ساندرا حداد - تضارب في الآراء حول دستورية وقانونية (الكازينو)

2011/03/23
التاريخ : 23/03/2011

جاءت فكرة التحقيق الاستقصائي عن اتفاقية الكازينو في البحر الميت، بعد الانتقادات الشعبية والحزبية والنيابية للاتفاقية التي وقعت في زمن حكومة معروف البخيت الأولى في 2007، حيث استمزج مدير تحرير الدائرة الاقتصادية في “العرب اليوم” رأيي في إعداد تحقيق حول القضية بإشراف ودعم شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية”أريج”، وبعد دراسة الفكرة والاطلاع على المعلومات المتوفرة واستنباط المصادر التي يمكن أن تساعدني في إعداد هذا التحقيق تمت الموافقة. بدأ العمل على إعداد التحقيق الاستقصائي في شهر شباط 2010 واستغرق إنجازه قرابة العام، ونشر بتاريخ 23/3/2011 في جريدة “العرب اليوم” بإشراف الزميل سعد حتّر، رئيس دائرة التحقيقات الاستقصائية في شبكة “اريج”. استند التحقيق على فرضية وجود منافع شخصية وتجاوزات قانونية ودستورية وراء صفقة سرية لإقامة كازينو، أدت شروط التراجع عنها، إلى تخسير الخزينة ملايين الدنانير، حيث تم اختيارها من بين عدة خيارات طرحت من قبل المشرف على التحقيق استناداً للمعلومات الأولية التي تم جمعها قبل بدء العمل على التحقيق رسمياً. حصلت على الوثائق الرسمية عن طريق مراسلات إلكترونية مع بعض المسؤولين وزملاء إعلاميين، كما تم الاعتماد على محرك البحث على الإنترنت لجمع المعلومات التي أحتاج إليها خاصة القانونية منها؛ للتسلح بها عند إجراء المقابلات الصحافية مع المختصين حول الموضوع، كما استندت إلى المقابلات والأخبار الصحافية والدراسات التي نشرت عن التحقيق عبر مختلف الوسائل الإعلامية. بدأت العمل على التحقيق بتبويب كل المعلومات التي حصلت عليها، والمتعلقة باتفاقية الكازينو منذ التخطيط على توقيعها في 2007 وصولاً إلى تحويلها لهيئة مكافحة الفساد، وقمت بتحديد المعلومات التي تحتاج إلى إثبات ووضعت خطة عمل لإنجاز التحقيق. سعيت، بالتعاون وبإشراف الزميل حتر، إلى إثبات الفرضية عبر إجراء مقابلات صحـافية مع مختلف أطراف القضية سواء أكانت شخصيات رسمية أم عامة أم موظفين أم قانونيين لهم صلة مباشرة بالقضية أم مطلعين على بعض جوانبها بطريقة غير مباشرة، وعبر الوثائق الرسمية التي حصلت عليها. استغرق التحقيق قرابة السنة بسبب التحديات والصعوبات التي واجهتني أثناء إعداده، حيث رفض وتردد عدد كبير من المسؤولين – الذين كانوا في الفترة الزمنية التي أبرمت بها الاتفاقية الأصلية والمعدلة – الـحديث عن الموضوع بمجرد طرح الفكرة؛ بسبب خوفهم على مناصبهم أو لوجود توجه للتعيـين بمناصب عليا، حتى أن البعض اتهمنا بفتح ملفات قديمة لحساب جهات ما، ومن وافق على الحديث في الموضوع اشترط عدم ذكر اسمه في التحقيق حتى الشخصيات القانونية، كما واجهتني صعوبة بالاتصال مع المستثمر حيث حاولت الاتصال به بعدة طرق عبر وسطاء أو بالبريد الإلكتروني أو بالهاتف ولكن دون جدوى. كان للمشرف على التحقيق الزميل سعد حتر دور كبير في إنجاز التحقيق؛ حيث ساعدني من خلال شبكة معلوماته ومصادره في الحصول على موافقة عدد كبير من الشخصيات لإجراء مقابلة صحافية حول قضية الكازينو أو لإعطاء معلومات تساعد على إثبات فرضية التحقيق، ومتابعته المستمرة لكل مرحلة من مراحل إعداد التحقيق لتبسيط المعلومات التي حصلنا عليها وتبويبها حسب الأولوية، إضافة لـدوره في صياغة التـقـرير وفق أسلوب منهجي جديد لم نعتد عليه في الصحافة اليومية. نتائج التحقيق كانت إيجابية، خاصة أنه نشر في الوقت الذي تجري فيه هيئة مكافحة الفساد التحقيق في قضية الكازينو، حيث أبدى مسؤولون تأييدهم لما جاء في التحقيق الصحافي، وبعض الشخصيات غير الرسمية أكدت أنها كانت ستساعد في ترتيب لقاءات مع بعض الأطراف التي كانت لها صلة بالاتفاقية للحصول على معلومات إضافية لو أنها كانت على علم بإجراء التحقيق في جريدة “العرب اليوم”، في حين لم يتقدم أحد ليتحدى دقة المعلومات التي وردت في التحقيق. أستطيع أن أصف تجربتي الأولى في إعداد تحقيق استقصائي في قضية أثارت الرأي العام وحُوّلت إلى هيئة مكافحة الفساد في بداية عام 2011 بأنها تجربة فريدة من نوعها، حيث استمتعت في جميع مراحل إعداد التحقيق رغم الصعوبات التي واجهتني، والسهر الطويل، والمشاحنات والمجادلات التي كنت أخوضها مع الكثير من الشخصيات التي كانت طرفاً في التحقيق بغرض الحصول على أي معلومة تفيد في إعداد التحقيق. أقدم نصيحة لجميع الصحافيين الذين يخططون لإعداد تحقيق استقصائي مفاجئ، المثابرة وعدم اليأس في الوصول إلى المعلومة، وأن يعتبروا أي معلومة يحصلون عليها بجهدهم أنها جديدة وتفيد في التحقيق، ومحاولة الحصول على تسجيلٍ بطريقة رسمية عند إجراء المقابلات الصحافية خاصة قي المواضيع الحساسة. في النهاية أريد أن أوجه الشكر الجزيل لكل من ساعدني في إعداد التحقيق الاستقصائي عن قضية الكازينو في البحر الميت من رئيس تحرير جريدة “العرب اليوم” ومدير الدائرة الاقتصادية فيها، لما وفّراه لي من وقت لإجراء مقابلات صحافية وتخصيص مساحة كبيرة لنشر التحقيق، وشبكة أريج ممثلة بالمديرة التنفيذية لشبكة أريج الزميلة رنا الصباغ، والمشرف على التحقيق الـزميل سعد حتر، ولكل من زودني بمعلومات عن القضية.


تليقاتكم

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *