مهاب زيدان- اطفال مناطق النزاع

2015/11/10
التاريخ : 10/11/2015

تم اختيار الفكرة بناءً على ماشاهدته أمامي  لسلوك تلاميذ صغار ، كنت مار بجانب مدرسة فشاهدت طفل يحمل سيف خشبي ويقول لصديقه سأقيم عليك الحد ياكافر، الكلمات استقرت في مسمعي وتذكرت المراحل المختلفة التي مرت على المدرسة ذاتها أيام النظام السوري وبعد سيطرة المعارضة وأخيراً بعد سيطرة تنطيم داعش ، اتصلت بزميلي مهند وطلبت منه مراقبة سلوك التلاميذ في منطقته التي تقع تحت سيطرة المعارضة وقمت بعدها بزيارة مدرسة كردية ، من هنا شاهدنا الكم المخيف من الأفكار التي تزرع في أذهان التلاميذ وأثرها على الهوية الوطنية والدينية وكيف تسعى تلك الأفكار إلى تقسيم وطن ، لكن الرؤية شيء وأثبات الوقائع شيء آخر وكان علينا أن نستخدم تكتيك يجنبنا الخطر ويعطينا أكبر قد ممكن من المعلومات وعليه التنكر بزي عناصر التنظيم ومواليه والدخول إلى إحدى مطابع الكتب والبطاقات المدرسية كان الخيار الأمثل رغم خطورته  للحصول على وثائق وصور والخطر كان أكبر بعد  تعثر وصول الكاميرا السرية إلينا، وهكذا كان لكل منطقة تكتيك معين بحيث يتناسب مع عقلية المجتمع والفصيل العسكري المسيطر، ولم يكن ذلك الأمر الاصعب فالتنقل بين المناطق التي تتبع لفصائل مختلفة في ظل الاشتباكات المستمرة بينها  كان الأشد خطورة ” المرور بين الحواجز ومعك تجهيزات صحفية وتخطي حدود التماس المكتظة بالقناصة والمواد المتفجرة ” . 

لم نعتد في الازمة السورية على تقصي ردود الافعال من المسؤولين عن القرار لأن القرار ضاع بين السلطات المتعددة إضافة إلى أن القرار بات بيد الفصيل العسكري المسيطر بطبيعة الحال، الأثر الحقيقي التمسناه من خلال تناول وتناقل التحقيق بين صفحات التواصل الاجتماعي للمعارضة وتلك التي تصف نفسها بالحيادية ولم نلحظ اتهام بالانحياز لجهة دون أخرى لأن التحقيق جاء بوقائع وثبوتيات وترك للمتلقي حرية إطلاق الحكم .