تحقيق تعاطي القات من قبل طلاب مدارس في التعليم العام من التحقيقات المهمة التي تعالج واحدة من أخطر المشاكل الاجتماعية في اليمن، وكان قد تم النقاش حول الفرضية من وقت مبكر لحصر الموضوع على طلاب المدارس فقط، وما ينجم عن ذلك من مخاطر صحية ونفسية على المتعاطين من صغار السن، باعتبار أن مشكلة تعاطي القات في اليمن مشكلة عامة وفضفاضة ويصعب تناولها والتركيز عليها في تحقيق استقصائي واحد، بالنظر إلى تعدد زوايا وملابسات ومخاطر هذه العادة المجتمعية المتجذرة.
وعلى مدى نحو ستة أشهر، وهي الفترة التي استغرقها إعداد التحقيق، التقيت بالزميلين معين النجري وعبدالله حزام الذين اشتركا في العمل على هذا الموضوع أكثر من عشر مرات، في مراحل متعددة من العمل لمناقشة الخطوات المنجزة أولا بأول والعمل على تجاوز الصعوبات والمعوقات التي تعترض طريقهما، فضلا عن التواصل المستمر بالهاتف والإيميل لمناقشة بعض التفاصيل الصغيرة والمستعجلة التي تتطلب الاتفاق حولها في حينه، وقبل أن نلتقي بشكل مباشر.
لم يواجه المشرف أي تحديات متعلقة بمهامه الإشرافية، ولكن كان هناك بعض التحديات التي واجهت الزميلين الصحفيين أثنا إعداد التحقيق، منها عدم توفر معلومات ودراسات علمية سابقة لدى الجهات الرسمية أو على شبكة الانترنت، حول هذه الظاهرة، ما اضطرنا للجوء إلى الجمعيات المتخصصة بمحاربة تعاطي القات ومكتبات الباحثين والأطباء الناشطين في هذا الجانب، إضافة إلى ومن إشكالية أخرى تتعلق برفض العينات الخضوع للفحص الطبي، الأمر الذي أهدر من جهد الزملاء الكثير من الوقت لإقناع العينات والحصول على الموافقة بصعوبة بالغة بعد تلقيهم وعود بسرية النتائج.
كما أن عدم توفر بعض الأجهزة المخبرية جعلنا نعجز عن الحصول على نتائج عليمة دقيقة حول مادتي الكاثينون والكاثين الموجودتين في القات، ما اضطرنا للاستعانة بدراسات علمية سابقة وآراء أساتذة الطب المتخصصين، إلى جانب عدم جدية بعض الطلاب الذين وزع عليهم الاستبيان، من خلال إتلافه من قبل البعض وكتابة عبارات ساخرة من قبل آخرين، وقد تم التغلب على هذه المشكلة من خلال توزيع كمية أكبر من الاستبيان وزيادة نسبة العينة المستهدفة، وبالتالي تم استبعاد الأوراق التالفة والحصول على عينة سليمة من الاستبيان.
أما بالنسبة للمزايا التي يتميز بها الزميلين الصحفيين معين النجري وعبدالله حزام فتتمثل في قدراتهم الصحفية الجيدة التي مكنتهما من استيعاب الملاحظات والعمل على معالجتها، وانجاز التحقيق بحسب المعايير المعتمدة من قبل أريج، وأهم ما لفت نظري بالنسبة لمهما هو القدرة على صياغة التحقيق واختزاله بعدد كلمات معقول جدا لم يتجاوز في البداية 2000 كلمة، مقارنة بزملاء آخرين كانوا يسلمون النسخ الأولية من تحقيقاتهم وهي تصل إلى أربعة وخمسة آلاف كلمة.