حمود المحمود - نسبة اليود في الملح السوري تتراجع بسبب تخزينه في أكياس بلاستيكية شفافة

2009/09/27
التاريخ : 27/09/2009

رؤية تقييمية لعمل الزميلة لميس عملت الزميلة لميس اسماعيل على فرضية جديدة من نوعها في الصحافة السورية، فحتى تاريخه كانت التحقيقات الصحفية التي تناولت قضية اليود ونقصه لدى السوريين، تعتبر أنّ المشكلة قد حلّت منذ منتصف تسعينات القرن الماضي، حين قررت الحكومة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونسيف أنّ يتم تعويض هذا النقص من خلال الملح، وتم بموجبه إلزام مصانع ملح الطعام في سورية بخلط نسبة محددة من اليود ضمن أكياس الملح، ومنذ ذلك الحين قرّت عيون الجميع وأطمأنّت إلى أنّ مشكلة نقص اليود قد حلّت في سورية وإلى الأبد. لكن الزميلة لميس وبحكم تخصصها في الدراسات العليا لعلم النفس لاحظت ومن خلال بعض التجارب العملية والدراسات العلمية أنّ ثمة ظواهر مثيرة للاهتمام منها تراجع المستوى العقلي للأطفال وارتفاع نسب الإجهاض وغيرها من الحوادث المتفرّقة التي شكّلت ظاهرة، فكان تحقيق الزميلة لميس الاستقصائي هو الوحيد الذي جمّع خيوطها ليكشف الفاعل الحقيقي والذي هو نقص اليود. وهكذا فإنّ اكتشافاً جديداً قد طرأ على الساحة السورية حين أثبت هذا التحقيق الاستقصائي أنّ نسبة اليود المحدد في أكياس الملح، يمكن أنّ تصبح وكأنّها غير موجودة في حال كان هذا اليود موجوداً ضمن أكياس بلاستيكية شفافة، نظراً لأنّ الضوء بمختلف درجاته ابتداءً من ضوء الشمس إلى ضوء الكهرباء يؤدّي إلى تناقص نسبة اليود تدريجياً في الملح. وإثباتاً لهذه الحقائق فقد حفرت الزميلة لميس في هذا الموضوع عميقاً حينما استطاعت الوصول إلى وثائق تنشر لأوّل مرّة ومحاضر جلسات سرّية للجان متخصصة وتحاليل مخبرية رسمية أثبتت هذه الحقيقة ولم تكن قد أعلنت من قبل للجمهور. كانت الخطوة المتقدمة التي أرادت الزميلة لميس أنّ تثبت فيها أحد أهم أعراض نقص اليود لدى الأطفال هي قيامها بالتجربة التي تجري لأوّل مرّة في الصحافة السورية، من خلال الاختبار الذي قامت به على مائة طفل في المدرسة تم اختبار مستوى ذكاؤهم العقلي وفقاً لمقياس عالمي متخصص بهذا الموضوع ويتم استخدامه لأوّل مرّة في سورية، وأثبت أنّ نسبة تقترب من 80% منهم يعانون نقصاً في القدرات العقلية التي هي من أكبر عوارض نقص اليود ضمن هذا التصنيف. أعتقد أنّ الزميلة لميس في تجربتها في هذا التحقيق واجهت تحديين الأوّل هو أنّ هذا التحقيق كان تجربتها الأولى في الصحافة الاستقصائية، والثاني انّه تجربتها الأولى صحفياً نظراً لتخصصها في مجال الإعلام التلفزيوني، لكنها في كلا الحالتين استطاعت أن تحقق نجاحاً وتثبت نفسها. المشرف حمود المحمود