مصانع "الوحدة العربية".. هواء ملوث وحرائق لا تتوقف

2 يناير 2021

المئات من مصانع وورش البلاستيك لصناعة الأحذية الخفيفة تعمل من دون ترخيص، ولا يتوفر إحصاء رسمي بعددها. هذه المصانع لا تراعي اشتراطات الأمن الصناعي، وتنفث غازات خانقة ومضرة عبر نوافذها أسفل المباني التي تمارس نشاطها فيها، ويطبق دخانها على أنفاس أكثر من نصف مليون مواطن يقطنون منطقة ‘الوحدة’ بشبرا الخيمة، حيث أظهرت نتائج ‘قياس جودة الهواء’ في المنطقة تخطي الحدود الآمنة التي حددها قانون البيئة.

هذا آخر ما يتذكره علي جمال (16 عامًا) الطالب بالمرحلة الثانوية، قبل أن يتمكن السعال من أنفاسه ويشعر بسببه بالاختناق ويفقد الوعي. علي، وأحد عشر عاملاً آخر واجهوا الموت عندما حاصرتهم النيران داخل أحد مصانع بلاستيك الأحذية الخفيفة -غير المرخصة- بمنطقة “الوحدة العربية” في شبرا الخيمة، التابعة لمحافظة القليوبية شمال القاهرة.

الحريق يعود تاريخه إلى سبتمبر/ أيلول 2018، ووقع في مصنع بشارع مسجد الرحمن، كان يحتوي على كميات كبيرة من عبوات المواد اللاصقة، والمذيبات العضوية المساعدة على الاشتعال. طفايات الحريق كانت فارغة، والمياه مقطوعة، أما الباب الرئيس فأغلقه صاحب المصنع قبل ذهابه إلى منزله من دون الاكتراث بأرواح العمال، وذلك وفقاً لتقرير إدارة الأمن الصناعي التابعة لقسم شبرا الخيمة ثان – حي شرق، الذي أعد بناء على طلب النيابة العامة خلال التحقيق في القضية رقم 1072 لسنة 2019، وتقرير المعمل الجنائي وشهادة المصابين.

أصيب علي بحروق بالغة، وتوفى في الحريق أربعة من زملائه في العمل، وأصيب خمسة آخرين.

المئات من مصانع وورش البلاستيك لصناعة الأحذية الخفيفة تعمل من دون ترخيص، ولا يتوفر إحصاء رسمي بعددها. هذه المصانع لا تراعي اشتراطات الأمن الصناعي، وتنفث غازات خانقة ومضرة عبر نوافذها أسفل المباني التي تمارس نشاطها فيها، ويطبق دخانها على أنفاس أكثر من نصف مليون مواطن يقطنون منطقة “الوحدة” بشبرا الخيمة، حيث أظهرت نتائج “قياس جودة الهواء” في المنطقة تخطي الحدود الآمنة التي حددها قانون البيئة.

في هذا التحقيق وثقنا 22 حالة متضررة نتيجة غياب شروط السلامة في هذه المصانع، بين مصابين بأمراض صدرية، وبين عمال تعرضوا لحوادث فيها، ويعاني بعضهم تشوهات جسدية، وبعضهم الآخر فقد حياته. كما رصدنا غياب تطبيق المصانع لشروط السلامة والأمان المهني، وأجرينا قياسًا علميًا لجودة الهواء لكشف تأثيراته على صحة سكان المنطقة المحيطة بالمصانع والورش.