من وقت إلى آخر، تنتشر تصريحات مثيرة للجدل منسوبة إلى شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، وعلى الرغم من رواجها بين الجمهور، إلا أنّ البحث خلفها يكشف عن أنّها “مفبركة”.
خلال ستة أشهر (كانون الأول/ديسمبر 2021 – حزيران/يونيو 2022)، رصدنا على منصة “فيسبوك”، الأكثر استخداماً في المنطقة العربية، 10 تصريحات مفبركة منسوبة صراحة وتلميحاً لشيخ الأزهر، ولاقت هذه المنشورات انتشاراً واسعاً، وتعمق بحثنا لنكشف عن توجهات الصفحات والمجموعات التي تبنت هذه التصريحات.
موضوعات الشائعات
يظهر رصد مواقع التواصل، أنّه لا يمر شهر -خلال الأشهر الستة الماضية- إلّا وينسب خلاله على الأقل تصريح إلى شيخ الأزهر، باستثناء كانون الثاني/يناير.
وطرحت هذه التصريحات المزعومة آراء دينية حول موضوعات متنوعة مرتبطة بالمرأة، والعلاقات بين المسلمين والمسيحيين في مصر، والأعمال الفنية، والقضايا الفكرية المرتبطة بالتراث.
ونجد أنّ قضية المرأة استحوذت على نصيب الأسد من المنشورات، فمن بين 10 تصريحات مفبركة عن شيخ الأزهر، أربعة منها تناولت قضايا المرأة بشكل عام، أغلبها يدور حول زي المرأة الشرعي.
وجاءت الأعمال الفنية في المرتبة الثانية من موضوعات التصريحات، فحولها دارت ثلاث شائعات. زعمت أولاها منع شيخ الأزهر عرض مسلسل “بطلوع الروح”، الذي أذيع في موسم رمضان 2022، ويتناول طبيعة المجتمعات في ظل حكم تنظيم الدولة “داعش”، وثانيها تعليق مفبرك على لسان شيخ الأزهر عن مسلسل “فاتن أمل حربي”، وهي شائعة جمعت في مضمونها بين الأعمال الفنية وقضايا المرأة، نظراً إلى أنّ العمل يناقش قضايا المرأة، إلى جانب شائعة عن مطالبة شيخ الأزهر بتطبيق حد الردة على مؤلف المسلسل، الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى.
أما القضية الثالثة، فتمحورت حول العلاقات الإسلامية المسيحية، وتمثلت في شائعة انتشرت في كانون الأول/ديسمبر 2021، عن رفض شيخ الأزهر احتفال المسلمين بليلة رأس السنة الميلادية، وتصريح آخر في شباط/فبراير 2022 عن رفضه تعيين المستشار بولس فهمي، رئيساً للمحكمة الدستورية في مصر، بما يحمل تلميحاً بأنّه مسيحي.
وجاءت القضية الرابعة لتتناول مناسك الحج ومدينة مكة، منها شائعة تستمر بالانتشار على منصات التواصل وتزعم أنّ منع الطيران فوق مكة سببه أنّ الكعبة مركز جاذبية الأرض.
وأرفق أحد الحسابات صورة لشيخ الأزهر على التصريح في محاولة للإشارة إلى أنّه صاحب تلك المقولة، أما التصريح الثاني فحمل انتقاداً لتكلفة الحج في عام 2022، واتبع صاحب المنشور المنهجية نفسها بإيراد صورة شيخ الأزهر على المنشور، في محاولة لنسب التصريح إليه.
وفيما يلي نستعرض الشائعات وتواريخ انتشارها، والكشف عنها بالرجوع إلى الحسابات الموثقة للأزهر وللطيب:
شائعات حول المرأة
-تصريح منسوب لشيخ الأزهر عن “عفاف المرأة” (أيار/مايو 2022)
التصحيح: التغريدة مفبركة كما أنّ حسابات شيخ الأزهر على منصات التواصل خالية من تلك التغريدة.
-تصريح منسوب لشيخ الأزهر عن “زي المرأة” (أيار/مايو 2022)
التصحيح: لم يصدر هذا التصريح عن شيخ الأزهر كما لم يقم أيّ موقع موثوق بنشر تلك الادعاءات.
