التكسير الهيدروليكي.. مها البديني

2016/02/8
التاريخ : 08/02/2016

كانت الصعوبة الأساسية في هذا التحقيق أنه يتناول نشاطا مثيرا للجدل في قطاع انتاج النفط في مصر الذي يعد إلى حد كبير قطاعا مغلقا يصعب ليس من السهل أن يصل فيه الصحفيون إلى معلومات موثقة عن المخالفات المحتملة. لكن نقطة البداية التي حفزت مها البديني للخوض في هذا القطاع كانت معاناة سكان قرويين في أقصى جنوب مصر من ارتفاع منسوب المياه في قريتهم بصورة بدت سلام حياتهم الوادعة بعدما استقدمت أحدى شركات التنقيب عن النفط معداتها وأقامت معسكراتها غير بعيد من القرية.
وربط الأهالي بقوة بين أعمال التنقيب وتزايد المشكلة التي اعترفت بها الجهات الرسمية وصرفت لهم تعويضات لكن دون توصيف دقيق للسبب. وبدأت البديني رحلة طويلة للتنقيب في المستندات ولقاء مسؤولين عسى ان تصل إلى طرف خيط يؤكد اجراء عمليات تكسير هيدروليكي في مصر قبل شهور وربما سنوات من اعلان وزارة البترول رسميا عن التصريح ببدء تلك العمليات في منتصف ٢٠١٥ .
وبدأت اﻻنفراجة حين نجحت البديني في زيارة موقع ميداني يجري عملية تكسير هيدروليكي لتعاين بنفسها اجراء العملية وتستمع إلى المهندسين والمشرفين على التنفيذ. وزادتها هذه المعرفة قوة دفع للبحث عن أمثلة أخرى للمخاطر التي يعاني منها المدنيون بسبب عمليات التنقيب عن النفط. ووصلت بالفعل إلى مثال آخر في قرية بمحافظة بني سويف في شمال صعيد مصر.
وكان الحصول على اعترف من المسؤولين من الصعوبة بمكان. ولجأنا إلى التنقيب في المواقع الرسمية للشركات لنجد اعترافات واضحة باجراء تلك العمليات. وفتح الحديث مع خبراء في المجال نافذة أخرى عن تاريخ هذا النشاط في مصر.
واحتاج توضيح كيفية مرور هذه العمليات دون مساءلة إلى تسليط الضوء على انعدام معرفة جهات رقابية مثل وزارتي الري والبيئة باجراء هذه العمليات من الأساس،وعلى غياب الجدية في تمكين تلك الجهات من أداء عملها. فالتحقيق كشف المشكلة وكيفية حدوثها وحدد المسؤوليات وسلط الضوء على مدى الحاجة لفتح قطاع النفط أمام الصحفيين الباحثين عن معلومات موثقة في عملهم.