزيونية والمكتوبة والمالتيمديا.

————————-

حدثنا عن تجربتك مع أريج وكيف تراها؟

تجربتي مع أريج رائعة، تعلمت خلالها الكثير وساهمت في صقل خبرتي في مجال صحافة الاستقصاء بشكل ملحوظ. وتنقسم تجربتي مع أريج – الممتدة على مدى سبعة أعوام- إلى مرحلتين:

الأولى: عملت خلالها في مجال التحقيقات الاستقصائية، وتعلّمت العديد من المهارات والأدوات المهمة للعمل، مثل تتبع المال والفساد، التصوير باستخدام مختلف أنواع الكاميرات فضلا عن السرد القصصي والإخراج البصري للتحقيقات وغيرها من المهارات والأساليب الحديثة. وأنتجتُ خلال تلك الفترة العديد من التحقيقات الاستقصائية المكتوبة، التلفزيونية والمالتيميديا وحصدت عدد كبير من الجوائز الدولية.

الثانية: كانت مرحلة مختلفة، عملت فيها مدربا ومشرفا لتطوير وإنتاج التحقيقات الاستقصائية التلفزيونية والمالتيميديا وذلك عبر مشروع “سوريا بعمق” بالتعاون مع مؤسسة الجارديان في بريطانيا وIMS في الدنمارك. على مدى عام ونصف العام، درّبنا العديد من الزملاء الصحفيين السوريين على التحقيقات الاستقصائية وتطوير الأفكار المقترحة، مرورا بالتصوير والإنتاج وصولا لمرحلة النشر. وفاز عدد من معدّي تلك التحقيقات بجوائز دولية.

لذا تعد أريج بالنسبة لي بيتي وعائلتي والداعم المستمر لي خلال مختلف المراحل.

 

ما هي أبرز الدروس التي يمكن نقلها لتجربتك في بي بي سي؟

أولا، وضع أهداف قصيرة وطويلة المدى وتطويرها بشكل مستمر والسعي نحو أهداف أكبر.

ثانيا، تقييم كل الخطوات والتعلم من الأخطاء وتطوير المهارات والأدوات بشكل مستمر لمواكبة التطور التكنولوجي وتأثيره على مجال صحافة الاستقصاء.

ثالثا، تنمية وتطوير فن التعامل مع فريق العمل والإشراف والتوجيه.

 

كيف ترى العمل في المنطقة العربية بوصفك الوظيفي الجديد كصحفي أول للتحقيقات الاستقصائية في بي بي سي/ القسم العربي؟

هناك العديد من التحديات التي تواجه التحقيقات الاستقصائية مثل القيود على الإعلام وصعوبة الحصول على المعلومات والمستندات بالإضافة لإحجام عدد كبير من المصادر البشرية عن التحدث للصحافة بخاصة أمام الكاميرا. لكن العمل في ظل هذه الصعوبات يشكل عامل تحفيزي لخلق صحفي لديه مهارات قوية تجعله يطور قدراته بشكل مستمر، ما يمكّنه من طرق مواضيع قوية ومميزة.

 

كيف تنوي العمل على تحقيقات استقصائية عربية من خلال معايير بي بي سي رغم التحديات التي تواجه الصحفيين في الدول العربية؟

أولا، يتم اختيار الأفكار عبر عدّة مراحل من المناقشات. في كل مرحلة هناك مجموعة من المعايير يتم التقييم بناءً عليها، ومنها تقييم المخاطر بأشكالها كافة. بعد ذلك عند اجتياز جميع المراحل النقاشية يتم وضع خطة العمل وتطوير الفكرة لإنتاج التحقيق، بما يتناسب مع درجة المخاطر التي تم تقييمها.

 

نوعية التحقيقات اللي ستركز عليها خلال عملك في بي بي سي؟ وكيف يمكن أن يتقدّم الصحفيون بأفكار لتحقيقات استقصائية لإنتاجها معكم؟

الأولوية للتحقيقات ذات بالفساد، غسل الأموال بخاصة تلك العابرة للحدود. كما سنركّز على الأفكار التي تكشف قضايا مهمة لأول مرة وتهم المشاهد في الخليج، الشرق الأوسط ودول المغرب العربي، سواء موضوعات ذات صلة بالجريمة المنظمة أو انتهاكات حقوق الإنسان أو سوء استخدام السلطة.

ويمكن للزملاء المهتمين بالتعاون مع بي بي سي أن يراسلونا لطلب استمارة تقديم الأفكار، عبر البريد الإلكتروني التالي: ahmed.elshamy@bbc.co.uk

 

أوجه الشبه والاختلاف في المنهجية المتبعة في أريج لتنفيذ التحقيقات وما وجدته في عملك الجديد؟

أعتقد أن هناك العديد من أوجه الشبه في المنهجية المتبعة، مثل المراحل المختلفة لتقييم الأفكار المقترحة والاهتمام بالجانب القانوني وفحص الحقائق لكل مرحلة من مراحل العمل على التحقيق. وكذلك تدقيق البيانات والتأكد من صحة المعلومات والمستندات المستخدمة في التحقيق.

كما أن البي بي سي تضع عددا من المعايير الصارمة بخصوص استخدام التسجيل السري؛ الفيديو أو الصوت، وكذلك حالات تناول التحقيقات المتعلقة بصغار السن.

 

ما هي الجوانب التي يجب تعزيزها أكثر في أريج والتركيز عليها خلال المرحلة القادمة؟

الاهتمام بزيادة عدد الصحفيين أصحاب المهارات في البحث واستخدام الأدوات الحديثة والمصادر المفتوحة ومحركات البحث وقواعد البيانات المتخصصة والاستثمار فيهم بشكل مستمر لضمان وقوفهم على كل ما هو جديد في هذا المجال.

 

نصائح للصحفيين العرب؟

سأسرد ثلاث نصائح ساعدتني للوصول إلى عملي الحالي مع بي بي سي، قد تكون مفيدة لبعض الزملاء:

أولا، تحديد الهدف. كانت رغبتي منذ زمن أن أعمل في البي بي سي، لذلك قمت بقراءة ومتابعة المهارات المطلوبة للعمل في هذه المؤسسة، من أجل تقييم ما لدي ووضع خطة للتطوير والاستعداد للفرصة المناسبة هناك.

ثانيا، التحضير. وضعت خطّة لمدة عامين، قمت خلالها بتطوير مهارات اللغة العربية بحضور ورشات تدريبي متخصصة وكذلك بمذاكرة ومراجعة كتب شرح قواعد النحو والصرف في اللغة الإنجليزية. أضف إلى ذلك، تطوير وتحديث مهارات العمل الصحفي الاستقصائي في مجال البحث والتتبع واستخدام المصادر المفتوحة وقواعد البيانات المتخصصة.

ثالثا، الاستعداد للاختبارات المختلفة للعمل في بي بي سي. فالتقدم للعمل في البي بي سي يمر عبر عدة اختبارات تحريرية صعبة باللغتين العربية والإنجليزية والمعلومات العامة ومجال التخصص المطلوب. يواكب ذلك إجراء مقابلات شخصية باللغة الإنجليزية تنطوي على العديد من الأسئلة الدقيقة حول المهام المطلوبة للوظيفة. ومن الشروط الواجب توافرها للعمل في البي بي سي لندن اجتياز اختبار IELTS للغة الإنجليزية.