عبدالله حزام - "القـــات" يرسل طلاب مدارس إلى مصحات نفسية ومراكز علاج الكبد

2013/10/30
التاريخ : 30/10/2013

جاءت فكرة تحقيق تعاطي الأطفال للقات، أثناء دورة تدريبية حول أسس التحقيقات الاستقصائية نفذتها أريج وتطورت بعد عودتنا إلى اليمن خصوصا بعد أن وجدنا الكثير من ضحايا هذه المادة بين صغار السن.

واثنا زيارة الأستاذة رنا الصباغ لليمن اجتمعنا معها وناقشنا الفكرة واتقنا على تنفيذ التحقيق حول الأضرار الصحية “نفسية وجسدية” التي تصيب طلاب المدارس بسبب تعاطي القات.

وكنا قد طرحنا الفكرة على المشرف الأستاذ خالد الهروجي الذي ساعدنا في البحث الأولي ومدنا بمعلومات أفادتنا. بعد ذلك كان لابد من إجراء استبيان وسط طلاب المدارس وفحص طبي للطلاب المتعاطين وكانت النتائج مخيفة حيث بلغت نسبة هؤلاء 62%، بعضهم كشفت الفحوصات الطبية وجود وجود نسبة من السموم في عينة من المتعاطين الأطفال.

جمعنا كم لابأس به من الدراسات اليمنية والعربية والعالمية التي أجريت على مدمنين وأثبتت تسبب القات في وقوع أضرار نفسية منها انفصام الشخصية ومشاكل أخرى تصيب الكبد قد تتطور إلى الوفاة. كنا قد وجدنا ضحايا مصابين بالفصام وحالات وفاة لمدنين تسبب لهم القات بتليف في الكبد.
كان البحث في تفاصيل إنجاز التحقيق ممتع رغم عدد الصعاب التي واجهتنا، ربما كان أهمها عدم وجود مختبرات متطورة لفحص مادة الكاثينون والكاثين وأيضا ندرة الأطباء المتخصصين في السميات والأمراض النفسية، بالإضافة إلى استهتار الطلاب عند تعبئة الاستبيان ما اضطرنا إلى زيادة النسخ لتعويض أي تلف، وكنا قد قررنا سابقا ان يكون عدد الاستبيان 2000 نسخة لكننا وزعنا 2500 لنعود ونتلف نحو 500 نسخة .

واجهتنا بعض الصعوبات أثناء إعداد هذا التحقيق:
– صعوبة الحصول على دراسات على شبكة الانترنت لأن معظمها نفذت في بداية التسعينات ما اضطرنا للبحث عنها في الجمعيات المتخصصة في محاربة القات التي لم تبد حماسا للتعاون معنا.
– يرى أولياء الأمر في اليمن في تعاطي القات سمه من سمات الرجولة واحيانا يشجعون أبناءهم على تعاطيه .
– يعتقد الكثير من الناس الذين قابلناهم إننا كنا نضيع وقتنا في العمل على هذا التحقيق، لان القات من وجهة نظرهم بات جزء من شخصية اليمني ويصعب تركة بسهولة، ولذلك لم يتحمس كثيرون ممن قابلناهم للتعاون معنا.

لم نتوقع أن تأتي ردود فعل سريعة، فالتحقيق الذي نشر نهاية أكتوبر وتناقلت خبره عشرات المواقع اليمنية وبعض المواقع العربية إضافة لقناة السعيدة (تلفزيون مستقل) وإذاعات يمنية محلية في نشراتها الإخبارية، كتب عنه وزير الإعلام السابق عموده الأسبوعي في يومية الثورة ،مشيدا بالجهد المذول في كشف تفاصيل هذه المأساة، مطالبا الحكومة التحرك للحد من انتشار الظاهرة وهناك معلومات شبة مؤكدة بان الحكومة تدرس إمكانية تنفيذ حملة متكاملة تستهدف توعية طلاب المدارس بأضرار القات.


تليقاتكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *