بيتر منير - "ورَم في رغيف"

2014/09/15
التاريخ : 15/09/2014

رشحتني مؤسسة “ولاد البلد” للخدمات الإعلامية لدورة تدريبية مع شبكة أريج تحت عنوان “تقصي الإدارة المحلية في مصر”. أدركت خلالها أن الصحافة الاستقصائية ليست فقط منتجاً إعلامياً، بل أنها خدمة تدف للرقي بحياة الناس نحو الأفضل، فالمادة الصحفية لأي قصة استقصائية موجودة في كل مكان، فقط علينا الإنتباه لما يتغيّر في بيئتك.
ذات مرة، تناولت الفلافل في أحد المطاعم الشعبية لكني لاحظت قيام عامل بالمطعم بإزالة كمية كبيرة من الشوائب المتفحمة عبر مصفاة معدنية من الطاسة، بعد ذلك يلقي الفلافل والبطاطس في الزيت المغلي وسط استمرار إشتعال موقد “البوتاجاز” أسفل الطاسة.
بصورة مبدئية بدأت أتقصى أضرار الإفراط في القلي وعلمت من خلال أطباء أن الحد الأقصى لعدد مرات القلي في الزيت 3 مرات واستمرار القلي في الزيت وتعرضه المستمر للتسخين يسمح بتكون مركبات ضارة بالصحة.
اعتادت عيني رؤية دكانة الزيت المغلي بمطاعم الفلافل ودوام اشتعال موقد “البوتاجاز” أسفل طاسة القلي طوال فترة عمل المطعم أينما ذهبت.
قررت العمل في هذه المطاعم، وعملت لمدة شهرين تنقلت خلالها بين أربعة مطاعم مرخصة في نجع حمادي ورصدنا إلقاء المقليات في الزيت حوالي 36 مرة في اليوم مع استخدام الزيت ما يصل إلى ستة أيام، أي أن عدد مرات استخدام الزيت بدون تغيير يصل إلى 250 مرة أسبوعيا.
لجئنا للتصوير السري لننقل صورة حية لزيوت قلي في مطاعم مرخصة وقمنا بتعتيم وجوه اصحاب مطاعم لأننا لا نستهدف إغلاقها وإنما نسعى لتفعيل تطبيق وزارة الصحة للمادة 79 من الدستور المصري لعام 2013 والتي تنص “لكل مواطن الحق في غذاء صحي وكاف، وتلتزم الدولة بتأمين الموارد الغذائية للمواطنين كافة”.
ذهبت 4 مرات لمكتب الإعلام بوزارة الصحة لابلاغهم بما نشر وطلبوا مني إرسال التقرير الالكتروني والمتلفز على إلايميل، في 8 أكتوبر الماضي ولم أتلقى أي رد حيال ما لمسناه من تقصير وغياب الرقابة عن المطاعم وعندما ذهبت صباح الإثنين 20 أكتوبر للإستعلام عن آليات الرقابة على الزيوت بالمطاعم قابلت موظفة قالت “الحاجة أول ما بتيجي على الايميل بنبعتها للمسؤول المختص والمسؤول لسه مردش”.
ذهبت مرة أخرى وقابلت موظفة أخرى، تدعى سمر وقالت “التقرير لم يصل بعد راسلنا مرة ثانية رغم نشره في 16 سبتمبر الماضي وتسليط إحدى الفضائيات الضوء على التقرير، ثم ذهبت مرة أخرى وقالت لي موظفة بمكتب الإعلام “أحنا خاطبنا الدكتورة مايسة حمزة مدير إدارة مراقبة الأغذية وهنرد عليك قريب” ولم أتلقى رد حتى الآن.
كما أود أن أتقدم بالشكر والعرفان للدكتور/ جوزيف إيليا نصيف باحث مساعد بالمركز القومي للبحوث الذي أرشدني خلال جمع المعلومات، وقال “أنتم تهتمون بطعام غالبية المصريين وهذه فكرة صائبة أدعمها على المستوى الشخصي”.
كما يشير دليل أريج للصحافة الاستقصائية العربية “على درب الحقيقة” أن الناس يحبون القصة التى تتيح لهم التعرف على معلومات يستطيعون العثور عليها ويثقون بها، وحياتهم يمكن أن تتغير بما يمكننا قوله عن هذه الموضوعات”.


تليقاتكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *