ليس بعد العين حكي. اعتمدت معدة التحقيق هذا المبدأ لنقل صورة حية مباشرة عما يحدث في مساجد ومعاهد دينية من استغلال شبكات دعاة لثغرات في الرقابة لأجل الترويج لفكر ديني متشدد ويعمل على اقصاء الآخر، وهو وضع لم تعد الدول العربية تملك رفاهية التسامح معه بعد تزايد الاستقطاب في المجتمع.
انضمت المحررة إلى واحدة من تلك الدورات لتعاين سهولة الانضمام وما يدرس في الدورات وتعايش المشاركين على مدى ثلاثة أيام لتوثيق المخاطر الفكرية التي يتعرض لها الشبان تحت سمع وبصر أجهزة الرقابة.
وكانت الخطوة الثانية هي تجربة ما ينتظر أن يفعله كل من يحضر تلك الدورات بأن يقدم بدوره دورات مشابهة لجماعات من صغار السن وربما الكبار. وكشف التحقيق عدم وجود ممانعة لمثل هذا العمل في العديد من المساجد.
وإلى جانب المعايشة، تتبع التحقيق أيضا نشاط أولئك الدعاة في العالم الافتراضي عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ورصد مواضيع النقاش وتفاعل المتابعين لصفحات هؤلاء الدعاة بما يحولها إلى ما يشبه منتدى للتطرف.
وتتبع التحقيق أيضا كيفية استخدام الانترنت في التواصل مع شبكات دعاة في الخارج وجماعات مسلحة في سوريا وبث مواد ترغب الشباب في الانضمام لتلك الجماعات.
والمفارقة أن المخالفات التي رصدتها معدة التحقيق سواء على أرض الواقع أو عبر الفضاء الالكتروني لم تجد من يتحرك من الجهات المسؤولة للتصدي لها بجدية. ثلاث وزارات بدت المسألة تائهة بين أروقتها وسط تنصل من المسؤولية.
وتتبع التحقيق كل هذه الدورة ليكشف ازدواجية السلطات في التحدث عن مكافحة التطرف وفي نفس الوقت التغافل عن اجراءات واجبة للتصدي له.