تقوم فكرة هذا التحقيق الاستقصائى الذى تم إنجازه بمشاركة الزميل محمد على زيدان من صحيفة الوطن المصرية، على رصد الأسباب التى تقف وراء تدهور الحالة الصحية لما يقرب من 3800 طفل معاق فى 18 قرية بالجيزة، منهم 1500 طفل معاق حركيا .
وكان على رأس تلك الأسباب قلة عدد مراكز التأهيل وضعف إمكانياتها مما يؤدى لوضع عدد كبير من الأطفال على قوائم الانتظار ومن ثم تتدهور حالتهم الصحية ثم يتوفون .
اعتمد معدا هذا التحقيق على زيارات ميدانية لـ12 مستشفى ووحدة صحية فى القرى الثمانية عشرة بمحافظة الجيزة، بصحبة الطفلة «إسراء».
كشفت”إسراء” لنا بشكل واضح نقص الرعاية الطبية تجاه هؤلاء الأطفال وهذا النقص يشمل غياب أخصائيي العلاج الطبيعي، وقلة عدد أجهزة التأهيل، ما يؤدى إلى تدهور الحالة الصحية للأطفال المعاقين حتى يصل الأمر في بعض الأحيان إلى الوفاة. كما حدث مع 15 حالة وفقًا لما قاله كامل همام، مدير مركز حلم طفل.
بالاضافة الى عجز مراكز التأهيل الخاصة التى قمنا بزيارتها -وعددها أربعة مراكز فقط- و تعتبر هى البديل الوحيد أمام الأهالي هناك عن استيعاب عدد كبير من الأطفال بسبب قلة وإمكانياتها واعترفت إدارة العلاج الطبيعي التابعة لوزارة الصحة بعجزها عن توفير أخصائيي علاج طبيعي فى مثل تلك المناطق النائية.
وخلال التحقيق تم الوقوف على الأسباب التى تؤدى لمثل هذه الإعاقات المتزايدة وهى ممثلة فى زيادة نسبة الفقر والأمية فى تلك القرى، وفقا للإحصائيات والتقارير، وكذلك غياب الثقافة الإنجابية لدى السيدات وإتمام عمليات الولادة على أيدي غير المختصين مثل “الدايات” وبالطرق البدائية مما يؤدى لحدوث كثير من الأخطاء أثناء عملية الولادة .
الصعوبة الأساسية التى واجهتنا فى هذا التحقيق ، هو عدم توافر إحصاء رسمي من قبل المركز القومي للإعاقة ، خاصة بنسبة الأطفال المعاقين فى مثل تلك القرى حيث يكتفى المركز بالإحصائية التى أصدرتها منظمة الصحة العالمية والخاصة بان نسبة الإعاقة فى مصر لا تتخطى 12 % من إجمالي عدد السكان .