عبده حسين الاكوع - كابوس الصحة في عمران..ضعف الرقابة، نقص الكوادر والمخصصات يصيبها بالشلل

2014/03/25
التاريخ : 25/03/2014

جاءت فكرة التحقيق بناءً على شكاوى لمواطنين معززة بملاحظاتي الشخصية بأن هناك حرمان لسكان محافظة عمران من أدنى خدمات الرعاية الصحية الاولية؛ مراكز ووحدات مغلقة في أكثر من مديرية، إهمال ونقص في الكوادر وشح في الإمكانيات.
جاء ذلك بالتوازي مع مشاركتي في الدورة التدريبية التي عقدتها شبكة “أريج” مطلع العام 2013 في صنعاء، وحينها دار النقاش على هامش الدورة حول ضرورة تقديم فرضيات لتحقيقات استقصائية قابلة للتطبيق فاخترت فكرة ضعف الرقابة في وزارة الصحة على المراكز والوحدات الصحية في عمران.
بعد الموافقة على الفرضية، قمت بجمع المعلومات والوثائق من مصادرها المتمثلة في مكتبي الصحة والمالية بالمحافظة، وزارة الصحة، جهاز الإحصاء ومن بعض المتعاونين في المديريات إلى جانب الصور والفيديوهات التي وثقتها بكاميرتي أثناء الجولات الميدانية ومن ثم بدأت بإجراء اللقاءات مع المواطنين المعنيين والمختصين والمسؤولين بما يثبت الفرضية.
أتاح الخروج الميداني إلى القرى والعزل المتناثرة في مديريات المحافظة الإطلاع على الوضع عن كثب.
في الواقع لم أستعن بقانون حق الحصول على المعلومات وقد توفقت في الحصول على الوثائق وإجراء المقابلات رغم الصعوبات التي واجهتها في الحصول على الوثائق الحديثة.
منذ أن بدأت التحقيق قمت بتنظيم المادة الصحفية رقمياً – رغم أن كاميرتي تم نهبها من قبل جماعة مسلحة- وأكملت مهمة الكتابة للمعلومات والتفاصيل والتصريحات وتوثيق المستندات التي جمعتها في حوالي 2500 كلمة وهذه المرحلة كانت هي التحدي الأبرز بالنسبة لي؛ إذ استغرقت الكتابة جهداً مضاعفاً ومع ذلك أعدت كتابة التحقيق واستكملت المعلومات لأكثر من مرة بإشراف ومساندة المشرف والزملاء في شبكة “أريج”.
أثق تماماً من صحة أية معلومة وردت في التحقيق، وأنصح الراغبين بالعمل في التحقيقات الاستقصائية بالتريث والصبر في سبيل الحصول على البيانات والوثائق وتنظيمها وتفريغها أولاً بأول.
من المشكلات التي واجهتني هو استخدام بعض الجهات لمقربين من أسرتي بالتوسط لثنيي عن عدم جدوى التطرق للمشكلات الصحية، وكذلك ضعف التقدير للدور الذي أقوم به كصحفي خصوصاً في المناطق الريفية القبلية ذات الطابع التقليدي، ما ساهم في التضييق عليَ، لكني أقنعتهم- ظاهرياً- بأني أوقفت الشغل في الموضوع وواصلت العمل حتى أنجزت التحقيق.
عمد وزير الصحة العامة والسكان ووكيل الوزارة لقطاع الرعاية الأولية، إلى الإتصال بمدير عام مكتب الصحة في محافظة عمران كما أخبرني في اتصال هاتفي قبل نشر التحقيق بيوم واحد، أي بعد نشر الخبر في الصفحة الاولى لصحيفة الثورة، وطلب مني في اتصاله أن أقوم بتغيير العنوان وإلا أن لا أنشر الموضوع هذا أولا.
واتصل بي أكثر من شخص يشكرني على الموضوع وبعضهم يأنبني كما تواصلوا مع بمدير عام مكتب مؤسسة الثورة في عمران يهددوه ويهددوني بقطع الاشتراك في الصحيفة الذي بدوره أبلغ المشرف خالد الهروجي، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة.
وأخبرني مدير عام مكتب مؤسسة الثورة في عمران أن مكتب الصحة بصدد عمل رد وتوضيح حول الموضوع، وما أن تم نشر التحقيق في صحيفتي “الثورة” و”الوحدة” حتى أعادت نشره الكثير من المواقع الالكترونية ومحركات البحث والقنوات الفضائية ومحطات الإذاعة.


تليقاتكم

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *