تامر قرقوط - سوء الصيانة وأخطاء في إنشاء الطرق ثالث مسبّب لحوادث السير في سورية غياب معيار الصيانة العالمي عن الطرق السورية لأول مرة في سورية 695 حادثاً سببها الطريق ميول طرق الثنايا تفوق المعدل العالمي المسموح

2009/10/14
التاريخ : 14/10/2009

ما بعد أريج مع تزايد عدد القتلى الذين يسقطون بسبب حوادث السير، كانت الأنظار تتجه إلى حصر أسباب ذلك إلى السرعة الزائدة بالدرجة الأولى، وإهمال للمسببات الأخرى التي تلعب دورا رئيسيا فيها. من هنا انطلقت فرضيتي للبحث عن دور الطريق الذي قد يكون سببا في حوادث السير القاتلة بين المحافظات السورية، ومن ثم تم تحديد ثلاثة طرق هي دمشق السويداء، دمشق حلب، حلب الرقة، بصفتها مناطق مشهورة بحوادث السير. وبدأت رحلة جديدة مع أريج وتحقيقاتها الاستقصائية، بكل ما تتضمنه من مصاعب ودقة ومتعة عمل، في الوقت ذاته. ببساطة شديدة، عندما شاركت بدورة أريج صيف عام 2007 في عمان، سألني أحد الزملاء عن الفائدة التي حصلت عليها من هذه الدورة؟ فأجبته: صار بإمكاني تقسيم حياتي المهنية إلى مرحلتين، الأولى: ما قبل دورة أريج، والثانية: ما بعد دورة أريج. الإجابة لم تعجب البعض آنذاك، لكنها بالنسبة لي على الأقل، كانت دورة أريج قيمة مضافة كبيرة، في القواعد المهنية الصحفية التي لابد من تكريسها في المواد الصحفية التي أكتبها، وخط مُلزم يجب السير عليه. ثمة أشياء لا يمكن تفسيرها أحيانا، إذ عندما بدأت الخطوات الأولى في جمع المعلومات عن فرضية التحقيق، وجدت أن سورية لا تصنف الطريق كأحد مسببات حوادث السير، وهذه مشكلة ورهان في الوقت ذاته، مشكلة لإقناع الآخرين بأن الطريق قد يكون سببا يؤدي إلى حوادث السير و التنبيه لمسبب خطير لا يُنظر إليه بعين الاهتمام، ورهان لإثبات الفرضية بطريقة علمية وموضوعية صحفية كما تقتضي (أريج) وتعليمات المدربين والمشرفين فيها وبشكل صارم. أذكر حادثة لن أنساها مدى عمري، استعنت بمجموعة من الخبراء وأساتذة الجامعات المتخصصين بشؤون الطرق، و تربطني ببعضهم علاقة وطيدة، لبيان بعض التفاصيل الغامضة لدي، وعندما طرحت الفكرة ابتسم البعض معبراً صعوبة إثبات هذا الموضوع، وكان لسان حالهم يقول ( شوبدك بهالشغلة شفلك شي موضوع تاني غيرو)، واقترح بعضهم موضوعات تثير الابتسام الحقيقي لكثرة ما كتب فيها، وبصراحة كان لدي إحساس داخلي أن هؤلاء لا يريدون لأحد البحث في هذا الموضوع، وهذا ما زادني إصراراً عليه. لأول مرة يتم أخذ عينات من الطرق لفحصها والتأكد من مواصفاتها، وهو ما أثار حنق البعض، ولأول مرة كنت بحاجة لإقناع من أريد اللقاء بهم أن الموضوع يستحق الاهتمام، إلا أن هذه المصاعب لا تشكل سوى مرحلة وحيدة من تحقيقات أريج، فهناك مرحلة ( الكوتشيه) التي قد تضطر الصحفي أحيانا لإعادة الكثير من العمل والبحث من جديد، ورغم أن هذا متعب جداً إلا أن مرحلة ما بعد دورة أريج، التي قررت الالتزام بها، كانت هي الحافز الذي من خلاله يمكن أن أستمر، مادام الهدف هو إثبات الفرضية أو التراجع عنها. اكتشفت من خلال تجربتي الأولى من العمل مع أريج أن الكلام المجاني والهروب للعموميات هنا يعد من الأخطاء الكبيرة، كما وجدت أن الشك بأية معلومة والبحث عن دقتها وتوثيقها وتقديمها بأسلوب بسيط وواضح هو السبيل الوحيد لإقناع الزملاء حمود وسعد ورنا الذين أشرفوا مشكورين على التحقيق (وكل واحد فيهم بدك تقنعوا لحالوا) لكن بالنتيجة المعايير واحدة وتختلف طرق الوصول إليها. مع أريج وجدت أن الجهد المبذول يجب أن يدركه القارىء