بسمة محمد-االمرض تحت ألوان زاهية

2015/06/10
التاريخ : 10/06/2015

يومياتى في تحقيق ” المرض تحت ألوان زاهية”   وردت فكرة التحقيق اثناء تواجدي بمستشفي الجلدية ” الحوض المرصود” بالسيدة زينب، حيث تواجدت حينها حالة تعاني من تشوهات بأظافرها نتيجة أستخدامها لطلاء الأظافر سهل التقشير، والذي يطلقون عليه ” الطلاء الإسلامي” الذي بات ينتشر بشدة منذ ما يقارب عامين  لسهولة إزالته ومن هنا بدأت البحث عن ماهيه طلاء الأظافر سهل التقشير.

ثم بدأت البحث بين المحلات التى تبيع أدوات التجميل بالمناطق الشعبية.  ومن هنا كنت أريد الحصول على محلات تقوم بتدوال طلاء الأظافر سهل التقشير وبالفعل حصلت على العديد من المحلات التي تقوم بيبعه، وحصلت على الأسعار وعلمت بالفرق بين أسعار الطلاء بالاماكن الشعبية والأماكن الراقية  ثم ذهبت إلى ماركات مستحضرات التجميل وعلمت أنهم يقومون باستيراده من الخارج.

وبالتزامن مع ذلك كنت أبحث عن المواصفات القياسية الخاصة بطلاء الأظافر، وعقب بحث أستغرق شهرين تقريباً، توصلت للمواصفات القياسية المصرية التي حصلت عليها من قبل مصلحة الكيمياء والخاصة بوزارة الصناعة والتجارة ولكنها حينها طلب منى مشرف التحقيق عماد عمر أن أحصل على مواصفة بها المواد الكيمائية المتواجدة بطلاء الأظافر، ونسب تلك المواد حتى عندما نحصل على العينة المغشوشة نستطيع أن نقارن تلك العينة بالمواصفة وبالفعل عقب الذهاب مراراً وتكراراً الى وزارة الصحة حصلت على تلك المواصفة من هيئة شؤون الصيادلة.

ومن هنا كان علي أن أبحث عن المكان الذي يصنع به طلاء الأظافر سهل التقشير المغشوش وليس المستورد، وبعد أشهروجدت مصنع بير السلم يقوم بانتاج طلاء الأظافر سهل التقشير وعقب محاولات مريرة لاقناعه بدخول المصنع وافق وعندما تتبعت خط سير بيع عبوات طلاء الأظافر من المصنع الى تجار الجملة بالعتبة وحينها توصلنا أن العديد من تجارالجملة بالعتبة يقومون بشراء عبوات طلاء الأظافر سهل التقشير من مصانع بير السلم  وحينها حصلنا على عينة من المنتج. وبالتزامن مع العمل، طلب منى مشرف التحقيق عمل أستبيان ويتم توزيعه بالمناطق الشعبية، والمناطق الراقية والجامعات، حتى نعلم حجم إنتشار طلاء الأظافر سهل التقشير في تلك المناطق، والمشاكل الذي واجها مستخدمين طلاء الأظافر سهل التقشير، وبالفعل تم عمل الإستبيان وعلمنا مدى انتشار طلاء الأظافر سهل التقشير في هذه المناطق كما موضح بالتحقيق.

وعندما انتهيت من العمل داخل المصنع وحصلت على عينة طلاء الأظافر سهل التقشير الشعبي ذهبت بها الى مصلحة الكيمياء حتى يتم تحليلها واثناء التحليل ، كنت أذهب الى مستشفي الامراض الجلدية ” الحوض المرصود” للبحث عن حالات تتضررت عقب استخدامها طلاء الأظافر سهل التقشير وعقب معاناة شديدة وافقت حالة تضررت من الطلاء ان تتحدث معي وتروي لي ما حدث لها ، وفي نفس الوقت  تم الإنتهاء من تحليل العينة وحينها كان علي أن أبحث على خبير مستحضرات تجميل وخبير كيميائي حتى يوضح لنا المواد الكيمائية المتواجدة بتحليل العينة، وأثناء ذلك البحث كنت اقوم بالبحث عبر الانترنت على المواد الكيميائية المتواجدة بطلاء الأظافر إلى أن وجدنا خبير مستحضرات تجميل استطاعت من خلاله توضيح المواد الكيمائية المتواجدة بالطلاء .

وفي النهاية توجهت إلى الجهات الرقابية وواجهتهم بما توصلت إليه وكانت الردود كما ذكرت في التحقيق، ثم بحثت عن نص القانون الذي يوضح عقوبة الغش التجارى إلى ان توصلت إليه كما موضح بالتحقيق. اصطدمت في البداية بصعوبة العثور على حالات تتضررت عقب استخدامها طلاء الأظافر سهل التقشير وحينما كنت اجد حالات تستخدم الطلاء وتشوهات اظافرها كانوا يرفضون التحدث معي .

واجهت أيضا صعوبة في دخول مصنع بير السلم ، فمالك المصنع يشعرك بأنه تاجر مخدرات، فالتعامل معه دائماً كان بحذر شديد لأنه كان يشك بأي شخص يلتقيه، وكان يخشى دوماً على طريقة صنعه لطلاء الأظافر فكنت دوماً أشعر أنه يخشى على تركيبة كيمائية فريدة من نوعها. وواجهت صعوبة أخرى كادت أن توقف العمل بالتحقيق هي الحصول على مواصفة التركيب الكيمائي بطلاء الأظافر فكانت هيئة شؤون الصيادلة لا تريد التعاون معى وإعطائي أي تقرير اقارن من خلاله نسب العينة المغشوشة وناهيك عن ذلك فوزارة الصحة كانت لا تريد التعاون معي سواء في إيجاد الحالات وتوثيقها او اعطائي التقارير او حتى دورهم الرقابي ، ثم واجهت صعوبة ايجاد الخبير بمستحضرات التجميل فكان جميع الاطباء يرفضون التحدث في هذا الموضوع خوفاً من بطش وزارة الصحة .