الأمن الصناعي في محطات الكهرباء.. عماد عمر

2016/02/8
التاريخ : 08/02/2016

كانت الصعوبة الأساسية في هذا التحقيق أن الضرر يحدث بعيدا عن أعين العامة وإن كان يترك آثاره البالغة على الضحايا وعائلاتهم فضلا عن خسائر مادية بمئات الآلاف من الجنيهات. فمن حين لآخر قد يظهر خبر في وسائل الإعلام عن حريق أو مشكلة فنية في محطة كهرباء هنا أو هناك لكن ليس من السهل أن تتحرى الصحافة وراء البيانات الرسمية لتعرف مدى مصداقيتها في التحدث عما يحدث وراء أسوار محطات الكهرباء.
لكن معد التحقيق حازم دياب نجح في الحصول على وثيقة مهمة عن أمر التشغيل الذي كشف القصور في مراعاة اجراءات الأمن الصناعي في واقعة راح ضحيتها اثنان وأصيب أربعة من العاملين في محطة الكريمات التابعة لشركة كهرباء الوجه القبلي التي تتبع بدورها الشركة القابضة لكهرباء مصر. وفتح الحصول على الوثيقة الباب للتنقيب وراء نقاط محددة تكشف الإهمال والتساهل في تطبيق الإجراءات ربما تحت ضغط العمل في وقت كثرت فيه الشكاوى من انقطاع الكهرباء في مصر.
ونجح معد التحقيق في الدخول بنفسه إلى محطة كهرباء ليعاين غياب اجراءات الأمن الصناعي في مواقف تعرض العاملين لخطر داهم. وساعدت الزيارة في نقل مشاهد واقعية لما يدور وراء أسوار المحطات. واتضح أن المسألة لا تقف عند التقصير في تطبيق الإجراءات فقط وإنما أيضا في محاسبة المسؤولين عن الخطأ لدرجة أن أحدهم حصل على ترقية.
وكان لابد من البحث في تاريخ الحوادث المشابهة لبيان أن المسألة ليست حادثا عابرا وتوضيح حجم الخسائر المادية والبشرية بما يرسم صورة أوضح عن المشكلة.
وكان مجهود معد التحقيق وما حصل عليه من أدلة سببا كافيا لجعل كبار مسؤولي الشركة يقرون بالوقائع ويؤكدون فتح تحقيق فيها. لكن التحقيق يجري هذه المرة بعدما أصبحت الصورة واضحة أمام أعين الرأي العام