مها البديني- التكسير الهيدروليكي

2015/10/25
التاريخ : 25/10/2015

بدأت رحلة التحقيق من محافظة أسوان مركز كوم امبو قرية فارس غرب وادي النيل علمت عن عمليات التكسير الهيدروليكي بالصدفة عندما نشر أحد الأهالي معاناتهم في القرية على أحدى صفحات الفيس بوك فقررت الذهاب لمعرفة مايجري على الأراض.
وفي زيارة لقرية فارس كان الأهالي يعانون أشد المعاناة من ارتفاع منسوب المياه الجوفية متهمين شركة البترول التي كانت تحفر وتنقب عن البترول أن ذاك في صيف 2012، كان 1000 فدان ممتلىء بالمياه وكأنها بحيرة مياه ملوثة خُلقت لتقبع في هذا المكان إلى الأبد.
قامت بتفقد جميع الأماكن في القرية وفي المنطقة الصحراوية بأعلى قرية فارس وبالقرب من منطقة حفر الآبار “بركة ” كانت الشقوق تملىء الأرض وكأن هزة أرضية حدثت بسبب عمليات التنقيب بالتفجير والتكسير الهيدروليكي كما قال الأهالي وشهود العيان.
وعلى بعد 10 كيلو مترات ذهب الأهالي ليحتجوا على ما حدث بقريتهم ولكن الشركة نفت أن ما حدث من عمليات التكسير الهيدروليكي وعمليات التنقيب هي السبب فيما حدث لقريتهم.
مسؤولة البيئة في محافظة أسوان نفت وجود أي تقييم بيئي أو زيارات تقوم بها المحافظة وأن تلك المهمة مُلقاه على عاتق وزارة البيئة ” وهو ما كشفته من مماطلة في الكشف عن معلومات وجهل بعض الموظفين بهذه العملية وعدم وجود رقابة فعلية” و وزارة والري من لجان متخصصة تأتي للتفتيش من محافظة القاهرة .
مسؤولي الري بالمحافظة رفضوا التعقيب من الأساس أو التصريح بأي معلومات” وهنالك تعتيم على المعلومات بشكل غير مبرر”.
أما رئيس المجلس المحلي قال أنه لا يعلم مصدر المياه الجوفية التي أغرقت القرية و ما إذا كان ذلك بسبب عمليات التنقيب أم بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية والصرف الصحي معاً وأن الخبرا هم من عليهم تأكيد تلك المعلومة وهو ما أكده لاحقاً أساتذة كلية العلوم وجيولوجيون في تقريرهم أن عمليات التنقيب هي السبب في ارتفاع منسوب المياه الجوفية بقرية فارس بكوم امبو محافظة أسوان.
قامت المحققة بأخذ عينات لمياه الجوفية لمعرفة ما إذا كانت هنالك تسريبات نفطية في تلك المياه من عدمه ولكن تم اكتشاف أمر أخر بعيد عن مسار التحقيق .
الجزء الخاص بالأبحاث الدولية المتعلقة بنفس المشكلة سهل كثيراً في عملية الربط بين ما يحدث في مصر وبين ما يحدث في بعض الدول لنفس المشاهدات.
كانت هنالك صعوبات بسبب التخصص الشديد في الملف ” التكسير الهيدروليكي ” ولكن رغبتي القوية في الكشف ومساعدة الأهالي والمزراعين في معرفة مايحدث بأراضيهم هي ماساعدتني على الاستمرار في هذا الملف بمنتهى العزم والاصرار.
كان من المفيد وجود شواهد لقرى أخرى تعرضت لنفس المأساة وكان ذلك في قرية شوبك المشارقة بمحافظة بني سويف، إذ كانت عمليات التنقيب والتكسير على مقربة من مساكن الأهالي بل أن عمليات التنقيب نفسها عن طريق شركة قارون كانت بداخل الأراضي الزراعية.
تمكنت بعد معاناة أن تحصل على موافقة لحضور عملية حفر بتقنية التنقيب بالتكسير الهيدروليكي لشركة قارون في الصحراء الغربية بمنطقة الواحات البحرية والتي تبعد عن مدينة 6 أكتوبر 100 كيلومتر.
لم تختلف عملية التكسير عن مثيلاتها حول العالم وهذا ما أكده خبراء الحفر والنفط سواء من داخل الهيئة العامة للبترول أو من خارجها.
الصعوبة الحقيقية والتي عطلت النشر قليلاً هي مماطلة وزارة البترول عن الرد على التساؤلات وصمت الشركات الكبرى عن الرد أيضاً، وهو ما أثار الريبة والشك بداخلي، ولكن نشرت ماحصلت عليهم من معلومات ودلائل وحقائق بعد مقارنتها ببعضها البعض.
الصعوبة الأكبر في وجود صحيفة ورقية لنشر ما توصلت له من حقائق بعد ثلاث سنوات من البحث والتدقيق في المعلومة والتأكد منها من أكثر من مصدر للوصول للحقيقة الكاملة.