عماد عمر-مدابغ الجلود

2015/10/20
التاريخ : 20/10/2015

حين بدأنا مناقشة فكرة هذا التحقيق الذي نفذه ثلاثة معدين عن مدابغ الجلود التي تعمل بطريقة ارتجالية ظهرت محاور ثلاثية أمامنا سواء فيما يتعلق بأسباب المشكلة أو بالمتضررين من الوضع، وكأنما أبى معدو التحقيق إلا أن يتركوا بصمتهم بطريقتهم الخاصة.
اضلاع المثلث الأول كانت ترمز للمتضررين من المشكلة. فالعديد من القصص الصحفية تحدثت عن الأضرار على عمال تلك المدابغ البدائية لكن معدي التحقيق ذهبوا إلى مدى أبعد، ليبينوا الضرر على المستهلكين الذين يجذبهم السعر المنخفض، ويكشفوا أيضا الضرر على الاقتصاد الوطني
وكان الثلاثي الآخر يتعلق بأسباب المشكلة. وتبين أن جشع تجار وأصحاب مدابغ يستغل ضعف أدوات الرقابة، لكن عنصر المنافسة السوقية ظهر أيضا كعامل ضغط يدفع تلك الصناعة لاستخدام خامات رخيصة غير آمنة في محاولة لخفض السعر لمجاراة السلع الصينية الرخيصة التي تغمر الأسواق.

وكان لابد لانجاز التحقيق من زيارة ميدانية إلى تلك المدابغ في بؤرة تجمعها بمنطقة مصر القديمة في القاهرة لنقل تفاصيل المشهد هناك من حيث طريقة العمل والتصنيع وأيضا الظروف غير الملائمة التي تضر بالعاملين.
ونجح التحقيق في تحريك المياه الراكدة في تلك القضية بداية من الاهتمام الاعلامي إلى تحرك الأجهزة الرقابية بالنظر إلى الضرر الذي أظهر التحقيق أنه بات أقرب إلى المستهلك العادي مما كان يتصوره أحد.