ويشعربه دون أن يقول الصحفي هذا. شكرا لكل الذين ساعدوني بإنجاز التحقيق، وبالتأكيد شكرا أريج. ثامرقرقوط مع تزايد عدد القتلى الذين يسقطون بسبب حوادث السير، كانت الأنظار تتجه إلى حصر أسباب ذلك إلى السرعة الزائدة بالدرجة الأولى، وإهمال للمسببات الأخرى التي تلعب دورا رئيسيا فيها. من هنا انطلقت فرضيتي للبحث عن دور الطريق الذي قد يكون سببا في حوادث السير القاتلة بين المحافظات السورية، ومن ثم تم تحديد ثلاثة طرق هي دمشق السويداء، دمشق حلب، حلب الرقة، بصفتها مناطق مشهورة بحوادث السير. وبدأت رحلة جديدة مع أريج وتحقيقاتها الاستقصائية، بكل ما تتضمنه من مصاعب ودقة ومتعة عمل، في الوقت ذاته. ببساطة شديدة، عندما شاركت بدورة أريج صيف عام 2007 في عمان، سألني أحد الزملاء عن الفائدة التي حصلت عليها من هذه الدورة؟ فأجبته: صار بإمكاني تقسيم حياتي المهنية إلى مرحلتين، الأولى: ما قبل دورة أريج، والثانية: ما بعد دورة أريج. الإجابة لم تعجب البعض آنذاك، لكنها بالنسبة لي على الأقل، كانت دورة أريج قيمة مضافة كبيرة، في القواعد المهنية الصحفية التي لابد من تكريسها في المواد الصحفية التي أكتبها، وخط مُلزم يجب السير عليه. ثمة أشياء لا يمكن تفسيرها أحيانا، إذ عندما بدأت الخطوات الأولى في جمع المعلومات عن فرضية التحقيق، وجدت أن سورية لا تصنف الطريق كأحد مسببات حوادث السير، وهذه مشكلة ورهان في الوقت ذاته، مشكلة لإقناع الآخرين بأن الطريق قد يكون سببا يؤدي إلى حوادث السير و التنبيه لمسبب خطير لا يُنظر إليه بعين الاهتمام، ورهان لإثبات الفرضية بطريقة علمية وموضوعية صحفية كما تقتضي (أريج) وتعليمات المدربين والمشرفين فيها وبشكل صارم. أذكر حادثة لن أنساها مدى عمري، استعنت بمجموعة من الخبراء وأساتذة الجامعات المتخصصين بشؤون الطرق، و تربطني ببعضهم علاقة وطيدة، لبيان بعض التفاصيل الغامضة لدي، وعندما طرحت الفكرة ابتسم البعض معبراً صعوبة إثبات هذا الموضوع، وكان لسان حالهم يقول ( شوبدك بهالشغلة شفلك شي موضوع تاني غيرو)، واقترح بعضهم موضوعات تثير الابتسام الحقيقي لكثرة ما كتب فيها، وبصراحة كان لدي إحساس داخلي أن هؤلاء لا يريدون لأحد البحث في هذا الموضوع، وهذا ما زادني إصراراً عليه. لأول مرة يتم أخذ عينات من الطرق لفحصها والتأكد من مواصفاتها، وهو ما أثار حنق البعض، ولأول مرة كنت بحاجة لإقناع من أريد اللقاء بهم أن الموضوع يستحق الاهتمام، إلا أن هذه المصاعب لا تشكل سوى مرحلة وحيدة من تحقيقات أريج، فهناك مرحلة ( الكوتشيه) التي قد تضطر الصحفي أحيانا لإعادة الكثير من العمل والبحث من جديد، ورغم أن هذا متعب جداً إلا أن مرحلة ما بعد دورة أريج، التي قررت الالتزام بها، كانت هي الحافز الذي من خلاله يمكن أن أستمر، مادام الهدف هو إثبات الفرضية أو التراجع عنها. اكتشفت من خلال تجربتي الأولى من العمل مع أريج أن الكلام المجاني والهروب للعموميات هنا يعد من الأخطاء الكبيرة، كما وجدت أن الشك بأية معلومة والبحث عن دقتها وتوثيقها وتقديمها بأسلوب بسيط وواضح هو السبيل الوحيد لإقناع الزملاء حمود وسعد ورنا الذين أشرفوا مشكورين على التحقيق (وكل واحد فيهم بدك تقنعوا لحالوا) لكن بالنتيجة المعايير واحدة وتختلف طرق الوصول إليها. مع أريج وجدت أن الجهد المبذول يجب أن يدركه القارىء ويشعربه دون أن يقول الصحفي هذا. شكرا لكل الذين ساعدوني بإنجاز التحقيق، وبالتأكيد شكرا أريج.


تليقاتكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *