حمود المحمود - وبال الصراع السوري يصل لمياه الشرب

2014/09/8
التاريخ : 08/09/2014

عمل الزميل محمد بسيكي من سورية على تحقيق تتبع انهيار شبكات مياه الشرب وتلوثها بسبب الحرب، وتحولها لمصدر لأمراض التهاب الكبد والاسهالات وغيرها في دمشق وريفها.

استمر العمل على التحقيق في ظل الظروف الصعبة للحرب حوالي تسعة أشهر، استطاع الزميل بسيكي خلالها تجميع المعلومات والتقاء المصادر والحصول على عينات المياه التي يشربها مايزيد عن مليوني شخص في مناطق ريف دمشق الساخنة والتي تصل أيضاً لقلب العاصمة دمشق.

كان إثبات الفرضية التي تتداخل في أسبابها عوامل الحرب والعقوبات الدولية والنوعية السيئة من شبكات نقل المياه تحدياً كبيراً، فقد عملنا على حصر الفرضية وإثباتها، لنكتشف أنّ شبكات المياه لم تستطع أن تصمد أمام الحرب وأنها كان يمكن ان تكون أكثر أماناً وأقل تأثراً بنقص مستلزمات التعقيم التي نقصت بشكل كبير بسبب العقوبات الدولية ضد سورية، لكن الشبكات القديمة والتي تحتوي على مادة الاستبسوس المسرطنة، ساهمت بتحويل المشهد إلى نتيجة مفادها أنّ 74% من مياه الشرب أصبحت ملوثة في المناطق التي شملها التحقيق.

لم يكتف الزميل بالحصول على نتائج تحاليل للمياه قامت بها مؤسسات سورية رسمية لكنها لم تنشرها، بل عمل بمساعدة شبكة أريج على إجراء تحليل لمياه الشرب من أربعة مناطق رئيسية في ريف دمشق ضمن مخابر معتمدة، اكتشف خلالها أن ثلاثة عينات من الأربعة التي تم تحليلها تحتوي على بكتيريا إيكولاي التي تتسبب بالعديد من الأمراض الهضمية والكبدية.

ولايخفى على أحد الصعوبات التي يواجهها الصحفي العامل في سورية، والتي تم تصنيفها بحسب مراسلون بلا حدود كأخطر منطقة في العالم بالنسبة للصحفيين، لكن هذا العمل أنجز بجهد من الزميل بسيكي وبمساعدة من الصحفيين العاملين في شبكة مواقع الاقتصادي (وائل الدغلي ونسرين علاء الدين)، فالشكر لهم جميعاً لما تكبدوه من مخاطر سعياً وراء الحقيقة.

كما أنني أشير أخيراً إلى المهنية العالية التي اتبعها الزميل بسيكي وفريق عمله، حين استكاعو الحصول على وثائق رسمية وصور من مناطق يصعب الوصول إليها في ريف دمشق تثبت التدمير الذي تعرضت له الشبكات ومخابر تحليل المياه المعتمدة.