-شائعة إلزام النساء بالملابس الشرعية (حزيران/يونيو 2022)
التصحيح: التصريح مفبرك ولم يصدر عن أحمد الطيب أو مشيخة الأزهر. يحتوي التصريح على عدد من الأخطاء الإملائية مثل “مواساسات” عوضاً عن “مؤسسات”.
برصد تصريحات الطيب الموثقة، نجد أنّه لا يتعامل بهذه الحدة مع مسألة زي المرأة، وسبق وصرح في حوار له عام 2017 أنّ “المرأة غير المحجبة وتحفظ لسانها أفضل عند الله من المحجبة التي تصوم وتصلي وتؤذي جيرانها بلسانها”.
شائعات حول الأعمال الفنية
منع مسلسل “بطلوع الروح” (آذار/مارس 2022)
التصحيح: التصريح لم يصدر عن الطيب في أيّ من صفحاته الرسمية، وليس من صلاحيات شيخ الأزهر منع أي عمل فني.
-تصريحات شيخ الأزهر حول مسلسل فاتن أمل حربي (نيسان/أبريل 2022)
التصحيح: لم نجد أيضاً أيّ تعليق رسمي من شيخ الأزهر عن مسلسل فاتن أمل حربي، وإن كان الأزهر نفسه قد أصدر بياناً حول العمل. والبعض يخلط بين موقف الأزهر وموقف شيخ الأزهر، الذي لم يأتِ على لسانه ذكر لتحريف المسلسل للقرآن أو هدمه ثوابت العقيدة.
-مطالبة شيخ الأزهر بتطبيق حد الردة على إبراهيم عيسى (نيسان/أبريل 2022)
التصحيح: لم يصدر ذلك التصريح عن شيخ الأزهر، كما أنّ التصميم مفبرك فلم تنشر صفحة “الجزيرة – مصر” على فيسبوك ذلك التصميم. ويظهر على التصميم شعار “الكبسولة الزرقاء”، وهو شعار صفحة تدعى فيروس “مختصة في نشر الأخبار الساخرة”.
وسبق لشيخ الأزهر أن هاجم الكاتب والإعلامي إبراهيم عيسى في شباط/فبراير 2022، بعد تصريحات الأخير عن حادثة الإسراء والمعراج، لكنّه في البيان نفسه أكّد على أنّه لا يجوز شرعاً إطلاق أحكام التكفير، وذلك على عكس الشائعة التي انتشرت وقتها أنّ شيخ الأزهر طالب بتطبيق حد الردة على إبراهيم عيسى، وهى الشائعة نفسها التي أعيد نشرها أثناء الجدل حول مسلسل “فاتن أمل حربي”.
شائعات حول العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في مصر
-تصريحات شيخ الأزهر حول الاحتفال بليلة رأس السنة (كانون الأول/ديسمبر 2021)
التصحيح: يحمل التصميم دلائل على أنّ التصريح مفبرك، فلم تنشر حسابات موقع “أخبارك” على منصات التواصل ذلك التصميم، ويظهر أيضاً على هذا التصميم “الكبسولة الزرقاء” الذي يعود لصفحة فيروس. وسبق أن قدم الطيب التهاني للمسيحيين بأعياد الميلاد.
-شائعة استياء شيخ الأزهر من تعيين قبطي رئيساً للمحكمة الدستورية (شباط/فبراير 2022)
التصحيح: البحث حول هذه الواقعة يدل على أنّ النقيض هو ما حدث، فشيخ الأزهر هنأ المستشار بولس فهمي فور إعلان توليه المنصب.
ونفى موقع “الشروق” أن يكون هذا التصميم منسوباً له، موضحاً الاختلاف بين التصميم الذي يؤطر تصريح شيخ الأزهر وتصميم “الشروق” وقت انتشار الشائعة، للبرهنة على أنّ الأنباء المتداولة حول استياء شيخ الأزهر مفبركة.
