في 10 نيسان/ أبريل 2022، نشر موقع المسيرة نت خبراً عن أنّ ناقلة النفط “APOLYTARES” تستعد لنهب أكثر من 316 ألف طن من النفط الخام من ميناء الشحر بحضرموت، جنوبي شرق اليمن، مشيراً إلى أنّ هذه الكمية من النفط تساوي أكثر من مليوني برميل، بقيمة تبلغ 251 مليون دولار أميركي، وهو ما يزيد على 225 مليار ريال يمني.
الناقلة المذكورة في الخبر ناقلة نفط خام، تمّ بناؤها عام 2009، وترفع العلم اليوناني، وتحمل الرقم 9419474، وتبلغ حمولتها الإجمالية أكثر من 161 طناً، وفق موقع تتبع السفن Marine Traffic.
وعلى نقيض ما أورده موقع “المسيرة”، أكد وزير النفط والمعادن في الحكومة المعترف بها دولياً، الدكتور سعيد الشماسي، أنّ بيع النفط الخام اليمني يتمّ بشكل رسمي.
وفي مقابلة تلفزيونية أُجريت معه بتاريخ 10 أيلول/سبتمبر 2022، قال الشماسي إنّه يتم تصدير مليوني برميل من النفط من محافظة حضرموت كل 60 يوماً.
كما نجد هنا أنّ كمية وقيمة النفط المذكورة في خبر “المسيرة”، مبالغ فيهما، إذ تبلغ قيمة مليوني برميل من النفط الخام 160 مليون دولار، بحسب متوسط سعر برميل النفط الخام نوع برنت البالغ 80 دولاراً، وليس 250 مليون دولار، وفق معدلات سعر الصرف وقت نشر الخبر.
وقائع متكررة
رصد معدّ التقرير في الفترة ما بين 10 نيسان/أبريل و30 آب/أغسطس 2022، 10 أخبار عن سرقة النفط الخام اليمني، نشرها عدد من المواقع.
في 29 حزيران/يونيو 2022، نشر موقع الهوية نت خبراً بعنوان “بالصورة: وصول سفينة جديدة تابعة لتحالف الاحتلال إلى شبوة لنهب 100 ألف طن من النفط اليمني”، وجاء في الخبر، أنّ السفينة “ISABELLA” وصلت إلى ميناء النشيمة بمحافظة شبوة قادمة من ميناء رأس تنورة السعودي لنهب كميات من النفط الخام اليمني، تقدر بأكثر من 100 ألف طن، أي ما يزيد على مليون برميل، وبقيمة تقديرية تزيد على 114 مليون دولار.
عند البحث العكسي على صورة السفينة المذكورة في الخبر، نجد أنّ الصورة قديمة وسبق أن تمّ نشرها في عام 2013، في موقع تتبع السفن “Marine Traffic”، وهي لسفينة راسية في ميناء بمدينة لاس بالماس الإسبانية.
أما بالنسبة لمعلومات السفينة فهي ناقلة نفط خام، تبلغ طاقتها الاستيعابية أكثر من 105 أطنان من الوزن الساكن، وعند ضرب طاقة السفينة الاستيعابية فيما يكافئ الطن الواحد من النفط الخام وهو 7.11 براميل، فإن إجمالي ما تحمله السفينة يبلغ 748.896 برميلاً، وليس أكثر من مليون برميل، كما جاء في خبر موقع الهوية.
كما صرّح وزير النفط والمعادن في الحكومة اليمنية أنّ شركة بترومسيلة الحكومية تصدّر عبر موانئ محافظة شبوة 600 ألف برميل نفط خام كل 20 يوماً.
وعلى الرغم من هذا التأكيد، إلّا أنّه في 6 آب/أغسطس 2022، نشر موقع المسيرة نت، خبراً ادّعى فيه أنّ سفينة النفط “MARAN CANOPUS” في طريقها إلى ميناء الضبة بمحافظة شبوة، قادمة من كوريا الجنوبية، لنهب نحو مليوني برميل من النفط الخام اليمني.
وجاء في الخبر أنّ مصدراً -لم تتم تسميته- في شركة النفط الواقعة تحت سيطرتهم، أوضح لشبكة المسيرة أنّ إجمالي قيمة النفط الذي ستنهبه السفينة يقدر بـ 200 مليون دولار، وفق متوسط أسعار النفط في البورصة العالمية.
تحقق معد المادة، من الادّعاء، ليتبيّن أنّه يحتوي على معلومات غير دقيقة، فميناء الضبة يوجد في محافظة حضرموت وليس شبوة، وعند البحث عن الناقلة التي تمّ ذكرها في الخبر، اتضح أنّها ناقلة نفط خام، تمّ بناؤها في عام 2007، وترفع العلم اليوناني، وتحمل الرقم 9330563، وأنّ حمولتها الإجمالية تبلغ أكثر من 159 طناً، وفق موقع تتبع السفن “Marine Traffic”.
