أحمد بلال - «أسمنت سيناء».. السرطان يطير فى الهواء

2013/06/13
التاريخ : 13/06/2013

اثناء عمل تحقيق على الحدود في وسط سيناء استمعت لشكوى ابناء سيناء وعن التلوث الذي يسببه المصنع بالقائه الباي باص في ارض سيناء لدرجة انهم لا يستطيعون الرعي او الزراعة على بعد كيلومترات من المصنع كما ان الكثير منهم رحلوا من جوار المصنع عقب اصابات صحية لهم ولذويهم .
وفي زيارة اخرى دبرت لنا مصادرنا دخول المصنع ومشاهدة حلة الباي باص وتعقب السيارات التي تنقل البايباص وتلقي به خلف المصنع وقمنا باخذ عينة من هذا الباي باص الملقى على الارض وعينة اخرى منه من داخل خط الانتاج لتحليلهما في المركز القومي للبحوث والمعايرة وهو أحد مركزين من نوعه في الشرق الاوسط احدهما في جنوب افريقيا والآخر هنا في القاهرة، وقمنا بطلب تحليل للعينتين لنثبت ان المادة الملقاة خارج المصنع هي نفسها مادة الباي باص الملوثة، وبعد اسبوعين كانت نتيجة التحاليل التي قمت بعرضها على الباحثين في امراض الصدر والصحة المهنية واخصائي الاسمنت في المركز القومي للبحوث بالاضافة الى استشاري اسمنت في قسم الجيولوجحيا بكلية العلوم جامعة حلوان لتأتي النتيجة صادمة للجميع حيث كانت التحاليل متطابقة ولكن مركبات التحاليل ليست فقط مركبات مخلفات اسمنت (باي باص) ولكنها مختلطة ببقايا مواد نفايات الكترونية وهي مواد لا تتواجد في التربة بالصدفة كما اجمع الباحثون .

نتيجة التحاليل قادتنا الى احتمالين اما ان جبل الطفلة به مدفن للنفايات الالكترونية او ان هذه النفايات تحرق في افران الاسمنت اثناء التصنيع، كان عليينا الذهاب للمصنع مرة اخرى وبالفعل ذهبنا واتينا هذه المرة بثلاث عيينات من الطفلة والاسمنت والباي باص من نفس خط الانتاج المنتجة في نفس اليوم، ومرة اخرى ذهبنا لتحليل العينات في نفس المركز لنخرج بنفس النتيجة وهي ان الطفلة والباي باص فيهما نفس المركبات والتي يتم عزلها عن الاسمنت اثناء التصنيع اي ان مصدر النفايات هو جبل الطفلة مما يوحي بان هناك دفن لهذه النفايات وهو ما يؤكده نشاط الشركة المالكة للمصنع وهي شركة فيكا الفرنسية التي لها نشاط في تصنيع وتجارة الالكترونيات.

في هذه الزياة قمان بالحديث مع بعض العالمين بالمصنع خاصة في انتاج الباي باص والذين لا يتمتعون باي نوع من ادوات السلامة المهنية وقمنا بعمل تحاليل واشعات على الصدر لهم كما تحدثنا مع ضحايا من سكان المنطقة.

كما قمت بالحديث مع مسؤلين وزارة البيئة الذين بدا تواطؤهم مع مصانع الاسمنت واضحا فلا رقابة من اي نوع. كما تحدثنا مع مسؤولي الصحة المهنية باتحاد العمال المصريين واسباب اهمال عمال هذه المصانع بالاضافة الى باحثين المركز القومي للبحوث واخصائيي الامراض الصدرية .

كانت اهم المشكلات التي قابلتنا هي دخولنا سيناء في اوقات انعدام الأمن . دخول المصنع نفسه والحصول على العينات كان شبه مستحيل بسبب رشوة ادارة المصنع لبعض شيوخ القبائل الذين يهاجمون كل من يحاول فتح ملف المصنع ولكن مصادرنا من داخل المصنع وخارجه داخل العريش ذللت هذه الصعاب.

ردود الافعال:

تم تشكيل لجنة من القايادات بوزارة البيئة لبحث وضع المصنع. كما قام رئيس مجلس ادارة المصنع بعقد اجتماع على اعلى مستوى بالمصنع لفتح باب التحقيق في كيفية دخولنا الى هناك وتم تعنيف العمال جميعا وتهديدهم بالفصل.

مجموعة كبيرة من العاملين بالمصنع واهل سيناء يدرسون رفع قضايا تعويضات على المصنع مستعينين بما كشفه ووثقه التحقيق.


تليقاتكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *