الأون بيش - أحمد حاج حمدو

2016/03/22
التاريخ : 22/03/2016

إنها ليست المرة الأولى التي نخوض بها تحقيق استقصائي ذو فرضية معقدة، لكنها المرة الأولى التي يكون موضوع الفرضية ما له علاقة بالانتهاكات ضد العمال، وهي فكرة حيوية كان لنا إصرار كبير على إنجازها، سيما أن حجم الشريحة المتضررة منها “الوحش” هائلة جداً.
بدأت فكرة تحقيق “أون بيش” خلال صيف العام الماضي، بعد أن تدفق أعداد هائلة من اللاجئين السوريين، بما تجاوز المليونين ونصف سوري، جميعهم اتجهوا إلى تركيا وحرقوا كل الأوراق التي خلفهم، حيث أن النسبة العظمى من هؤلاء لا يستطيعون العودة إلى سورية لظروفٍ مختلفة، وهم يبحقون فقط عن عمل يتمكنوا من العيش فيه.
هذا الواقع جعلنا كل فترة نسمع عن قصة لاجئ سوري احتال عليه رب العمل أو السمسار الذي أمن له هذا العمل، فلا يأتي يوماً إلى ونسمع عن قصة احتيال جديدة، سواء في غازي عنتاب أو اسطنبول أو المدن الجموبية الأخرى، ما دفعنا للبحث أكثر في حالات الاحتيال هذه التي بدت لو أنها ظاهرة حقيقية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
خلال البدء بالبحث وإعداد التحقيق صدفنا العديد من الحالات والتي لم تكن عملية نصب بمعناها العمومي فقط، بل ثمة طرق محددة ومدروسة، وأبرزها أسلوب “أون بيش” الذي يتم انتهاجه بكثافة من قبل لاجئين سوريين قدامى يعملون كسماسرة ضد لاجئين جدد جاؤوا ليبحثوا عن فرصتهم، ويقومون بتشغيلهم بإحدى ورشات الخياطة وغيرها من الورشات، لمدة 15 يوماً أو أقل ثم يخبرونهم بأنهم غير صالحين للعمل، وفي بعض الأحيان تزيد جرعة الأحتيال فينقلوهم إلى ورشة أخرى وتعاد عملية التشغيل، لكن دون أجر.
أبرز الصعوبات التي واجهتنا خلال إعداد هذا التحقيق، كانت بالعقبات التي نواجهها خلال التوثيق الميداني مع ورشات الخياطة، ومن ضمنه توزيع الاستبيانات والحديث المباشر مع العمال المتضررين، وتوثيق الانتهاكات ضدهم بدقة.
في النهاية فإن هذا التحقيق زاد من رصيدنا المهني والحرفي، للتعامل مع القرضيات المختلفة، وفق المعايير العالمية التي تعلمناها في شبكة أريج.