يحالفني الحظ للمرة الأولى وأنجز تحقيقا مع “أريج”.. التجربة تختلف عما قمت به من تحقيقات سابقة من حيث الطرق والسبل ورحلة البحث والوصول للمعلومة والاستعانة بالمصادر.
أثناء تنفيذي للتحقيق أدركت جيدا أهمية أن تصبح “أريجي” وتتلقى ورشا وتدريبات عن معايير السرد القصصي وكيفية إجراء تحقيق استقصائي مكتوب، تعلمت الكثير سواء في طريقة البحث والاستقصاء أو في الصياغة، وطرقت أبوابا جديدة وتورطت أكثر كصحفية تسعى للمهنية في الصحافة الاستقصائية.
ويكشف التحقيق عن وجود شبكة دعاة دولية تستغل المساجد وبعض الجمعيات الأهلية في نشر افكار الدواعش.
إذا أردت أن تضع قدمك على بداية الطريق لتبنى فكر تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» فالمهمة بسيطة. كل ما عليك التوجه إلى أحد معاهد إعداد الدعاة التى تعمل من خلال جمعيات أهلية تخضع لإشراف وزارة التضامن، وتنشر فكر التطرف والإقصاء تحت غطاء قانونى من خلال دورات، تمثل «مفرخه للدواعش» ــ حسب وصف أستاذ بجامعة الازهر.
وقد اكتشفت المشكلة أثناء صلاتي للجمعة بأحد مساجد الهرم، حيث كان أحدهم يوزع إعلاناً عن دورة دينية يقدمها أحد المشايخ خلال ساعات تنتهي بإعطائي إجازة بتدريس بعض الكتب في مساجد مصر. وبحضوري الدورة الأولى اكتشفت عشوائية وكارثية الدورات.
وتقدم هذه الدورات فى تلك الجمعيات أو فى مساجد تابعة لوزارة الأوقاف ورغم قرار وزير الأوقاف رقم 238 سنة 2015 بإلغاء تراخيص معاهد إعداد الدعاة التابعة للجمعيات الأهلية. إلا أن معاهد منها لازالت تعمل.
ويكشف هذا التحقيق، من خلال ست تجارب معايشة لحضور الدورات لتدريس محتواها للغير، وتتبع نشاط هؤلاء الدعاة عبر الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعى، كيف يعملون من خلال شبكة دولية، ويمزجون فى الدورات بين الدين والسياسة، ويروجون لأفكار مثل تحريم الجامعة لسماحها بالاختلاط، وتحريم مشاهدة التليفزيون، والتحريض ضد المسيحيين والشيعة بل وباقى المجتمع، والترويج لجماعات مسلحة تعمل فى سوريا.
ورغم إغلاق وزارة التضامن 1083 جمعية مخالفة لكن لازالت هناك جمعيات كثيرة تعمل بها معاهد إعداد الدعاة دون محاسبة ولا رقابة من وزارات الأوقاف أو التضامن أو الداخلية لأنه لاتوجد متابعة للتنفيذ من تلك الوزارات ولا من الأزهر أيضا حسبما يكشفه التحقيق.