” صوت الضمير الذي أقلقه ، وخوفه أن يكون سببا في سقوط المزيد من الأبرياء فريسة لمرض السرطان ” سببان كافيان لجعل صمت صديقي صرخة في وجه الإهمال والفساد الذي يمر أمام عينيه كل يوم ، ممثلا في كميات هائلة من مخلفات الصرف الصحي السامة والمعروفة بـ”الحمأة” لاستخدامها في الزراعة . كانت البداية حديث عابر أكد فيه صديقي خطورة ما تنتجه محطة الصرف الصحي بمنطقة الجبل الأصفر من مخلفات غير مطابقة للمواصفات ترتفع فيها نسبة الرصاص ، وهو ما كان يستحق البحث والتقصي على مدار 3 شهور متتالية . “تركيز الفكرة في نقطة ، والبحث في العمق ، والانتقال بالمعلومة إلى معلومة أخرى وتأكيدها من مصادر متعددة ، وجمع الوثائق والمستندات ، وتنظيم العمل وفق منهجية في إدارة الوقت والأفكار ” كلها أمور تعلمتها خلال فترة دورة الصحافة لاستقصائية التي عقدتها مؤسسة أريج بالتعاون مع المركز الدولي للصحفيين . “أنا الآن لدي حقائق ومعلومات ” قلتها لنفسي بعدما جمعت المعلومات الكافية عن خطورة استخدام ” الحمأة ” الغير معالجة أو المخالفة للمواصفات في الزراعة ، لم ينقصني وقتها سوى زيارة محطة الجبل الأصفر ومقابلة المسئولين عنها ، وهو ما لم يتم بسهولة ، نظرا لاشتراطات الأمن وجود تصريح ومرافق من العلاقات العامة لزيارة المحطة ، أما المسئولين عن المحطة فممنوعون من الحديث بأي معلومات إلا وفقا لما هو منشور في أحد المطبوعات الموجودة أمامهم على أن تنسب كل تصريحاتهم للمهندس حسن خالد رئيس الجهاز التنفيذي لمشروع الصرف الصحي للقاهرة الكبرى ! الحرص على الاستماع لكل الآراء ، والتشجيع المستمر ، وتحديد إطار كلي للتحقيق ثم تجزئته عند الصياغة ، فضلا عن تواضعه وخبراته الصحفية المتعددة ، أمور كانت عنوانا لمشرفي الأستاذ يحي غانم الذي أكن له كل التقدير والاحترام . الآن .. أنا أؤمن بقدرة الصحافة على التغيير والكشف عن الحقائق الموثقة دون تضخيم يرتدي صاحبه نظارة سوداء ، أو لا مبالاة يبحث صاحبها عن منصب أو مغنم . السيد خضري
Leave a Reply