رحمة الباهي - تونس.. البحث في "بياض" الحليب

2015/01/29
التاريخ : 29/01/2015

اختيار فكرة الغش في الحليب عن طريق إضافة مادة اللاكتوسيروم جاء إثر ‏احتجاجات عدد من الفلاحين أمام الإذاعة الجهوية بصفاقس في 2013 سكبوا ‏خلالها الحليب على الطريق في محاولة لإيصال صوتهم إلى المسؤولين على ‏خلفية رفض مراكز تجميع الحبيب استقبال منتوجهم.‏
حينها صرّحت نقابة الفلاحين التونسيين بأن هناك عمليات غش تقع في مراكز ‏التجميع بإضافة اللاكتوسيروم والماء لزيادة كميات الحليب المجمعة لديهم ‏مقابل التخفيض في الكميات التي تورد من الفلاحين.‏
ومن هنا انطلقت فكرة التحقيق في هذا الموضوع خاصة أن القوانين تمنع إضافة ‏أي مادة للحليب في مراكز التجميع. ‏
ولذا فإن إضافة اللاكتوسيروم أو أي مادة أخرى مخالف للقانون، كما أنه يعدّ ‏‏”تلاعبًا” على المستهلك الذي يدفع ثمن حليب عادي إلا أنه، في حال ثبوت الغش، ‏يشتري حليب تقلّ قيمته الغذائية عن الحليب العادي. ‏
المتضرر الأكبر كان الفلاح الذي يضطر إلى التخلص من إنتاجه بعد أن ترفضه ‏مراكز التجميع.‏
قمنا أولا بمقابلة نائب رئيس نقابة الفلاحين كريم داود الذي تحدث عن وقوع الغش ‏معللاً إياه بتراجع عدد الأبقار سنوياً مقابل زيادة إنتاج الحليب وارتفاع نسبة ‏استيراد مادة اللاكتوسيروم.‏
ثم توجهنا إلى وزارة الفلاحة لتزودنا بمعلومات حول إنتاج الأبقار والحليب، ‏وإلى وزارة التجارة للحصول على تطور كميات اللاكتوسيروم المستوردة.‏
حاولت الحصول معلومات متعلقة بالجهات التي تستورد هذه المادة، إلا أن وزارة ‏التجارة رفضت مدنا بهذه المعلومات. فتوجهنا إلى الديوانة التونسية وتقدمنا بطلبين، ‏الأول عبر التسليم مباشرة والثاني عبر الفاكس، إلا أن هذه الأخيرة قالت أنها لا ‏تمتلك هذه المعلومة وأن المعهد الوطني للإحصاء هو من لديه هذا النوع من ‏المعلومات.‏
ذهبنا إلى المعهد الوطني للإحصاء، وتحدثنا مع أحد الموظفين الذي أكد أن ‏معلومات المعهد مقتصرة على كميات اللاكتوسيروم ولكنه لا يملك معلومات مرتبطة ‏بالجهات التي تستورد المادة المذكورة.‏
وكانت الخطوة التالية التوجه مباشرة إلى مراكز تجميع الحليب لمحاولة الدخول ‏إليها والبحث داخلها عن اللاكتوسيروم لإثبات وقوع عملية الغش.‏
حاولنا الدخول إلى أكثر من مركز، وكنا نخفي هويتنا الصحفية وندعي أننا نحاول ‏الحصول على فترة تدريب في مراكز تجميع الحليب. لم نتمكن من دخول سوى 3 ‏مراكز، الأول بالفحص من ولاية زغوان والآخران في ولاية القصرين.‏
وبدخولنا لم نعثر على أي أثر لمادة اللاكتوسيروم، بل إن صاحبي مركزي التجميع ‏بالقصرين أكدا أنهما لم يسمعا بها سابقاً.‏
المرحلة التالية تمثلت في إجراء تحليل مخبري على عينتين من الحليب، الأولى من ‏مركز التجميع المذكور بزغوان والاخرى للحليب المعلب، وقد تم اختيار “الماركة” ‏الأكثر شيوعاً في تونس.‏
التحاليل أثبتت أن العينتين تطابقان المواصفات المنصوص عليها من الدولة، ‏وبالتالي غياب عملية الغش.‏
الصعوبات التي واجهتنا تمثلت في التعتيم من قبل السلطات (وتحديداً وزارة التجارة ‏والديوانة التونسية) على الجهات التي تستورد مادة اللاكتوسيروم ورفضها مدنا بأي ‏معلومات حول هذه المادة. علاوة عن صعوبة الدخول إلى مراكز تجميع الحليب.‏
حتى الآن لم ترد إلى أي ردود فعل على التقرير الإخباري.‏


تليقاتكم

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *