إهمال حكومي يؤخر تفعيل صندوق تسليف النفقة لسبع سنوات

2017/07/24
التاريخ : 24/07/2017

ملفتة للانتباه قوة سيدات قررن تربية أبنائهن رغم الظروف والصعوبات اليومية التي تواجههن بعد انفصالهن عن أزواجهن، خاصة عندما تزداد معاناتهن بعدم اكتراث أزواجهن السابقين وعدم حصولهن وأبنائهن على نفقة أو أي مبلغ مالي يساندهن في تربية أبنائهن.

كانت عيون العديد من السيدات المتضررات ترغب بالحديث أكثر عن تفاصيل معاناتهن اليومية، لكن في كثير من المرات فضلن الاختباء خلف قصصهن خوفاً من المجتمع أو الزوج السابق وعائلته أو حتى عائلاتهن، في حين تجرأت القليل من الحالات التي قابلناها على الحديث دون محاذير على أمل أن يجدن حلاً ما لمأزقهن.

واحد من الحلول التي كان يفترض تطبيقها قبل حوالي 7 سنوات هو إنشاء صندوق لتسليف النفقة ليكفي المتضررين من النساء والأطفال وكبار السن حاجاتهم الأساسية، من المبلغ الذي عادة ما يكون قليلاً مقارنة بحجم حاجاتهم اليومية أمام رفض الواجب عليه الإنفاق دفعها، رغم حصول المتضررين على قرار من المحكمة.

حاولنا خلال التحقيق الحصول على إجابات شافية لكل هذا التأخير الذي كرس معاناة أشخاص هم بأمس الحاجة لأي دينار يأتي لمدخولهم، وكان غريباً جداً أن تكون إحدى الإجابات “لماذا قررتم بعد 5 سنوات الحديث عن صندوق تسليف النفقة؟”.

كانت من أبرز المبررات لعدم إنشاء الصندوق هي عدم سهولة العثور على مبنى، لكن وبحسب المسؤولين فإنهم حالياً يقومون على تأهيل المبنى وفور الانتهاء منه سينشأ الصندوق.

لم تنته صيانة المبنى بعد، في حين كانت إجابة أخرى تطرق أسماعنا من أحد المعنيين “لماذا تريدون نشر التحقيق أليس لإنشاء الصندق؟! إذاً نحن في حال تأخرت صيانة المبنى سننشئه مؤقتاً في أحد المباني التابعة لدائرة قاضي القضاة”.. لم أعرف حينها ما الذي كان يمنع من إنشاء الصندوق في مبنى مؤقت منذ البداية، مبررات عديدة تلقيناها كعدم صدور جدول التشكيلات في حينها وأخرى تحدثت عن أسباب متعلقة بتأخر صدور نظام لإنشاء الصندوق قرابة 5 سنوات، عقب ورود مادة في قانون الأحوال الشخصية المؤقت عام 2010 تقضي بإنشائه، والمتألم الأكبر لم يسكت جوع أطفاله كل تلك المبررات.

هدفت ومشرف التحقيق مصعب الشوابكة، عبر هذا التحقيق أن نسلط الضوء على معاناة متضررين تضاعفت معاناتهم بعدم إبراز حل كان من الأصل أن يكون موجوداً منذ سبع سنوات، وكان من الممكن أن يمثل هذا الصندوق ملاذاً حقيقياً لهم.

في النهاية كل ما أرجوه أن يرى صندوق تسليف النفقة النور يوماً ونشاهد أولئك الذين يعانون بصمت يحصّلون مستحقاتهم من هذا الصندوق وليس من فرضيات كتبت بحبر على ورق.


إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (أريج)
Privacy Overview

This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.