حمود المحمود - 46 ألف حالة إسهال تسببها المياه الملوثة في ريف دمشق تلوث المياه في سورية يعلن بدء الأوبئة قلة التمويل تعيق استبدال الشبكات المهترئة الناس يفضلون مياه الباعة الجوالين على مياه الشرب من الشبكات

2009/09/5
التاريخ : 05/09/2009

ملاحظات المشرف تقرير الإشراف على فادي علوش تحقيق (تلوث مياه الشرب في ريف دمشق يعلن مرحلة الأوبئة) خلال عمله على تحقيق المياه الملوثة في ريف دمشق، اشتغل الزميل فادي على قضية حسّاسة للغاية، ولذا فقد كان عليه أنّ يعزز فرضيته بالبراهين القاطعة التي يمكن أن تكون حجة لمواجهة الآراء التي قد تظهر من جهات رسمية أو طبية. من هذا المنطلق فإنّ التحاليل المخبرية كانت عاملاً مهماً اهتم به فادي لتلبية هذه الحاجة التي تتطلبها طبيعة التحقيق، والذي أصبح اليوم أحد القضايا التي تحاول بعض الجهات الرسمية اعتبارها من القضايا المسكوت عنها والمعتّم عليها إعلامياً لأسباب مرتبطة بظاهرة الأوبئة التي أصبحت جزءاً من الأمن القومي لبعض الدول. ولذا، فقد كان الاتفاق على إجراء التحليل المخبرية للمياه عاملاً تعزيزاً رغم وجود تحاليل مخبرية تم الحصول عليها من مصادر رسمية ونشرها التحقيق لأوّل مرّة، وهو ماكشف عن قدرة من الصحفي في تقصّي التقارير الرسمية السريّة والقدرة على إقناع المصادر بإعطاء معلومات أو تقارير تبدو لبعض الجهات الرسمية غير قابلة للنشر او التسريب. الخطوة الإضافية التي كانت بمبادرة من فادي والتي تم التشاور فيها لاحقاً كدليل يزيد إثبات الفرضية وتأكيد خطورة مياه الشرب الملوثة، هي القيام باستبيان على عينة من سكان منطقة ريف دمشق للتأكّد من نسبة الذين يشربون مياه الصنابير التي تزوّد بها مؤسسة المياة بريف دمشق والتي أثبت التحقيق أنّ نسبة كبيرة منها غير صالحة للاستهلاك البشري. رغم المدّة الطويلة التي قضاها الزميل فادي في الإعداد لتحقيقه، إلاّ أنّه استطاع الحفاظ على الجِدّة في المعلومات وصلاحية التقارير، وهذه خطوة مهمّة بدا معها التحقيق مواكباً للأوبئة التي بدأت تتحدّث عنها الصحافة السورية والتي كان يُشك أنّ المياه سببها الرئيسي، ليجيئ هذا التحقيق بالحقيقة المثبتة بالتحاليل الطبية المخبرية والحالات الإنسانية الشاهدة على هذه الحقيقة. بقي أن أشير كمشرف على الصحفي فادي، أنّه بالرغم من حداثة سنه وحداثة خبرته في مجال التحقيقات الاستقصائية، فقد كان سريع الاستيعاب وكان فوق كل ذلك بارعاً في الابتكار والتجديد والبحث عن الأفكار الجديدة. حمود المحمود