وهذه الناقلة كانت قادمة من سنغافورة وليس من كوريا الجنوبية، كما جاء في الخبر، وفق موقع تتبع السفن “Vesselfinder”.
في نهاية آب/أغسطس 2022، نشر موقع سبأ التابع للحوثيين، أنّ إجمالي ما تمّ نهبه في مناطق الحكومة الشرعية من النفط الخام منذ 2018، بلغ 130 مليون برميل، بقيمة تقدر بـ 9.5 مليار دولار. وأشار الموقع إلى أنّ متوسط إنتاج النفط الخام في اليمن وصل إلى 91 ألفاً و151 برميلاً يومياً، بمعدل مليونين و730 ألف برميل شهرياً.
على العكس من هذا، أعلنت الحكومة اليمنية في 20 آب/أغسطس، عن قيمة عائدات النفط اليمني خلال النصف الأول من عام 2022، إذ جاء في التقرير الصادر عن البنك المركزي اليمني أنّ إيرادات النفط في اليمن ارتفعت إلى 34 في المئة، لتبلغ 739.3 مليون دولار مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي التي بلغت فيها الإيرادات 551.7 مليون دولار.
وهذا ما دعمته تقارير المنظمات الدولية، فمنظمة التعاون الاقتصادي OEC، أوردت في تقرير لها، أنّ اليمن صدّر في عام 2020 ما تبلغ قيمته 682 مليون دولار من النفط الخام، إلى عدد من الوجهات، منها: الصين (594 مليون دولار) وماليزيا (43.6 مليون دولار) وسنغافورة (22.4 مليون دولار) والنمسا (13.8 مليون دولار) وألمانيا (8.6 ملايين دولار).
كما أنّ المعلومات الواردة في موقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية EIA، لا تتسق مع ما تمّ نشره في موقع سبأ، إذ تظهر بيانات إنتاج النفط الخام في اليمن لجميع الأعوام السابقة منذ عام 1986 حتى تموز/يوليو 2022، أنّ إنتاج اليمن من النفط بلغ 10 آلاف برميل يومياً، ثم ارتفع الإنتاج حتى بلغ ذروته عام 2001، ليبلغ 440 ألف برميل يومياً.
وعندما اشتعلت الحرب في اليمن في 2015، تراجع إنتاج النفط الخام، حتى استعاد عافيته في العام التالي ليصل إلى 18 ألف برميل باليوم الواحد، ليرتفع بعدها في عام 2019 ليصل إلى 62 ألف برميل يومياً، ليتراجع جزئياً في الأعوام الثلاثة الأخيرة ويستقر عند 50 ألف برميل يومياً، وليس كما ذكر الادعاء أن متوسط إنتاج النفط الخام يبلغ 91 ألف برميل في اليوم الواحد.
بيانات بحجم إنتاج اليمن من النفط الخام خلال السنوات الماضية
مما سبق نخلص إلى أنّ الأخبار المتكررة عن نهب النفط اليمني الخام من مناطق الحكومة الشرعية، يشوبها الكثير من المبالغات وعدم الدقة، ولا تستند إلى معلومات موثقة.
تعليق الرد على مقترحات التحقيقات
من هيئة التحرير في أريج
سنقوم بتعليق الرد على مقترحات التحقيقات الاستقصائية المُقدّمة بعد 18 كانون أول/ديسمبر 2023 إلى يوم 15 كانون ثاني/يناير 2024؛ وذلك لمناسبة عطلتي الميلاد ونهاية العام.
الزميل/ة العزيز/ة
يمكنك النقر هنا لتحميل نسختك من منهاج الصحافة الإستقصائية الحديثة، نرجو أن ينال إستحسانكم.
تعتذر هيئة تحرير أريج عن التاخر في الرد على مقترحات التحقيقات المقدمة من الزملاء والزميلات بسبب نشاطات ملتقى أريج الرابع عشر، على ان ترسل الردود على المقترحات في الأسبوع الأول من العام 2022 . وكل عام وانتم بخير.
العزيز/ة
يمكنك النقر هنا لتحميل نسختك من ورقة سياسات أريج حول “مكافحة المعلومات المضللة في العالم العربي” بالشراكة مع مؤسسة فريدريش ناومان للحرية
This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.
Strictly Necessary Cookies
Strictly Necessary Cookie should be enabled at all times so that we can save your preferences for cookie settings.
If you disable this cookie, we will not be able to save your preferences. This means that every time you visit this website you will need to enable or disable cookies again.