عامر عياد- تحقيق سبيبة

2015/11/10
التاريخ : 10/11/2015

تكاثرت حالات الإصابة بمرض التهاب الفيروس الكبدي بأصنافه الثلاثة بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة بجهة سبيبة من ولاية القصرين ، إضافة إلى بروز تحركات احتجاجية بين السكان للمطالبة بتوفير الماء الصالح للشراب .. هذه الأسباب جعلتني اهتم بمشكلة الماء بجهة سبيبة التي يشقها احد ابرز الأودية ” وادي الحطب “.
بدأت في النبش في قوانين المالية منذ سنة 2010 فيما يخص المشاريع المبرمجة لجهة سبيبة والخاصة بتزويد المنطقة بالماء الصالح للشراب لاكتشف تخصيص اعتمادات مالية هامة لربط الجهة بالماء الصالح للشراب إضافة إلى إنشاء محطة تطهير تخفف من تلوث المائدة المائية إلا أن كل هذه المشاريع لم تنجز لأسباب مختلفة منها الأسباب العقارية و التعطيلات الإدارية و البيروقراطية .
توجهت الى منطقة سبيبة حيث هالني منظر الوادي الذي يفصل بين جانبي المنطقة السقوية التي تشتهر بإنتاج التفاح و الخوخ .. هذا الوادي تصب فيه مياه الصرف الصحي و جميع انواع الفضلات البلاستيكية و كذلك فضلات معاصر الزيتون –المرجين- و رغم ذلك يعمد الفلاحون إلى استعمال مياهه الملوثة في الري و سقي الحيوانات إضافة إلى أن الشركة التونسية لاستغلال و توزيع المياه تقيم خزانات للمياه على بعد حوالي ال150 متر عن الوادي مما قد يؤثر على المائدة المائية التي تستعمل للشرب.
حاولت معاينة طرق حصول الأهالي على الماء و نوعية الماء الذي يشربون و قمت بتحليل عينات من منه و خصوصا مياه احد الابار و مياه احد العيون فأثبتت التحاليل ان هذه المياه التي لا تتمتع باية مراقبة من مصالح حفظ الصحة غير صالح للاستهلاك البشري ، كما أثبتت قراءة علمية لهذه التحاليل انه قد تسبب أمراضا خطيرة مثل أمراض الكلى و الفيروس الكبدي المنتشرة في الجهة.
بعد ما اكتشفناه كان تحركنا على مستويين
المستوى الاول يهم اثبات تسبب مياه الشرب في هذه الأمراض و محاولة إحصاء الحالات المصابة بها
حاولنا معرفة عدد الإصابات بمرض الصفار و الكلى في الجعة فاتجهنا إلى الجهات الرسمية مثل المستشفى المحلى والإدارة الجهوية للصحة و قدمنا طلبا مكتوبا للحصول على إحصائيات حول عدد الإصابات إلا أننا جوبهنا برد عنيف و تهديد باستقدام الشرطة و رفض قبول طلبنا
حولنا بوصلتنا نحو العيادات الخاصة الموجودة بالجهة إلا أننا جوبهنا أيضا بتعتيم ” غريب ” حيث رفض اغلب الأطباء مدنا بأعداد المرضى الذين زاروا عياداتهم لأسباب اعتبروها تهم السر المهني
اتصلت بالجمعية الوحيدة في تونس التي تهم بمرض الصفار فأمدتنا بمراسلة من وزير الصحة يهددهم بالتتبع القضائي في حال واصلوا في توثيق حالا المرضى و إحصاءهم مذكرا إياهم أن مهمتهم فقط مساعدة المرضى على العلاج.

أما المستوى الثاني فهو معرفة مآل المشاريع المقترحة في مختلف الميزانيات ومآل الأموال المرصودة لها .
اتجهنا إلى محافظ الجهة الذي أكد لنا ان سبيبة تعاني من كارثة بيئية و انه توجد إرادة لدى السلطات للتسريع بانجاز المشاريع المبرمجة .
الشركة التونسية لاستغلال المياه أكدت أن التعطيلات تعود للسلطات الجهوية و المحلية و انها مرت الى مرحلة طلب العروض لانجاز مشاريعها .
الإدارة الجهوية للتجهيز أكدت ان التعطيلات الخاصة بانجاز محطة للتطهير سببها مشاكل عقارية فيما اكدت السيدة المعتمدة ان المشاكل تم الحسم فيها منذ أشهر .
و أمام هذه الاتهامات و الاختلافات بين المسؤولين تتواصل معاناة الأهالي