مخدّر الهايدرو .. إعدام باسم القانون

15 سبتمبر 2015

بيت لحم، الضفة الغربية (معا)-   لم تدرك “أم محمد” أن حياتها ستتحول إلى جحيم بعد عامين من زواجها، كانت تعيش حياة زوجية مستقرة كباقي النساء، قبل أن يحدث التحوّل الكبير في حياتها، عندما انزلق زوجها إلى وحل الإدمان على مخدر الهايدرو، وتحوّل من أب يعطف على أبنائه إلى مجرد شخص يلهث خلف نزواته على حساب إستقرار وأمن أسرته.حوّل هذا الزوج الفاقد للمسؤولية منزله إلى زنزانة مسكونة بالعنف والصراع والقلق، حتى وصلت الأمور إلى أن يطعن زوجته بالسكين أمام أطفالهما في لحظة هيجان سببها الإدمان والمخدرات، لكن الحظ حالفها ولم تصب بإذى كبير. تقول “أم محمد” ودموع الحسرة تملأ وجنتيها: “زوجي ضاع بس أنا ما بدي يضيعوا أولادي، هو ضاع خلص”.تواجه هذه السيدة اليوم مصيرها وحيدة مع أطفالها الخمسة (ولدان وثلاث بنات) بعد 11 عاما من الزواج، حيث أدار الجميع لها الظهر بعد أن فشلوا بإنقاذ الزوج الذي غرق في وحل الإدمان.يرصد هذا التحقيق الاستقصائي التحول في حياة “أم محمد” وحياة أسر مدمني  مخدر الهيدرو للجحيم.

بدأ زوج “أم محمد” في العام الأخير بتعاطي مخدر جديد غزا الأسواق الفلسطينية يسمى “الهايدرو” وهو يشبه في شكله “القنب الهندي” و”نبتة الماريغوانا” ويتم إضافة مركبات كيميائية عديدة لها حتى تصبح ذات تأثير مضاعف على الجهاز العصبي، وتروج تحت مسميات كثيرة منها: مستر نايس، ومسطولون، وأبو سمرة، وبلو آي، ودكتور، ومبسطون، وترنادو، وسمارت جوكر، وامستردام، وبازوكا، وتسمى بالمخدرات القانونية لكونها لا تحتوي على أي مركب ممنوع حسب لوائح المخدرات العالمية، مع أن أضرارها أخطر بكثير من المخدرات التقليدية.ولكن ما يحدث لهذه المخدرات بعد دخولها الضفة الغربية من إسرائيل أنها تخلط بمواد خطيرة وسامة بهدف زيادة حجمها، دون الاكتراث لما سيلحق بمتعاطيها من ضرر صحي ونفسي خطير قد يؤدي به إلى الموت، بحسب الخبير عصام جويحان مدير مركز المقدسي للإرشاد النفسي.تقول “أم محمد” إن زوجها بدأ بلف سجائر تحتوى على الحشيش أمام أولادها بلا خجل. “اليوم بات يشتري خلطات ويأمن نفسه بأكياس، والخلطة تبقى غير عن اللي في كيس الهايدرو، يعني بيخلط هاي مع هاي مع الحشيش بحرق وبلف وبدخن”.وتضيف بحرقة: “أنا بناتي بنيمهم جنبي عتختي وهو بنام برة بغرفة مفصولة عنه وبقوم 100 مرة اتفقدهم، بخاف لأنه ما بكونش في وعيه ليقوم يسويلي شي في البنات”.

المخدرات القانونية

يقول الخبير جويحان، إن مخدر “الهايدرو” دخل المناطق الفلسطينية عن طريق الإسرائيليين وتم ترويجه بطريقة جذابة، فعندما طرحوه في الأسواق أواخر العام 2013 كان تجار المخدرات يطلقون عليها “المخدرات القانونية”! وهذا الاسم جذب كثيرا من الناس لتعاطي هذا النوع من المخدرات لا سيما الشباب الذين لم يتعاطوا المخدرات من قبل.

جويحان يكشف اساليب ترويج مخدر “الهايدرو” بإستخدام عبوات بأشكال زاهية تحاكي غرائز كافة الفئات العمرية من نساء ورجال وأطفال وطلاب. ويقول: “تمكنا من توثيق 38 نوعا لمخدر “الهايدرو” وتحت مسميات مختلفة كبعض ماركات السيارات العالمية مثل “مرسيدس” وبي ام دبليو” التي ترمز للقوة في إشارة إلى أن المخدر يعمل على التنشيط الجنسي لكبار السن، كما أن هناك أنواع للأطفال تروج تحت اسماء جذابة مثل كلمة “بازوكا” التي تعني بالعربية العلكة، وكذلك أصناف للنساء توضع عليها صور مغرية بدعوى أنها تنحف وتجلب الرشاقة.
مدمنون من كل الأعمار
خلال تحقيقنا التقينا بخمسة من الأطفال القصّر وبعض البالغين عددهم ثمانية من المتعاطين لمخدر الهايدرو.
“علاء” (اسم مستعار) 12 عاما من رام الله يقول إن أشخاصا لا يعرفهم عرضوا عليه سيجارة ولم يكن يعرف الدخان..”قالوا لي: إنها تعطيك ذكاء وتجعلك تحل الأسئلة بسرعة، وعندما دخنت السيجارة أصبحت مسطولا وأشعر بألم في رأسي ثم فقدت الوعي ولم افق إلا في المستشفى وبقيت في الفراش عدة أيام لا استطيع الحراك”.
طفل آخر لم يتجاوز التاسعة من عمره اعترضه شخص خلال ذهابه إلى المدرسة في الخليل واعطاه سيجارة طالبا منه أن يدخنها. يقول: “حكالي خود عشان تصير في الامتحانات شاطر، اخدت ودخنتها، بعدين راجعت وصدري صار يوجعني”.
الشاب فادي ( 31 عاما) من إحدى قرى رام الله قابلناه في مركز النور لعلاج مدمني المخدرات. يقول: “موضوع الهايدرو بلش عندما كان أخي يستعمل الهايدرو وأصحابي الذين كانوا في نفس القرية اللي أنا بعيش فيها بيبيعوا هاي المادة وبيستعملوها، فهاي المادة كانت موجودة ومتوفرة”.
ويضيف: “كنت مرات أدخن حشيش، فلما انقطع الحشيش صرنا ندخن المادة هاي الهايدرو، وبتكون مادة زي الربيع الأخضر (نبتة العدة أو قرن الغزال تشبه الحشيش الأخضر)، واللي صار مع المدة تعودنا عليها وصرنا مش قادرين نتركها نهائيا، ولكنها صارت تسرق الإنسان من نفسه تكون أنت ماشي بالشارع تفكر حالك طبيعي بس تكون مسروق من نفسك مش عايش طبيعي، تنسى حالك تنسى شغلك تنسى بيتك”.
ويوضح جويحان أن المقصود بالربيع الأخضر “هي نبتة العدة أو قرن الغزال التي يتم ترنيخها بالكحول بعد إضافة مواد كيماوية وعضوية ويتم تنشيفها وترنيخها عدة مرات بتوليفات كيماوية مختلفة”.
شراء الهايدرو في الليل والنهار
بعد أن تعرفنا على مواصفات المخدر الجديد، قررنا في تحقيقنا المصور التوجه بانفسنا إلى أوكار بيع المخدر الجديد كي نثبت أن ما قيل لنا حقيقة. هاتفنا مرشد نفسي يعمل في مركز لعلاج المدمنين بضواحي القدس، والذي بدوره أرشدنا إلى بعض المتعاطين الذين زودونا بأرقام بعض التجار، وبدورنا أخذنا نجري اتصالاتنا حتى تم تحديد مكان لنا من قبل أحد المروجين لشراء الهايدرو.