شائعات حول الكعبة والحج
-شائعة أنّ الكعبة مركز الجاذبية الأرضية (كانون الأول/ديسمبر 2021)
التصحيح: لم يصدر التصريح عن صفحة شيخ الأزهر الرسمية، وسبق وانتشر ذلك الادعاء في السنوات الماضية على منصات التواصل الاجتماعي دون أن يتم وضع صورة شيخ الأزهر عليه.
الحقيقة أنّ السلطات السعودية تمنع الطيران فوق مكة، حتى لا يتسنى لغير المسلمين الدخول إلى مكة المكرمة عبر الجو، وليس لأنّ الكعبة مركز الجاذبية، فيما تظهر في أغلب المناسبات الدينية المروحيات أو المسيّرات فوق الكعبة للتصوير.
تصريحات منسوبة لشيخ الأزهر حول أسعار الحج (حزيران/يونيو 2021)-
التصحيح: يقود البحث وراء هذا التصريح إلى أنّ صاحب ذلك المنشور، حساب باسم “محمد عبد القادر”، قام بكتابته بتاريخ 23 أيار/مايو 2022 ، لكن لاحقاً، قام عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بإرفاق صورة شيخ الأزهر على المنشور.
في المقابل، استقبل شيخ الأزهر السفير السعودي بالقاهرة يوم 22 أيار/مايو، وأعرب عن “تقديره لجهود المملكة لخدمة حجاج بيت الله الحرام وحرص “خادم الحرمين” على توفير كل الدعم اللازم لذلك”، ولم يأتِ البيان الرسمي الذي نشره الأزهر الشريف على ذكر تكاليف الحج.
المنصات التي تنشر الشائعات
تنوعت الوسائط التي نشرت المعلومات المضللة المنسوبة زوراً إلى شيخ الأزهر، وتوزعت بين مختلف المواقع الإخبارية ومنصات التواصل الاجتماعي، لكنّ أكثرها انتشاراً كان على فيسبوك.
حظيت المنشورات المنسوبة لشيخ الأزهر بتفاعل كبير على عدد من مجموعات فيسبوك، ويلاحظ أنّ بعضاً منها نشرت أكثر من شائعة منسوبة لشيخ الأزهر، كمجموعة “محبي الشيخ الفاضل محمد متولي الشعراوي“، التي نُشر عليها تصريح منع تهنئة المسيحيين، وتصريح ليلة القدر.
ونشرت المجموعة شائعة “لماذا يمنع الطيران فوق الكعبة؟”، كما توجد مجموعة أخرى تحمل نفس الاسم نشرت ثلاث شائعات خاصة بشيخ الأزهر، وهي: التصريح الخاص بليلة القدر، وتصريح دفن المرأة، وتصريح الحج.
كذلك نشرت مجموعة “ISLAMIC SHEZADIYA” شائعة مطالبة الأزهر بتطبيق حد الردة على إبراهيم عيسى، كما نشرت شائعة منع شيخ الأزهر عرض مسلسل بطلوع الروح، ويلاحظ في الشائعتين أنّ ناشرهما واحد.
وعلى مجموعة تدعى “بلقاس توداي”، نشرت ثلاثة تصريحات (رابط 1 – رابط 2 – رابط 3)، كما يلاحظ أيضاً أنّ هناك شائعتين نشرهما حساب واحد.
ونشرت مجموعة “حلاوة وذكريات زمان”، شائعتين منسوبتين زوراً إلى شيخ الأزهر، وهما الشائعة الخاصة بتطبيق حد الردة وشائعة منع عرض مسلسل بطلوع الروح.
وانتشرت على مجموعة تدعى “شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب” شائعتان عن مطالبة شيخ الأزهر بتطبيق حد الردة على إبراهيم عيسى، وتصريح أسعار الحج، وهي مجموعة لا تمثل شيخ الأزهر أحمد الطيب بشكل رسمي، ويوجد لها 18 مديراً ومنسقاً لا يوجد منهم أي شخصية عامة معروفة.
تحظى منشورات شيخ الأزهر بقبول واسع بين المستخدمين، ما يدفع عدداً من الصفحات -خاصة الدينية- إلى نشر تلك المقولات بهدف اكتساب أكبر قدر من التفاعل. على سبيل المثال، تصريح “الجنازة والمرأة” نشرته صفحة “آية -verse”، وحاز 12 ألف مشاركة، وهى صفحة تنشر أدعية وآيات قرآنية، كما تنوّع أحياناً محتواها، بحيث لا يقتصر فقط على المسائل الدينية.
كيفية صناعة الشائعة
تتنوع الطرق التقنية المستخدمة لتلفيق التصريحات لشيخ الأزهر، ومن ضمن هذه الطرق، تعديل تصميم منشورات المواقع الإخبارية المعروفة، لإعطاء مصداقية لتصريح شيخ الأزهر.
الطريقة الثانية تتمثل في فبركة تغريدات عبر نشر لقطة شاشة (سكرين شوت)، من تغريدة منسوبة لشيخ الأزهر.
تستخدم في الطريقة الثالثة منهجية تدوير المقولات، عبر نسب تصريحات ومقولات لشيخ الأزهر سبق أن تمّ نشرها على مواقع التواصل، وحققت رواجاً واسعاً.
تتمثل الطريقة الرابعة في نشر فيديوهات مضللة على “يوتيوب” لا يعكس عنوان الفيديو أو صورة الفيديو، المحتوى الموجود فيها، وذلك لجذب المستخدم لتحقيق أكبر قدر من المشاهدة.
ويمكن أن تحدث عملية الفبركة عبر استخدام أكثر من طريقة، كأن تتم فبركة تغريدة أو تصميم وكتابة عبارات سبق تداولها من قبل على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد لا يستخدم أيّ من هذه الطرق، مثل شائعة إلزام النساء بالملابس الشرعية، التي جاءت على تصميم ليس من تصميمات المواقع المنتشرة، كما أنّ نص الشائعة لم يسبق تداوله.
تعديل التصميمات
تعتمد صفحة “فيروس” على تعديل تصميمات المواقع الإخبارية المعروفة.
وعدلت الصفحة تصميماً نشرته صفحة “الجزيرة- مصر” يوم 19 شباط/فبراير 2022، يبرز تصريحاً لشيخ الأزهر، وأضافت الشعار الخاص بها على التصميم.
وتكرر الأمر نفسه مع تصميمات موقعيْ الشروق وأخبارك.
فبركة التغريدات
يستخدم مروجو الشائعات خاصية تركيب مقولة على تغريدة سابقة لشيخ الأزهر لنسبها له، مثلما حدث في تصريح حجاب المرأة، فتم استخدام اسم حساب شيخ الأزهر (@alimamaltayeb)، وصورته الموجودة على الحساب، لكن حساب الدكتور أحمد الطيب على تويتر خالٍ من هذه التغريدة.
كما لا يظهر في التغريدة المزعومة تاريخ نشرها أو تفاعل المستخدمين عليها، وهو ما يثير الشك حول مصداقيتها.
استخدام الصورة الرئيسية لفيديوهات اليوتيوب
استخدمت في إحدى التصريحات الملفقة الصورة الرئيسية لفيديو منشور على منصة يوتيوب بعنوان: “إلهام شاهين انهيار وبكاء بعد منع عرض مسلسل بطلوع الروح في رمضان المقبل”.
ويعد عنوان الفيديو وتصميمه مضلليْن، إذا يوحي بمنع شيخ الأزهر هذا العمل، ولكن نص الفيديو لا يحتوي على أيّ تعليق لشيخ الأزهر.
تدوير التصريحات
تستخدم طريقة أخرى لتلفيق التصريحات لشيخ الأزهر، عبر إعادة استخدام منشورات ومقولات سبق أن انتشرت سابقاً على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن يتم إضافة صورة شيخ الأزهر على المنشور الجديد والادعاء بأنّ الإمام الطيب هو من أدلى بتلك التصريحات، فمنشور ملابس المرأة مأخوذ من تغريدة في حساب يسمى “ابن ماضي” بتاريخ 4 كانون الثاني/يناير 2018.
وتعود النسخة الأقدم على الإطلاق من المنشور، إلى تاريخ 21 شباط/فبراير 2015، في حساب على فيسبوك يسمى “עאדל עזאזמה”.
أما أقدم نسخة من منشور: “معظم ما حرم الله في الدنيا أباحه في الجنة كالخمر إلا العري فإن الله حرمه في الدارين بل إن من النعيم زيادة التستر، إن لك ألا تجوع فيها وﻻ تعرى”، ترجع إلى تاريخ 3 آذار/مارس 2011.
وينسب البعض تصريح: “لباس المرأة العاري دليل غضب الله عليها لأنّ آدم وحواء عندما غضب الله عليهما نزع عنهما لباسهما وأراهما سوءاتهما”، إلى مفتي السعودية السابق ابن باز، فيما يكذّب آخرون ذلك.
والتصريح الذي يتحدث عن عفاف المرأة سبق وانتشر في تموز/يوليو 2021 على عدد من حسابات مواقع التواصل.
أيضاً تمّ تداول منشور “لماذا يمنع الطيران فوق مكة؟” بزعم أنّها “مركز الجاذبية الأرضية” على منصتيْ فيسبوك وتويتر، في سنوات سابقة، إلا أنّ الجديد هو إرفاقه بصورة الطيب.
تعامل خوارزميات فيسبوك مع التصريحات المفبركة
يتبين من عملية الرصد الخاصة بهذا التقرير أنّ منصات التواصل ما تزال تفتقر إلى الآليات التي تمكنها من التنبه إلى انتشار التصريحات المفبركة، لسهولة التحايل على خوارزمية المنصة المستخدمة لكشف المعلومات المضللة. على سبيل المثال، في تصريح “ليلة القدر”، انتبهت منصة فيسبوك إلى أنّ المحتوى مضلل.
لكن في المقابل، لم تكشف الخوارزميات عدداً من المنشورات المشابهة التي خضعت فقط لبعض التعديلات الطفيفة، منها تغيير زاوية التصميم.
أو إضافة اسم حساب مروج الشائعة، كما في المنشور التالي الذي أضيف له اسم “Ashraf Allam“، وهو نفس الاسم الذي يحمله الحساب.
التفاعل مع الشائعات
حظيت المنشورات المنسوبة لشيخ الأزهر بانتشار واسع على منصات التواصل، فبلغ مجموع مشاركات الشائعات العشر، 68 ألف مشاركة، كما وصل إجمالي ردود الفعل والتعليقات إلى أكثر من 136 ألف رد فعل متنوع.
نفي الأزهر
على الرغم من انتشار التصريحات المفبركة عن شيخ الأزهر، لم يصدر المركز الإعلامي للأزهر الشريف تكذيباً لها، كما أنّ حسابات شيخ الأزهر الرسمية على فيسبوك أو تويتر لم تعلق على التصريحات المنتشرة، كما لم تعلق جريدة “صوت الأزهر” -تصدر عن مشيخة الأزهر الشريف- على التصريحات العشرة التي تم رصدها في هذا التقرير. في المقابل، نفى رئيس تحرير الجريدة أحمد الصاوي في منشور له على صفحته على فيسبوك، إصدار شيخ الأزهر “أيّ تعليق أو تصريح حول إبراهيم عيسى أو أعماله”.
وسبق أن حذرت جريدة صوت الأزهر في حزيران/يونيو 2020 من تداول التصريحات المفبركة لشيخ الأزهر، ونشرت خمس طرق للتأكد من صحة الأخبار المنسوبة لشيخ الأزهر، وتمثلت في الآتي: تجاهل كل تصميم يحمل تصريحاً للإمام، ليس مرفقاً به رابط، وزيارة الحسابات الرسمية الموثقة لشيخ الأزهر على مواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن زيارة بوابة الأزهر الإلكترونية، والصفحات الرسمية للأزهر الشريف عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي تنشر كل ما يستجد من أخبار عن الأزهر الشريف وشيخه، بجانب متابعة بيانات المركز الإعلامي للأزهر الشريف، التي تنشرها الصحف والمواقع ووكالات الأنباء، باعتباره الجهة التي ناط بها نقل تصريحات شيخ الأزهر إلى وسائل الإعلام، مع قراءة أي تصريحات للإمام عبر الصحف والمواقع المعروفة التي تتحمل مسؤولية ما تنشر، ومحدد فيها زمن التصريحات ومناسباتها.