حسان العيادي- تحرش جنسي واغتصاب للأطفال... دون عقاب

2015/08/5
التاريخ : 05/08/2015

نشأت فكرة التحقيق أثناء اعداد تقرير عن تجاوزات مالية في وزارة المرأة التونسية سنة ٢٠١٣، حيث التقيت بعدد من المسؤولين واطلعت على تقارير في احدها تمت الاشارة الى احالة مختصة في نفسية في الوزارة احيلت على لجنة التحقيق بسبب تسريب معطيات سرية تخص الوزارة فقمت بالاتصال والحديث معها عن اسباب الاحالة.

في هذا اللقاء تحدثت المختصة النفسية عن اشكال في مراكز رعاية الاطفال يتمثل في افلات عدد من المسؤولين بعد تحرشهم بالاطفال من العقاب الاداري والقانوني.

اهتممت بالموضوع واشرعت في جمع المعطيات بشانه طوال ٨ اشهر تنقلت فيها من مصدر الي اخر واطلعت علي تقارير عديدة

واخذ معطيات من قبل بعض المختصين، قبل ان ينشر التحقيق بعد حوالي السنة والنصف بصغته النهائية التي شهدت تطورا في اشكاليته استجابة لما فرضته المعطيات التي كشفت تباعا في التحقيق.

 ففي المرحلة الاولي كان التحقيق يهدف الي اثبات وجود استغلال جنسي واغتصاب للاطفال في مراكز للرعاية الحكومية وهو ما اثبت في مرحلة اولي، وتوثيق هذه الانتهاكات التي ظلت دون عقاب.

افلات المذنيبين والمشتبه بهم من المحاسبة جعل من اشكالية التحقيق تتغير بعد البحث عن اسبابه التي كانت بالاساس وجود ثغرات في النص القانوني وجهل اهلس الطفل الضحية بكيفية حفظ الادلة.

بعد مناقشة الامر مع المشرف، امين المسعودي،  الذي كان متعاونا جذا ومتفهما، لدوافع تغيير الاشكالية تم الاتفاق مع ادارة اريج والفريق على تعديلها واستكمال بقية التحقيق من الزاوية الجديدة.

وهذا معناه العودة للاشتغال من نقطة البداية وتحديد الاشكالية وكيفية معالجتها والمصادر التي سيقع الاعتماد عليها، لينتهي التحقيق بعد سنة بصيغته الحالية.

طوال فترة انجاز التحقيق كان دوافعي لانجازه تتغير وتنضج، فمن محاولة اثبات وجود تقصير واهمال الي محاولة لفت الانتباه الى الثغارات القانونية الموجدوة في القانون التونسي دفع المسؤولين لوضع حدا لها.

هذا النضج في الاهداف كان نتيجة تعدد اللقاءات مع اسر الضحايا والضحايا انفسهم، الذين لا زالت وجوهمم تلاحقني، رغم احرصهم علي تجنب النظر في عيني وانشغالهم بالارض وهم يسردون ما يمكن لهم من تفاصيل الاعتداءات عليهم. هذا الانكسار الذي قالت عنه مختصة في علم نفس الاطفال انه سيظل يلاحقهم طالما انه افلت مغتصبهم من العقاب.

 طوال فترة انجاز التحقيق كدت ان اتراجع اكثر من مرة عن استكماله بسبب نقص المعطيات وغياب الاحصائيات الرسمية وامتناع اهالي الضحايا عن استقابلي والكثير من الاشكاليات الاخرى التي واجهتني، لكن ظل المشجع على الاستمرار  المساندة التي وجدتها من المشرف ومن بقية اسرة اريج .