توجهنا إلى بلدة الرام شرقي القدس يوم الأحد الثامن من آذار الماضي حيث كانت الساعة تشير إلى السادسة مساء، وحتى لا نثير شكوك أحد استأجرنا سيارة تحمل لوحة ترخيص إسرائيلية لأن تلك المنطقة تخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية. وعندما حل الوقت المحدد لشراء الهايدرو توجهنا إلى المكان المتفق عليه وهناك فوجئنا بعدد من الأشخاص الذين يستقلون دراجات نارية بانتظارنا، وبعد أن قابلونا واطمأنوا أننا لسنا رجال أمن، طلبوا منا الانتقال إلى مكان آخر وعلى الفور توجهنا إلى ذلك المكان، ليرن هاتفنا في منتصف الطريق ويطلبوا منّا أن نتوجه الى مكان آخر فوجئنا عند وصولنا إليه أنه ساحة مدرسة بجانب استاد رياضي، وكانت الساعة قد قاربت التاسعة مساء.
تم ارشادنا من خلال الهاتف إلى المكان المخصص لمقابلة مروّج المخدرات. وبعد قليل وصلناه وكان متمسمرا إلى جانب باب أحد الصفوف الدراسية، وبسرعة طلب منّا النقود مقابل كيس الهايدرو الذي كان يخفيه في جيبه، حاولنا أن نعرف معلومات عن بيع وأنواع الهايدرو لكنه أصرّ أن يعطينا هذا النوع قائلا: إنه أقوى الأنواع ويجعل الإنسان “يضيع” حسب تعبيره.
حصلنا على كيس هايدرو بكلفة 50 شيقلا/ 13 دولارا، مكتوب عليه “مستر نايس غاي” زنة خمسة غرامات مع 2 غرام هدية، وعلى الكيس كتب 100% قانوني و(18 ) في إشارة إلى أنه للبالغين، وبالامكان عمل 5 سجائر من هذا الكيس.
بعد ثلاثة أشهر كررنا عملية الشراء، لتوثيق إزدياد رواج مخدر الهايدرو حتى أنه انتقل من الأكشاك والأماكن السرية إلى البيوت. وصلنا في وضح النهار إلى منزل في حي سكني مكتظ بضواحي القدس يوم الإثنين الثامن من حزيرآن الماضي واشترينا كيس هايدرو وغادرنا المكان دون أن نثير أي انتباه، لأن أهل الحي، حسب ما قالوا لنا، اعتادوا على مروجي المخدرات وزبائنهم.
نتائج الفحص المخبري
ولاثبات أن مخدر الهايدرو الذي يباع في أسواق الضفة الغربية ليس نقيا، نسقنا مع الجهات القضائية والأمنية لإجراء فحص للعينات التي قمنا بشرائها في مركز السموم والتحاليل بجامعة النجاح الوطنية في نابلس، وبعد انتظار دام شهرا ظهرت النتائج لتؤكد وجود عشرات المواد المخلوطة في كل عينة من عينات مخدر الهايدرو.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور أمجد حسين مدير مركز السموم والتحاليل في جامعة النجاح: “أظهرت العينة الأولى 63 مركبا كيميائيا، فيما أظهرت العينة الثانية 46 مركبا كيميائيا مثل “ايزوفثلك” و”كافايين” التي أضيف لها بعض المنشطات مثل “نفثول فثالين” و”فثاليت” والتي أحيانا تضاف بكميات مركزة أعلى من الحد الطبيعي، قد تصل لمئات الأضعاف فيكون تاثيرها السلبي كبير واحيانا قد يؤدي إلى الوفاة.
 ويوضح الدكتور حسين أن هذه المركبات مستخلصة من أعشاب أو تركيبات صناعية تضاف من قبل التجار أو المستخدمين من باب تغيير الطعم والتأثير، وتلك المواد عبارة عن مركبات غير مسموح بها خاصة أنها غير معروفة الاستخدام للانسان ولا تدخل في صناعة أدوية أو حتى السجائر المسموح بها في الأسواق.
أسرار يكشفها تاجر مخدرات
بعد جهد كبير، تمكّنا من الوصول إلى أحد التجار في البلدة القديمة بالخليل جنوب الضفة الغربية. زرناه في منزله حيث يقيم بين أسرته وأبنائه، وعندما وصلناه طلب منا أن ننتقل إلى منزل آخر مجاور لمنزل والدته حيث أجرينا المقابلة لكشف أسرار تجارة مخدر الهايدرو.
