الادعاء: فيديو من الأقمار الصناعية يؤكد أنه لم يكن هناك أي انحسار لمستوى البحر لمدة 30 عاماً.
الحقيقة: الفيديو يظهر الزحف العمراني لمدينة تولومو المكسيكية وليس لعدم تغيّر مستوى البحر.
يزعم أحد المستخدمين على “إكس”، “د.محمود سعد“، الذي لديه أكثر من 100 ألف متابعة، أنه من خلفية علمية وينشر العديد من المنشورات ضد تغير المناخ (1، 2، 3) وظواهره زاعماً أنها مؤامرة عالمية وليست حقائق علمية.
نشر الادعاء بتاريخ 26 نيسان/أبريل 2024، وحصد أكثر من 17 ألف مشاهدة و50 إعادة نشر حتى تاريخ نشر هذا التقرير.
تتبعنا مصدر انتشار الفيديو ووجدنا أنه بدأ بالانتشار من حسابات باللغة الانجليزية على السوشيال ميديا، وأجرينا بحثاً عكسياً لنكتشف أن أصل الفيديو هو من ناسا عبر خدمة Google timelapse، ويحمل الوصف التالي:
“حتى أوائل التسعينيات، كانت تولوم قرية هادئة على ساحل البحر الكاريبي في المكسيك. يشتهر هذا المجتمع بشواطئه وأطلال حضارة المايا المحفوظة جيداً، وقد تضخم المجتمع في السنوات الأخيرة لاستيعاب الزيادة السريعة في السياحة. نما عدد سكانها من 3000 في عام 1995 إلى أكثر من 46000 في عام 2020، وتشمل بنيتها التحتية الآن الفنادق والمطاعم والحانات والمحلات التجارية وصالات الألعاب الرياضية”.
وتم عرض الفيديو لإظهار الزحف العمراني في مدينة تولوم المكسيكية والمباني غير النظامية التي دمرت البيئة الحيوية وأثرت على الشواطئ هناك.
نظراً لأن الأرض تزداد دفئاً، ويذوب الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي، فإن المياه في المحيطات تزداد ارتفاعًا. هناك عوامل أخرى لارتفاع مستوى مياه البحر وهي أن المياه تصبح أكثر دفئاً وتتمدداً، وكذلك بسبب تخزين مياه الأرض. وفقاً لناسا، إذا ذاب كل الجليد الموجود على الأرض، فإن المحيط سيرتفع كثيراً، ويغطي مساحة كبيرة من اليابسة بالمياه، وحتى الآن منذ عام 1993، ارتفع مستوى البحر 103 ملليمتر.
وحسب موقع Flood Maps الذي يحاكي سيناريوهات ارتفاع مستوى البحر بطريقة علمية، فلن تتأثر جميع المناطق بالطريقة ذاتها. وبحسب ناسا، فإن ارتفاع مستوى سطح البحر غير متساوٍ، والسببان الرئيسيان هما ديناميكيات المحيطات ومجال الجاذبية غير المتساوي للأرض، وستشهد المناطق الأبعد عن الجليد الذائب ارتفاعاً كبيراً في مستوى سطح البحر نتيجة لذلك. على العكس من ذلك، فإن المناطق الأقرب إلى جرينلاند والقارة القطبية الجنوبية ستشهد أقل قدر من ارتفاع مستوى سطح البحر.
لا يتم قياس ازدياد مستوى سطح البحر من خلال مشاهدة تغير الزمن عبر خرائط الأقمار الصناعية فقط لأنه أمر غير دقيق، يتم قياس مستوى سطح البحر بطريقتين رئيسيتين: أجهزة قياس المد والجزر وأجهزة قياس الارتفاع عبر الأقمار الصناعية. تقوم محطات قياس المد والجزر من جميع أنحاء العالم بقياس معدلات المد والجزر العالية والمنخفضة يومياً لأكثر من قرن من الزمان، باستخدام مجموعة متنوعة من أجهزة الاستشعار اليدوية والآلية.
حسب منظمة Earth، هناك طرق عدة أكثر دقة ورسمية أكثر لقياس تغير ارتفاع مستوى البحر، أهمها أن تعمل الأقمار الصناعية لقياس الارتفاع باستخدام أجهزة قياس الارتفاع الرادارية لبث نبضات من موجات الراديو على سطح المحيط، وحساب الوقت اللازم لهذه الموجات لتنعكس مرة أخرى إلى القمر الصناعي من سطح المحيط، يتم إجراء حسابات إضافية لمراعاة العوامل التي تؤثر على هذه القراءات، مما يسمح باستخلاص ارتفاع مستوى سطح البحر لمنطقة معينة من المحيط.
