انتكاسة شح الدواء- عبدالناصر الهلالي

2016/08/16
التاريخ : 16/08/2016

تركت الحرب ومازالت جروحا وآلاما لا حصر لها في اليمن، قتلت، شردت، وفوق هذا وذاك حرمت المرضى من الأدوية التي تضمن لهم البقاء على قيد الحياة.
مرضى السرطان كانوا الأكثر تأثرا من الحرب الدائرة منذ آذار/مارس2015 إذ حرموا من العلاج مقارنة عما كان عليه الحال قبل الحرب، تعذر الحصول على الأدوية لهؤلاء المرضى في مركز الأورام الحكومي ناتج عن خفض الميزانية الخاصة بشراء الأدوية بسبب الحرب التي حرمت خزينة البلد من الإيرادات المالية.
وكان اختيار موضوع مرضى السرطان أمرا ضروريا في ظل المعاناة اليومية التي يتعرضون لها عسى أن يعمل هذا التحقيق على تغيير واقع الحال إلى ما هو أفضل.
نقل معاناة المرضى في مركز الأورام وأولئك الذين تركوا العلاج فيه بعد نفاد الأدوية الخاصة بهم وجلسوا في منازلهم بانتظار الموت كانت الصعوبة الأكبر التي واجهتني أثناء تنفيذ التحقيق،.
يوميا كنت أشاهد، وأتحدث إلى المرضى الذين كانوا يتشبثون بي ربما يجدوا من خلال ما أقوم به مخرجا لألأمهم الدائمة، بيد أن ما يقوم به الصحفي هو نقل معاناة الناس إلى الجهات الخاصة والمنظمات المعنية عسى أن يجد مخرجا لهؤلاء المرضى.
واجهتنا صعوبة في ملاحقة المصادر لمرات عديدة والانتظار لأيام حتى أحصل على المعلومة، لكننا في النهاية بمعية الزميل خالد الهروجي المشرف على التحقيق استطعنا الحصول على المعلومات من تلك المصادر التي لم يكن للتحقيق أن يستقيم إلا بها.
ويحدونا الأمل أن يساهم هذا التحقيق في حل المشاكل التي حرمت المرضى من الأدوية من خلال تفاعل الجهات المعنية والمنظمات ذات العلاقة مع ما تم تناوله في التحقيق من حقائق تضع الجميع أمام مسئولية أخلاقية تجاه المرضى الذين لم تمتد لهم يد النجاة لحظة الانتهاء من هذا التحقيق.