عمرو الكحكى - مصانع حكومية تلقي مخلفاتها فى النيل وتسمم النهر والأسماك

2009/12/17
التاريخ : 17/12/2009

بشكل عام، كان الاستقصاء عن أثر تلوث مياه النيل من الصرف الصناعي على ارتفاع الاصابه بالفشل الكلوي – ناجحا جدا بفضل الجهد الذي بذله الصحفيان المشتغلان بالاستقصاء – هشام علام ودارين فرغلي من صحيفة المصري اليوم.

تناول الاستقصاء مثالا ممتازا هو مصنع سكر الحوامدية باعتبار حالة تحتاج الى الدراسة وتطبيق فرضية الاستقصاء. كما ان وجود شخصية محورية لمريض يعاني الفشل الكلوي واسرته كانت وسيلة ناجحة جدا في توصيل الفكرة والتطبيق العملي. وكانت المقارنة بين الحوامدية ومدينة أوسيم القريبة عنصرا محددا وفاصلا في اثبات نتائج الاستقصاء وتحميل المصنع مسئولية آثار الصرف الصناعي.

خلال الاشراف واجهني تحدي التركيز للوصول الى فرضية قابلة للتحقيق اذ كان هشام ودارين مشتتين وارادا التطبيق على كافة انحاء الجمهورية… رويدا رويدا نجحا في التحول الى لب العمل الاستقصائي بالتركيز على فرضية محددة ساعدتهما في الوصول اليها. ومنذ ذلك الحين لم ينحرفا عن الطريق. واجهتنا مشكلة الحصول على عينات بشكل علمي كامل حتى لاتكون نقطة ضعف في الاستقصاء لكنهما نجحا في الحصول على خبير يقوم بذلك بشكل محكم. وخلال الكتابة لم تواجهني معهما مشكلات كبيرة لانهما موهوبان. فكرة الشخصية التي تبنى القصة عليها وجدت اذانا صاغية لديهما وحققاها بنجاح منقطع النظير. وانصب عملي في مرحلة الكتابة على الاختصارات اكثر من أي شيئ آخر في محاولة لجعل الاستقصاء أكثر رشاقة واسرع ايقاعا.

ولاقى الاستقصاء ردود فعل واسعة النطاق من وسائل الاعلام المصرية والمسئولين.

واعتقد أن هشام ودارين تابعا القصة اخباريا بعد نشرها لكن أرى أن عليهما انجاز استقصاء آخر ليتحققوا إن كان مصنع سكر الحوامدية قد التزم بمعايير الصرف في النهر التي حددتها وزارة البيئة أم ان التحقيق أثار ضجة واستمر المصنع في تلويث النهر وتهديد حياة البشر.