يقول التاجر شفيق وهو في العقد الرابع من العمر: “بدأت تعاطي المخدرات منذ أكثر من 20 عاما ولم يبق نوع من المخدرات إلا جربته، إلى أن دخل مخدر الهايدرو السوق وبدأنا بتعاطيه وبيعه على أساس أنه مخدر بسيط يشبه الحشيش، لكن فوجئنا لاحقا أنه أخطر مخدر عرفناه تأثيرا وفتكا بالإنسان”.
يكشف شفيق أن مصدر مخدر الهايدور مدينة يافا في أراضي عام 1948، ومنها توزع إلى المدن الإسرائيلية والضفة الغربية التي تهرب إليها عبر “ثغرات” في جدار الفصل أو عبر الحواجز العسكرية للاحتلال.
في الخليل وحدها- وفق شفيق- يوجد 10 تجار “كبار” لبيع المخدرات لا سيما الهايدرو الذي انتشر بشكل كبير بين فئات المجتمع، ويضيف تاجر المخدرات، أن هناك اتصال بين التجار في مختلف محافظات الضفة الغربية للتنسيق بشأن توزيع وإدخال كميات كافية من الهايدرو، وفي حال انقطاعها في منطقة ما فإنه يتم ايصالها من منطقة أخرى.
يجيب شفيق ردا على سؤال عن أسباب خلط مخدر الهايدرو بمواد أخرى وماهية قائلا: إن التاجر الذي يبيع بـ(المائتين وخمسمائة غرام) من مخدر الهايدرو لن يحصل على مربح جيد إلا بعد أن يقوم بخلطها بمواد مختلفة تزيد من وزنها، ويوضح أن هذه المواد يتم شراؤها من محلات العطارة وهي عبارة عن أعشاب مشابهة للهايدرو يضاف إليها مواد كيماوية مثل مبيدات الحشرات والأستون وغيرها من المواد التي تعطي قواما للخلطة الجديدة وتزيد من حدة تأثيرها على متعاطيها، حسب ما يقول التاجر.
لكن ما ذكره التاجر من مواد كيماوية مضافة لمخدر الهايدرو اكده الدكتور عز الدين بالقول: “إن التحليل أظهر أن هناك موادا سامة مضافة للعينة”. ويتابع عز الدين “طريقة التحليل ليس بالضرورة أن تظهر جميع المواد المضافة لأن كل مادة لها طريقة تحليل خاصة بها، لا سيما وأن الفحص الذي أجري هو تحليل عام للعينة والمركبات التي أظهرها الفحص لا تقود إلى مادة “الفلت القتلة للحشرات مثلا”، لأنه يجب أن نجري فحصا خاصا بالمبيد وحده كي ترى مما يتكون”.
مكافحة المخدرات وعجز القانون
بعد ما شاهدناه من وقائع على الأرض توجهنا إلى مقر مكافحة المخدرات. يقر المقدم عبد الله عليوة نائب مدير مكافحة المخدرات التابعة للشرطة الفلسطينية في رام الله بتنامي ظاهرة تعاطي مخدر الهايدرو بين فئات المجتمع الفلسطيني، وقصور إجراءات المكافحة سببه قلة الامكانات وغياب القوانين الرادعة.
إذ يقول: “القانون ساري المفعول حاليا هو ليس بقانون، هو أمر عسكري لعام 1975/ 558 هو الساري والنافذ في المحاكم الفلسطينية للأسف الشديد وهو صادر عن الحاكم العسكري الإسرائيلي وما زال نافذا، وهو لا يلبي طموحات مكافحة المخدرات ولا حتى المجتمع، وبالتالي هناك ثغرة قانونية في معاقبة ومحاكمة التجار والمروجين.
يستغل تجار المخدرات – وفق عليوة – الاختلاف القانوني بين دولة فلسطين وإسرائيل ما يضعهم في إطار الجريمة المنظمة. ويقول: “أصبحوا يصنعوا هذه المواد في المناطق المصنفة “بي” و”سي” (مناطق بي حسب اتفاق أوسلو تخضع لسيطرة مدنية فلسطينية وأمنية إسرائيلية، أما مناطق سي فتخضع مدنيا وأمنيا لإسرائيل فقط) والتي تشهد درجة من “الميوعة” الأمنية حيث لا قدرة للسلطة الفلسطينية والمؤسسة الأمنية أن تلاحقهم في تلك المناطق”.
