سبأ الصبري - متنفذون وعسكريون يستولون على أراض خاصة وعامة في محافظة الحديدة..

نهب الأراضي في مدنية الحديدة، قضية ذات أبعاد إنسانية واجتماعية واسعة، فالمدنية الهادئة التي يعرف سكانها بالطيبة، لم تعد كذلك في السنوات الأخيرة، حيث انتشر نهب الأراضي فيها، وكنتيجة حتمية لقضية النهب والصراع القائم من أبناء المحافظات الأخرى والعسكر على أراضي المدينة، كثرت حوادث القتل، الأمر الذي دعاني الى تسليط الضوء على هذه القضية عبر التحقيق الاستقصائي.
قامت المنهجية المتبعة في إنجاز التحقيق بداية على تحديد مساحات معينة من الأراضي الشاسعة التي تعرضت إلى نهب، ولكن كان لا بد أن أحدد وجهة العمل فاخترت ثلاث قضايا هي: نهب أراضي قرية الجميشة، حرم المطار، وقضية لورثة حسين الوصابي.
عمدت فيما بعد إلى معاينة الأضرار على الواقع في مكان الحدث؛ قرية الجميشة وحرم المطار ومقابلة العسكر وتسجيل مقاطع فيديو. وتم إجراء عشرات المقابلات بدءًا من أعلى هرم السلطة المحلية في المحافظة “المحافظة، محامون وناشطون في الحراك السلمي” وأخيراً اللقاء بالمزراعين، حيث كان البعض منهم يقبل التصوير والبعض الآخر يمتلكه الخوف.
أما بالنسبة للمراجع القانونية والبعد التاريخي لقضية النهب، فقد تم تقصي كل ما كتب عن القضية والأحداث والقرارات التي شملتها أعمال النهب الوثائق وجميع المراسلات بخصوص القضية. وتم إجراء مئات الاتصالات مع أشخاص لهم علاقة في الموضوع وكان من الصعب مقابلتهم وجه لوجه. واستخدمت ايضًا مواقع إخبارية عبر الإنترنت تناولت الموضوع، تبع ذلك تفريغ كافة المواد وبناء هكيل لتسلسل القضايا. والمتابعة مع مشرف التحقيق.
أما الصعوبات التي واجهتها خلال العمل على إنجاز التحقيق، فتشمل عدم تجاوب كثير من المصادر في بداية العمل، ومخاطر الخوض في منطقة النزاع، والتأخير في الحصول على ردود من بعض الجهات، كما ان الكثير من المصادر كان يرفض التصوير لأن القضية كانت تخص العسكر، وأخيراً صعوبات تتعلق في الحصول على أرقام هواتف بعض المصادر.