في اليمن، قد تجد مرضى نفسيين يهيمون في الشوارع والأرصفة، لكن يندر أن تجد امرأة تعاني مرضا نفسيا في الشارع أو على قارعة الطريق، وذلك نتيجة للنظرة المجتمعية السائدة والتي تصف المرأة بأنها “عورة ” ويجب البحث لها عن ما هو أقرب للستر مع وجوب إخفاءها أوحبسها ولدرجة قد تصل لتقييدها إن كانت تعاني من مرض أو عيب خَلقي.
ونظراً لخصوصية المرأة في المجتمع اليمني فقد كانت مجريات التحقيق ومتابعة الحالات بحرص شديد حتى لا نثير حفيظة الشارع اليمني بقدر ما نكشف سوء يقع على المرأة اليمنية المصابة بأمراض نفسية كالفصام والتي تعاني الكثير من الإهمال والظلم.
بالبحث والتقصي واجهتني صعوبات كثيرة من أهمها صعوبة العثور عن حالات حبيسة البيوت بسبب الحساسية الكبيرة التي تحيط بالمرأة في المجتمع وكذلك، التعتيم والتكتم الشديد من الأسرة والمجتمع، حتى حين عثرنا على مريضة بالفصام حبيسة البيت والقيد لم توافق الأسرة على استقبالنا والحديث معنا إلا بصعوبة بالغة. لذلك قبول أسرة والسماح لنا برؤية ابنتهم والحديث معها وتصويرها وكشف ما تعانيه المريضة بالفصام يعد انتصارا كبيرا لإبراز هذه المشكلة إلى الرأي العام وما زاد من الصعوبة أن جهات في الدولة والمنظمات امتنعت عن تزويدي بمعلومات أو بيانات خاصة حول المريضات نفسياً بالفصام.. أيضاً مسألة شح الدراسات الخاصة بالمريضات نفسياً بالفصام وعدم وجود الإحصاءات الدقيقة والموحدة في الجهات المعنية تعد من ضمن الصعوبات التي واجهتني أثناء التقصي والبحث.
وضعت هدف رئيسي لتحقيقه، وهو كشف الضرر الواقع على المرأة المريضة بالفصام في اليمن وإحداث تغيير على الصعيد المجتمعي والحكومي من خلال نشر الوعي وإجبار الجهات الحكومية على التحرك والإهتمام بالمرضى النفسيين بإيجاد مكان مخصص للمصابات بهذا المرض “الفصام” وتوفير علاج متكامل لمرضى الفصام من النساء وتشريع قانون يحميهن من هدر حقوقهن الإنسانية وعدم السماح باحتجازهن أو تقييدهن خشية العار والعيب المجتمعي..لكن توقيت النشر توافق مع العدوان على اليمن، بانتظار أن تهدأ الأوضاع ومن ثم إثارة موضوع التحقيق ونشره مجدداً.
Leave a Reply