زيادة المدمنين وانعدام مراكز العلاج
وعلى الرغم من عدم توفر إحصائيات رسمية عن عدد مدمني مخدر الهايدرو في الضفة الغربية، حسب وزارة الصحة الفلسطينية، إلا أن جميع الجهات الرسمية والمختصة تؤكد ارتفاع أعداد المدمنين لأرقام قياسية، في ظل عدم توفر خطط وطنية لمكافحة الظاهرة، وغياب مراكز العلاج المختصة، باستثناء ثلاثة مراكز بدائية العمل وبامكانيات متواضعة لا تتلقى أي دعم حكومي يقوم على إدارتها أشخاص أدمنوا المخدرات في الماضي.
مركز النور في مخيم شعفاط شرقي القدس، أحد المراكز الثلاثة في الضفة الغربية، متواضع في إمكانياته، به عدد قليل من الأسرّة ما يحوّل عمل هذا المركز في الغالب إلى المعاينات وجلسات العلاج النهارية التي في أغلب الأحيان لا تكون مجدية لعدم إقامة المتعالج في المركز وخضوعه لبرنامج علاجي متكامل.
يعتمد هذا المركز في العلاج – وفق فهيم شاهين نائب المدير – على استقطاب المدمن ومحاولة طمأنته حتى يتقبل العلاج. وفي البداية يتم الحديث عن فترة علاج لشهر حتى يتقبل ذلك، ولكن في الحقيقة العلاج يستمر من 3- 6 أشهر وفي بعض الأحيان يمتد حتى سنة كاملة خاصة لمدمني الهايدرو الذين من الصعب- حسب قوله- أن يتعافوا من الإدمان بسهولة.
وبشأن الدعم يوضح شاهين أن المركز يعتمد في نفقاته ورواتب موظفيه على ما يدفعه النزلاء، بينما لا تقدم الجهات الرسمية في السلطة الفلسطينية أي دعم مادي للمركز.
وتبرر وزارة الصحة الفلسطينية عدم وجود مراكز لعلاج المدمنين إلى أن السلطة لم تكن تضع مشكلة الإدمان على سلم الأولويات كون الإدمان لم يتحول إلى ظاهرة في فلسطين مطلع العام 2011 حيث بدأت بالتنامي في الضفة الغربية لعدة أسباب، أهمها: سماح إسرائيل للسيارات التي تحمل لوحات ترخيص إسرائيلية دخول الأراضي الفلسطينية مما سهل دخول المخدرات من إسرائيل للضفة الغربية.
الدكتورة صفاء بليبلة مديرة دائرة العقاقير الخطرة في وزارة الصحة تقول إن هناك تقصيرا بالفعل ليس فقط من حيث وجود مراكز لعلاج المدمنين، بل أيضا لا يوجد إحصائيات أو دراسات تحدد حجم الظاهرة أوعدد المدمنين، ونحن الآن نعمل على إقامة مركز علاج وعمل دراسات دقيقة حول هذه المسألة.
وفي ظل هذا الواقع تبقى “أم محمد” مثالا حيا لأسر المدمنين الذين نقلوا المعاناة لكل من حولهم وسط غياب حلول جذرية من من مديرية مكافحة المخدرات ووزارة الداخلية والصحة لإيجاد حلول دائمة، بدلا من الاعتماد على برامج موسمية تخضع لشروط الممولين وغياب دور أمني وقانوني رادع، بحسب ما خلص اليه هذا التحقيق.
تقول أم محمد: “أنا باحكي إنو خلص، أنا نسيت أني زوجة له واعيش على هذا المبدأ، ولا افكر اليوم إلا باولادي وكيف استطيع أن أرعاهم ليكونوا مختلفين عن والدهم حتى لا تتكرر المأساة مرة أخرى”..
أنجز هذا التحقيق بدعم من شبكة أريج (إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية).
لمشاهدة الفيديو كاملا 


تعليقاتكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *