الإمارات تدعو إلى وقف حرق الغاز وسماؤها مليئة به



صرح مكتب رئاسة مؤتمر الأطراف COP 28 المنعقد في الإمارات لوكالة الأنباء “رويترز” بأن “الإمارات تحث شركات النفط والغاز المستقلة والوطنية للقضاء على حرق الغاز الروتيني بحلول عام 2030”.

جاء هذا التصريح في إطار دعوة الإمارات لشركات النفط والغاز إلى التقليل من انبعاثات الميثان.
وبعدها، أطلقت عدة وسائل إعلام حملة عن المبادرة التي تتبناها الإمارات لتقليل الميثان.

وجاء في تقرير لـ “سكاي نيوز” التي تتخذ من الإمارات مقراًً لها أن 150 دولة تعهدت في 2021 بتقليل انبعاثات الميثان بنسبة 30 في المئة بحلول العام 2030، مقارنة بمستويات 2020.

وبالرجوع إلى موقع “غلوبال ميثان بليدج”، وجدنا أن الإمارات واحدة من هذه الدول.

وقال البنك الدولي إن حرق الغاز هو نشاط تقليدي يصاحب عمليات استخراج النفط، للتخلص من الغاز، رغم أنه من أكثر الأنشطة الملوثة للبيئة.

وغاز الميثان أحد الغازات الناتجة عن حرق الغاز، وفق الوكالة الدولية للطاقة.

وفق بيانات البنك الدولي، أحرقت آلاف مشاعل الغاز في مواقع إنتاج النفط في جميع أنحاء العالم نحو 139 مليار متر مكعب من الغاز في عام 2022.

فهل التزمت الإمارات بتقليل “حرق الغاز الروتيني”؟

تشير بيانات موقع “سكاي تراث” إلى أن الإمارات لديها 488 موقعاً لحرق الغاز، ينتج نحو 12.5 مليار متر مكعب من الغاز المحترق في الفترة ما بين 2012 و2022.

وموقع “سكاي تراث” متخصص في توفير صور أقمار اصطناعية عن الأنشطة البشرية التي تؤثر في البيئة؛ ومن ضمنها أنشطة حرق الغاز.

وبعد عام واحد من تعهد الإمارات بتقليل الميثان، ارتفع الميثان من 1.007 مليار متر مكعب في 2021 إلى 1.4 مليار متر مكعب في عام 2022، وهي النسبة الأعلى منذ 2018.

وسبق أن كشفت صحيفة “الغارديان” أن شركات النفط والغاز والمصافي المملوكة للحكومة الإماراتية، تخرق السياسية المعتمدة منذ 20 عاماً في الإمارات بمنع حرق الغاز، للوصول إلى صافي حرق غاز صفري.

ورغم ذلك، لم تنضم الإمارات إلى مبادرة البنك الدولي للوصول إلى صافٍ صفري من حرق الغاز الروتيني في 2030.

وتلزم المبادرة الدول والشركات المنضمة إليها بتقديم تقرير سنوي عن معدلات حرق الغاز التي تجريها.

ما هي علاقة حرق الغاز بالميثان؟

ينتج عن حرق الغاز المصاحب نحو 2.6 كيلوغرام من انبعاثات مكافئ ثاني أكسيد الكربون (CO2e)، ما يؤدي إلى أكثر من 350 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً، منها نحو 42 مليون طن ينبعث في شكل غاز ميثان غير محترق.

 تساهم انبعاثات غاز الميثان الناتجة بشكل كبير في ظاهرة الاحتباس الحراري. وينطبق هذا بشكل خاص على المدى القصير إلى المتوسط؛ إذ إن غاز الميثان -وفقاً للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ- أقوى بأكثر من 80 مرة من ثاني أكسيد الكربون كغاز دفيء على إطار زمني مدته 20 عاماً. 

وتعد الإمارات واحدة من أكثر 30 دولة بشأن انبعاثات الميثان، وتأتي في المرتبة الخامسة عربياً، وفق أحدث بيانات صادرة عن البنك الدولي في عام 2020.